من مصر النيل ومصر البارودي وشوقي وحافظ تدفقت موهبته لتفيض على الشعر العربي انهارا من النظم المنضود والجمال المعقود في رقة الألفاظ وعذوبتها وسحر المفردات ورقتها وهو الشاعر المطبوع بحب اللغة والدين حيث تربى منذ نعومة اطفاره في بيئة معجونة باللغة والشعر والأدب إنه الشاعر المصري محمود حسن رئيس مجلس أمناء مؤسسة الكرمة للتنمية الثقافية والاجتماعية وعضو اتحاد كتاب مصر
وعضو جمعية الأدباء و عضو أتيليه القاهرة
صدر له عدد من الدواوين منها ديوان شعر ( التسبيح بالجسد عام 2104 م )
ديوان شعر ( سِفرُ التَّوسل عام 2015 م )
كتاب ( فضيلة أبي ومائة عام من العطاء ) سيرة ذاتية 2017
ديوان ( العبَّاسة ) 2018 م
ديوان شعر ( أبي والقطط البيْتِيَّة ) ٢٠١٩ م
حطِّموا جمود الشعر ( رؤى نقدية )
كتاب ( العبَّاسة جوهر الشعر وملحمة الإنسان ) كتبه نخبة من النقاد والأدباء المصريين والعرب
وله تحت الطبع عدد من الدواوين والكتب
ديوان شعر ( عروج )
ديوان شعر ( عطشُ الظل ظلُّ العطش )
ديوان شعر ( ثمرٌ على شجرِ اليتامي )
كتاب ( المواطنة في الإسلام ، ومسائل أخرى )
نشرت له قصائد ومقالات في بعض الصحف المصرية والعربية أبرزها .. قوافي الإماراتية، الشارقة الثقافية الاجتماعية، مجلة العربي الكويتية ، أقلام عربية اليمنية ، أقلام حالمة اليمنية ، البلاد السعودية ، أدب ونقد المصرية ، الديوان الجديد ، أخبار الخليج البحرينية ، برنيق الليبية ، ، الفنون والآداب العراقية، الشرق العراقية، الشرارة العراقية ، مجلة أوروك العراقية ، الشرق العراقية ، كواليس الجزائرية ، صحيفة اليمامة الجديدة وصحيفة الحدث الفلسطينيين ، الوجود المغاير السودانية ، الرواق التونسية ، الرأي الأردنية ( الأهرام والأخبار والجمهورية والمساء و ضاد و الثقافة الجديدة ومصر المحروسة والإذاعة والتليفزيون ، وآخر ساعة المصرية ) مجلة مسرحنا المصرية. وغير ذلك .
وله عدد من اللقاءات التليفزيونية والإذاعية ضيفا وأحيانا مقدما و معد سابق بإذاعة الشمس التي تبث من باريس فرنسا وبرنامج (مبدعون)
وعرض لي المسرح القومي ” مصر أرض الأنبياء ” أداء نخبة من الفنانين المصريين
كما شارك في الكثير من المهرجانات منها :
مهرجان المربد العراق
مهرجان الشارقة للشعر العربي
مهرجان سوسة جوهرة الشعر تونس
مهرجان “أسفي” على المحيط الأطلنطي المغرب
مهرجان الأقصر بيت الشعر
مؤتمر اتحاد الكتاب العرب سوريا
أمسيات بالشارقة الإمارات العربية المتحدة
أمسيات بالمركز الثقافي المصري باريس فرنسا
فكان الحوار معه شيقا وممتعا
ما بيئتك الشعرية التي تأثرت بها ومن أين تستقي شاعريتك؟
لا شك أن البيئة والعائلة هما أكبر مكون للنفس والمشاعر والقيم، وكلما كانت البيئة بيئة ثقافية وأدبية صار من الطبيعي أن يرثها المبدع وأن تشكل وجدانه ومشاعره، ومن حسن حظي أن كان فضيلة والدي رحمه الله عالما أزهريا كبيرا، وكان حجة في اللغة والعروض والفقه والتفسير والحديث والمواريث، وكنت ألزم درسه حيث كان رحمه الله مدرسي في المدرسة وشيخي في المسجد، فسقاني اللغة والشعر وحببني فيهما، فصرت معجونا بهما، وأثر ذلك على ذائقتي وتجربتي.
ما الذي يؤثر في شاعريتك موسيقى الشعر ام غيرها؟
موسيقى الشعر هو ذلك العالم السحري الذي يطوف حولك ويطرب أذنك فتحس أن العالم كله حولك يعزف سيمفونية ساحرة عذبة تدفعك نحو الكتابة في حركية محببة إلى قلبك، فتكون هذا الكائن الاستثنائي الذي يغني وهو يكتب ويعزف شعره، بيد أن الإيقاع لا يمكن أن ينفصل عن الموسيقي، بحيث يكون الشعر موسيقى إيقاعية فاعلة.
ما نظرتك لرسالة الشاعر في الحياة وكيف تؤثر فيه؟
لا شك أن الشعر رسالة، والشاعر يكتب شعره للعالم كله، ويكون لسان حال بيئته ومحيطه يحزن لحزنها ويفرح لفرحها، ويحمل قضيتها على كتفيه، ورسالة الشعر لابد أن تخطها أصدق المشاعر وأنبلها، لذا فكتابة الشعر رسالة ومشاعر، والبيت الشعري كائن حي من لحم ودم.
المدارس الشعرية هل تراها مهمة للشعراء ام هي نوع من القيود؟
الشعر أكبر وأوسع من كل المدارس، ولا يجب أن يحصر الشاعر نفسه في مدرسة معينه، وعليه أن يفتح الباب لتجربته الشعرية على مصراعيها، فتنتقل وتقفز من بستان إلى بستان تنتقى منه الزهور التي تلفت نظرها، ليصنع الدهشه، ودائما أردد مقولة لي من كتابي (حطموا جمود الشعر) أقول فيها ( كلما اتسعت ثقافة المبدع وأفقه وعالمه الشعري ازداد تصالحه مع جميع الاشكال الأدبية)
ما الأعمدة التي يقوم عليها الشعر عندك وهل تلتزم بها دائما ام تتجاوزها؟
الوزن والبحر والقافية هي الأدوات والأعمدة التي يبني الشاعر الكلاسيكي عليها مبناه، ثم له أن يرتفع بالمبنى ويزركشه بالصورة واللغة والهم الإنساني والفرح، والقصيدة هي التي تختار البحر والوزن والقافية، ولا يمكن للشاعر أن يغير وجهتها واختيارها، فلها سطوة حين تجيء ويالها من سطوة بالغة الجمال.
تنوعت في أغراضك الشعرية التي نظمت بها ولكن ما أقرب المجالات لشاعريتك؟
لا قالب شعريا ولا غرض معينا أحب أن تصبغ به قصيدتي، ولا أحب أن تتحدث القصيدة عن مناسبة، ولكن قد تأتي بها مناسبة، والشاعر معرض لأن يكتب في كل الاشكال، بيد أني أمقت قصيدة الهجاء، وعلى رأس كتابها عمرو بن كلثوم هذا الذي أطعمه مضيفه عمرو بن هند ثم قتله ووقف على جسده وأخذ يسن سنة بالغة الكره والحماقه والكذب بما قاله، وأراه في قصيدته كذابا كبيرا، وكل من يتبعه يسير في هذا الخط لا علاقة له بالشعر ولا بالإنسان.
يقال أنك عدو لقصيدة النثر فهل ترى انها أثرت في الشعر العربي سلبا وإيجابا؟
قصيدة التفعيلة هي التي أخرجت الشعر العربي من نمطيته وجموده وجعلته بعد أن غلب عليه النظم الأجوف كائنا يتكلم ويرى ويبصر ويحس خاصة في المسرح الشعري، وقد فتحت أفاقا كبرى للدراما، والدراما من وجهة نظري مطلب ملح لابد أن تسلكه القصيدة العربية، فلا معنى أن يقف الشاعر ليلقي قصيدة طويلة تفتقر إلى الدراما والدهشة والتخيل، ولولا قصيدة التفعيلة ما استثيرت قصيدة العمود ووقفت لتحمي نفسها وتنافس، أما ما يسمي ب (قصيدة النثر) فقد صارت واقعا ملموسا لا نستطيع أن ننكره، لكن الجيد منها قليل جدا، وهناك شعرة دقيقة جدا بين النثر وبين ما يسمى ب (قصيدة النثر) لا يفهمها إلا القليلون، والمندسون في واقعنا الشعري من خلال ما يسمى بقصيدة النثر كثيرون وهم لا علاقة لهم بالشعر من قريب أو بعيد.
هل الذاتية هي الدافع الرئيس لملكة الشعر في قصائدك أم هناك عوامل أخرى؟
لا شك أن الهم الذاتي والإنساني هو الأكثر تأثيرا داخلي كي أمتطي جواد الكتابة والإبداع.
أيهما تفضل في شاعريتك اللغة الفصحى أم شعر العامية؟
القصيدة الفصيحة هي الأساس، واللغة العربية قادرة أن تصنع الدهشة والجمال، فهي اللغة الأكثر جودة وهي طيعة لأبعد مدى، وغنية كل الغني، ويستطيع عاشقها ومجيدها أن يقدم للجمهور وجبات مشبعة من السحر الحلال، ويستطيع هو أن يقود جمهوره إلى حيث يريد، إذا ما امتلك أدواته وارتفعت ذائقته و كانت ثقافته كبيرة وممتده، وكان إرثه الحضاري كائنا ومستقرا.
نظرتك للشعر الجاهلي وشعراؤه هل أثرت في تكوين شاعريتك؟
أولا أحب أن أسجل بهذه المناسبة اعتراضي على تسمية شعر ما قبل الإسلام بالشعر الجاهلي، فهذه تسمية جائرة، قد يكون العصر جاهليا من وجهة النظر الدينية لكن الشعر والمجتمع العربي قبل الإسلام كان به من الخير والإنسانية والكرم والشهامة والفروسية والنجدة ما يجعله أكبر من هذه الكلمة، ولا شك أن المعلقات أثرت وما تزال تؤثر في ذائقتي وذائقة كل شاعر عربي وعلى طول المدى، فقد كانت عظيمة وراصدة وشاهدة استحقت أن يقال بسببها (الشعر ديوان العرب).
ما تقييمك لمهرجان الشارقة وهل تراه فعلا المعبر الحقيقي عن الشعراء العرب؟
طبعا، الوجود في هذا المهرجان الكبير (مهرجان الشارقة للشعر العربي) الذي يراعي معايير الجودة في الأداء، وينتهج منهجا علميا في الإعداد له والتخطيط والتجهيز والتنفيذ، ويرصد حركة الشعر في العالم كله لهو أصل الرسالة الإنسانية الفخمة التي تحكم وستحكم كثيرا من القصائد ومفرداتها، وهي المحرك الرئيس للتفاعل والتجاور والتلاقح والارتقاء بالذائقة في كثير، وهنا لزمت التحية والتقدير لسمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي جعلها قبلة الإبداع والمبدعين وعاصمة الثقافة بلا منازع، وتحية لهذه الكتيبة بالغة الرقي في هذا المشروع الكبير داخل وخارج الشارقة، وأعني بهذا عبد الله العويس و محمد إبراهيم القصير و محمد عبد الله البريكي مع حفظ الألقاب ولكل فريق العمل.
يقولون إن القافية تقتل الإبداع وتحد من الشاعرية ونمطية فهل تتفق مع هذا الرأي؟
طبعا خاصة إذا ما توقع المتلقي القافية القادمة، أقول توقع القافية ولم يتوقع المعني النهائي، بيد أن يجب أن تكون القافية جزءا أصيلا من الصورة والمعنى ولا يجب أن تكون ناتئة عن جسد الفكرة، وإلا صارت نمطية مملة لا تخدم النص.
كيف تنظر للقصيدة العمودية الكلاسيكية وهل يجب الابتعاد عنها والانتقال للحداثة الشعرية؟
أبدا لم تكن القصيدة العمودية ولن تكون ذات نمط مستهلك ومجرد قالب يركب عليه الشاعر، وقد قدم الشعراء في العقود الأخيرة قصائد حداثية رائعة في الثوب الخليلي أو التقليدي، ولعلك تابعت مهرجان الشارقة هذا العام ولمست الدلائل الكبيرة على أن القصيدة الكلاسيكية تنافس وتعود بقوة وهي ما تزال تحتل الصدارة، والمسألة خاصة بقدرة الشاعر، والقالب لا يمكن أن يعوق الفكرة ولا المعنى ولا القفز خارجه لمسافات طويلة.
هل تستعد لمهرجان الشارقة بنوع محدد من القائد يخصص لها ؟
في الحقيقة لم أكتب قصائد خاصة بالمهرجان، فكما قلت سابقا القصيدة تأتي وقت أن تحب هي، ولا يمكن أن يقول الشاعر نويت الكتابة، لكن حينما رأيت سمو حاكم الشارقة وهو يفتتح المهرجان بهذا الحضور والهيبة والسعادة قلت في نفسي:
سلطان أقبلَ هل رفعتَ القبَّعةْ
ولبستَ أثوابَ الجمالِ لتتبعَه
فكأنَّ هارون الرشيد بهيبةٍ
بَذَرَ القريضَ بروضةٍ كي يجمَعَه
إنَّ الكبار مدارس ومعاهدٌ
عُلْيا وَوَحْدكَ قاسميُّ الجامعة
كيف تتحكم فيك ربة الشعر حينما تناديك لتنظم قصائدك؟
نعم هناك طقوس للكتابة تماما كطقوس الدخول إلى محراب العبادة، فالقصيدة تتلبس الشاعر وتسيطر عليه وتشل حركته تماما إلا حركة تجاهها وحركة تبنيها وتصورها وتخلقها من عدم بصلصال بكر ونفخ متفرد في روحها، والقصيدة صلاة.
من تأثرت بهم من الشعراء المعاصرين وهل تراهم اضافوا وجددوا القصيدة؟
كثيرون جدا هم الشعراء المعاصرون البارزون، وكبيرة هي التجارب الشعرية، ومتعددة هي المدارس والقوالب والأشكال، ولكل عصر وزمن معلقاته القادرة على تمثيله، والقصيدة متجددة بتجدد بيئتها وروافدها.
الشواهد على العصر كثيرة هل توجد قصيدة فصحى حاليا شاهد على العصر؟
كل القصائد شاهدة على عصرها، والأحداث الكبيرة والمؤلمة التي مرت بأمتنا سجلتها القصيدة الفصيحة بألم وإنسانية ووجع كبير، والقضايا الكبرى في علمنا العربي والإسلامي والإنساني محفوظة ومحفورة في جسد قصيدة الفصحى بشكل تستطيع يد التاريخ أن تلمسه وتتحق منه.
شعراء العصر ما نظرتك لهم وهل من بينهم من يستحق الخلود كالقدماء ومن يستحق لقب الأمير؟
لا يمكن أن نمنح هذا اللقب لشاعر بعينه، فكل شاعر في بعض من كتاباته أمير، وليست هناك قاعدة لأن ننصب أحدهم أميرا، فقد يتقوق شاعر في قصيدة ويبلغ بها آفاقا عليا، ويأتي من يتفوق عليه في قصيدة أخرى، وهذه ألقاب صنعتها مسابقات هي نتائج رأي اثنين أو ثلاثة محكمبن ربما يكون الشاعر أكبر منهم ثقافة وفهما للشعر، لكنها مسابقات أدت على التنافس وإثراء المشهد الشعري العربي ، وإن تسببت في كثير من الأحيان في خطيئة كبرى وهي النمطية والتاثر بآراء اللجنة والكتابة على هواها.
القصيدة الفصيحة مظلومة فكيف نعيدها لرونقها بعيدا عن منافسات الشعر الشعبي وغيره؟
نعم هذا صحيح، لكن ما يحدث الآن من زخم شعري كبير ومهرجانات للفصيح تتلاحم مع الجمهور قد يعيد إليها بعضا من حقها وحضورها، وهنا اسمح لي أن أقدم تحية كبيرة للإمارات والسعودية وقطر ، فقد صار الاهتمام لديهم بالقصيدة العربية الفصيحة يقف على نفس القدر بالاهتمام بالنبطي والشعبي، وصار الدعم لها كبيرا، وبالطبع مصر وما تقدمه للثقافة والإبداع عبر عقود طويلة، وإن تراجع دورها قليلا؛ إلا أننا نأمل أن تعود مصر لدورها الريادي الكبير الذي لم يتوقف يوما خلال السنوات منذ بدء الحضارة.