ظاهرة انتشار افتتاح مشاريع تجارية صغيرة كالمطاعم ومقاهي ومحلات الملابس وإغلاقها بعد فترة قصيرة من افتتاحها لأسباب غير واضحة تماماً، غالباً قد تكون بسبب الظروف مادية أو سوء اختيار الموقع المناسب الذي يتلاءم مع طبيعة النشاط أو قلة الأيدي العاملة أو التوجه المتزايد للتجارة الإلكترونية لانخفاض تكلفتها المادية وقلة مخاطرها.
ملاحظات وغرامات
يقول المستثمر فوزي بوجليع إن لدية العديد من المحلات منها محلات لبيع الأغذية بالتجزئة، ومنها ورش صيانة سيارات ومكاتب عقار، ومطعم منتشرة في كافة أحياء الاحساء، لكن تم إغلاق البعض منها لأسباب عدة.
وذكر بوجليع أن من الأسباب التي دفعته لإغلاق هذه المتاجر هي الملاحظات والغرامات المالية المرتفعة من الجهات ذات الاختصاص وعدم إعطاء المستثمرين تنبيه أو إصدار تعليمات رسمية يتم المحاسبة على عدم تنفيذها بعد مدة من إصدارها من عدة جهات حكومية، أيضاً كثرة الإجراءات وتغيرها في فترة وجيزة مما يسبب خلل لدى المستثمر، وضعف سيولة المستهلك تسبب إغلاق المتاجر، لذلك لا بد توحيد الإجراءات وتوحيد القطاعات لدى جهة واحدة لعدم تكبد التاجر خسائر مادية ومعنوية وبهذا تسرع الإجراءات ووجود الحلول للمشاكل التي يواجهها التاجر أو المنشأة للاستمرارية في السوق.
الموقع غير المناسب
كما ذكر أن من الأسباب أيضا ارتفاع الرواتب والتأمينات والسكن والزي وتكلفة العمالة عند مغادرتهم يصعب تعويضهم من تأخر الإجراءات وتأخر العمالة لتعويض النقص في النشاط مما سبب ضعف في النشاط لعدم توفر حلول أخرى، أيضا اختيار الموقع غير المناسب لهذه التجارة بان يكون هذا الموقع مكتفي من النشاط المتكرر في المواقع ما يسبب ذلك إغلاق وخسارة لهذا المطعم أو المقهى.
ضعف التسويق
ويرى سلطان الجاسر الخبير في إنشاء وإدارة المشاريع ومدير سابق لتمويل والاستثمار أن لإغلاق المتاجر سببين… الأول تركيز المستثمر على المطاعم والكافيهات فقط دون البحث عن احتياج السوق من مشاريع، السبب الثاني التضخم وصل إلى مستويات عالية وهذا ما جعل الناس تتجه للأساسيات دون الكماليات، في الأول ويعتقدون أن هذا القطاع هو الاحتياج والناس لا يستغنون عنه وهذا خطأ، والثاني يعتقدون الناس أن ضعف المبيعات بسبب ضعف التسويق وهذا أيضا خطأ.
كما أكد أن التجار يجب ألا يتبعون الهبه إنما يركبون مع بداية الموجه ويبيعون المحل في القمة لأنه التشغيل متعب جداً، وذكر أن قلة الخبرة لها دور، ولكن ليس لها تأثير كبير إذا كان هذا التاجر مبتدئ حديثاً في هذي التجارة يشتغل مع خبير ويقود المشروع بنجاح.
المحبة والقبول
وأشار الدكتور سالم علي باشميل المهتم بالوعي المالي إلى أننا في زمن أصبح التخطيط ودراسة الأمور جانباً مهماً للنجاح، فالعمل فيما مضى كان المحرك له المحبة، أما اليوم فيجب أن يضاف للمحبة قبول الناس له، فمحبة القهوة، إن لم تكن عارفاً بتفاصيل الإجراءات والتحديات المتوقعة وآلية التغلب عليها، فستكون كمن يتعامل مع ماكينة كبيرة لا يعلم عنها إلا اسمها وسيفاجئ عند ظهور أول خلل يصيبها.
وجانب آخر مهم وهو الجمهور الذي تستهدفه بمشروعك، ادرسه جيداً، مستوى أعمارهم ونوعية اهتماماتهم، الديكور المفضل لهم، المنتجات الأكثر رواجاً بينهم، ومتابعة الصيحات التي تحدث أثناء سير مشروعك والاستفادة منها، فلقد رأينا مشاريع كبرى تطبع على أكوابها ملصقات لأحداث تفاعلت معها الشريحة المستهدفة، لذلك نردد العبارة القديمة التي تقول «الحب وحده لا يكفي».
الإدارة المالية
ويقول الدكتور باشميل: من الجوانب التي أجدها كثيراً عند تأسيس المشاريع الاهتمام بالجوانب الفنية؛ كالمنتج والعملاء والديكور وهذا أمر ممتاز، ولكنه قد يكون كمن يجهز لوليمة ويحضر كل المكونات، لكنه لم يهتم بالغاز والفرن، وفي المشاريع الغاز هو المال، وكثير من المشاريع تجد القائمين عليها فنيين ولا يوجد شخص بينهم تخصصه مالي، يجيد إعداد الميزانيات وكشف الكميات وحساب التكاليف ونسبة الإهلاك وآلية التسعير، بل قد تجد أن المشروع يبيع بمبالغ عالية والإقبال عليه كبير، ولكنه يخسر مالياً بسبب عدم دراسة التكاليف وآلية التسعير بشكل متقن، لذلك أنصح الفريق الذي يرغب بتأسيس مشروع أو الذين هم الآن في زحمة مشاريعهم بأمرين؛ الأول: أن يكون أحد الأعضاء المهمين شخصاً دارساً «مالياً» ولو كان بعقد جزئي؛ وتكون مهمته الإدارة المالية والتخطيط المالي للمشروع، والآخر: الالتحاق ببعض البرنامج المتاحة عبر الإنترنت مجاناً حتى يكتسب اللغة المالية والطريقة الصحيحة لإدارة مشروعه.
الوعي المالي
ويشير الدكتور باشميل، إلى أمر مهم؛ وهو الوعي المالي الذي ارتفع لدى شريحة كبيرة من المستهلكين، فأصبحت لدى المستهلك بدائل متعددة للمنتج في السوق المحلي، بل في الأسواق العالمية، فيمكن اليوم لأي شخص شراء ما يريد من شرق الأرض وغربها من خلال جهاز الهاتف الذي بين يديه، فمستوى الوعي المالي المرتفع دفع الكثير من المستهلكين إلى البحث عن الترشيد في النفقات وشراء الأقل قيمة والتأكد أنه يحتاج إليه فعلاً.
الإجبارية والاختيارية
وذكرت المحامية هبه الغوينم أن موضوع إغلاق المتاجر فور افتتاحها يندرج تحته عدت أسباب منها الأسباب الجبرية والأسباب الاختيارية، الأسباب الاختيارية هي المخالفات الحكومية – البلدية والزكاء والسجلات التجارية كونها لابد أن تكون وفق اشتراطات معينه حسب نشاط المطعم أو المقهى أو المحل التجاري وتطلب الجهة الحكومية إغلاق المتجر فوراً.
أما الأسباب الاختيارية هي تعرض الموظفين إلى مخالفات عدم النظافة كعدم التزامهم بلبس قفاز اليد، ايضاً عدم وضع البطاقة الصحية أثناء فترة الدوام، وكذلك محل الايجار المُمارس فيه النشاط قد يكون بإجارة عالية ولا يستطيع المستثمر تحملها أو عدم دراسة الجدول بشكل صحيح أو عقود الايجار لا تكون ممتدة بحيث يطمع المستأجر برفع الايجار.
حقوق المستثمر
وشدّدت “الغوينم” عن أبرز الحقوق على المستثمرين سواء كان النشاط محل عقار أو مطعم أو مقهى، والحقوق الخاصة التي تتعلق بدفع مستحقات الإيجار من عقارات وخدمات مساندة، إضافة إلى حقوق العمالة والموظفين من رواتب ونقل كفالة وخروج نهائي يصاحبه تأمين تذاكر السفر، والحقوق العامة؛ وهي الحقوق التي تكون لصالح الدولة؛ مثل تصفية الحقوق الضريبية والزكاة، إضافة إلى رسوم الخدمات المقدمة من الجهات المرخصة للمشروع التجاري.
الشغف والحب
وذكر نبيل الجابري المتمرس في التجارة الإلكترونية أن سبب اختياره التجارة الإلكترونية أنها أبسط وأسهل عن التجارة التقليدية، التجارة التقليدية كبداية تتطلب العديد من التراخيص، تكلفة عالية بالديكور، ايجارات، كهرباء، عمالة، بينما المتجر يحتاج بعض الأمور، ولكن تبقى أقل من المحل وبالرغم الفروقات الا أن الشغف وحب بالنسبة لي سبب في اختيار التجارة الإلكترونية لأنه المبالغ وإنشاء متجر ليست كافية للنجاح.
الإحساس بالمنتج
وقال الجابري عن مميزات التجارة التقليدية وهي الإحساس بالمنتج ومعرفة لونه بالطبيعة وتفاصيل ممكن ما تظهر بالتجارة الإلكترونية كما نسبة كبيرة من الناس تفضل التسوق بالواقع، وذكر أيضاً متطلبات التجارة الإلكترونية من سجل تجاري وتحديد خارطة للمنتج والمشروع ومتجر الكتروني ايضاً الاهتمام بالجانب التسويقي.