الفن التشكيلي هو نوع من الفنون، اشتقَ اسمه من كلمة plasticize التي تعني “قالب”، لتصف مفهوم الفن التشكيلي القائم على النمذجة أو التشكيل ثلاثي الأبعاد، والنوع الأكثر شيوعًا للفن التشكيلي هو النحت، ويشمل الفن التشكيلي أيضًا الكولّاج، والفنون الورقية “الأوريغامي”، والفسيفساء، والأعمال الخشبية ونفخ الزجاج، ويعد الرسم أيضًا من أهم وأبرز أشكال الفن التشكيلي، وعمومًا الفن التشكيلي من الفنون البصرية أو المرئية التي تتميز عن غيرها من الفنون مثل الموسيقى والأدب والرقص، ومن التسميات الشائعة للفن التشكيلي؛ الفنون الجميلة، والفنون التطبيقية، وفنون الجرافيك.
وقد ظهرت الفنون التشكيلية بمفهومها الحالي في القرن التاسع عشر، بهدف تمييزها عن الفنون المسرحية، ولكن أُعيدت صياغة الفنون التشكيلية في القرن العشرين بسبب دخول فكرة الفن في صراع، وعلى هذا أُدرجَت مقترحات تعبيرية أخرى في نطاق الفن التشكيلي مثل فن الشارع أو الفن الحضري الذي يتمثل بالرسم على الجدران، وبهذه الأثناء ظهر الاسم الآخر للفن التشكيلي، وهو الفنون البصرية لاستيعاب هذا النوع الجديد من الأعمال الفنية، وعلى هذا دخل التصوير والفن الرقمي في مجال الفن التشكيلي
وحوارنا اليوم مع عرابة دمشقية وفنانة تشكيلية متفردة، إنها الفنانة سناء زاهد.
ولدت الفنانة التشكيلية سناء زاهد بسوريا دمشق سنة 1976 تخصصت في فن النحت في كليه الفنون الجميلة بجامعه دمشق عام 1999 وقسم الدراسات العليا عام 2001 شاركت في معارض كثيره منذ ان كانت في الجامعة انتقلت سناء زاهد إلى السويد في عام 2013 لتبدأ مسيرتها الفنية من جديد وشاركت في عدة معارض. فنية فردية ومشتركة، وأقامت أكثر من 15 معرضًا فنيًّا والكثير من ورشات العمل الفنية. من أهم مشاركاتها في مهرجان الفنون الإسلامية في الشارقة لمده سنتين متتاليتين عن فن العجمي الدمشقي، وفي معرض الشارقة الدولي للكتاب لأربع دورات متتالية، وكذلك في النادي الثقافي العربي في الشارقة. عن فن الريزين بالإضافة الى معرض لوحات عن هذا الفن والعديد من التكريمات والشهادات التقديرية..
• أنت نتاج ما حولك ومن حولك فما هي الأشخاص أو الأشياء التي ساهمت بتشجيعك ودعمك في مسيرتك الفنية؟
لقد كانت أمي رحمها الله الداعمة الكبرى لي منذ الصغر. والمتابعة لي بكل أعمالي وإنجازاتي الفنية ودراستي الأكاديمية. في كليه الفنون الجميلة وتابع هذا الدعم زوجي وأولادي بكل خطوة أخطوها في مجال الفن، فأنا أعتبر نفسي متواصلة التدليل منذ نعومة أظافري وحتى يومنا هذا بعد أن أصبحت زوجة وأمًّا.
• حدثينا عن الصعوبات التي واجهتك حتى تصلي لمستواك الفني الحالي؟
الحرب فإنَّ أكبر الصعوبات التي واجهتني في إتمام أعمالي الفنية هي الحرب التي دارت في سوريا لأنها دمرت أعمالي وكل رصيدي الفني والابداعي في دمشق. ولك أن تتخيل حجم المرارة التي تجرعتها حين رأيت نفسي صفرًا من أعمال كانت أنا.
• ما عمرك الفني؟
أنا عمري كله فنٌّ والفنُّ هو عمري وأيامي وسنواتي بأكملها فقد عشقت الفنَّ منذ خطواتي الأولى.
• للأفكار إلهام حاضر وتجارب مختزنة في باطن الشاعر ولكن من أين تستلهم سناء زاهد أفكارها؟
من مخيلتي وأفكاري المتولدة والمتوقدة دائمًا في داخلي. بالإضافة الى التغذية البصرية. فهي تكون بصيرة الفنان ونظرته المختلفة عن غيره للأمور فقطعة الطين منها أوانٍ ومزهريات فائقة الجمال؛ ولكن من سيصنع منها عشتار.
• ما الكلمة التي تجوب في ذاهنك وتحبين تقديمها للناس عن ماهية الفنان وكنهه؟
الثقة بالنفس هي أهم شيء للفنان مع حب التحدي والإصرار والمثابرة وحب العطاء للأخرين.
• تشتهرين بالطموح الجامح فإلى أين تنوين الوصول في المستقبل؟
الطموح مطيتي التي لم تزلَّ بي قط، ولم تجنح بي بعيدًا عن أهدافي والذي من أهمها أن أرتقي أكثر وأكثر في مجال الفنون وأن أقدم أكثر للناس من خلال المعارض وورش العمل الفنية للاستفادة القصوى من هذا الفن.
• كيف تم اكتشاف موهبه الرسم لدى سناء زاهد؟
عشت في أسرةٍ فنيةٍ؛ فأمي رحمها الله كانت تعشق الفن وتتقنه، وكنت شديدة الولع بالفنِّ وراثة عنها وهذا ما جعل موهبتي تصقل أكثر فأكثر.
• صفي لنا شعورك عندما تسمعين أنَّ لوحاتك مميزه عند المتلقي؟
تعجز الكلمات عن وصف ما أشعر به ولعل أقلَّها مشاعر الفرح والغبطة. وأتحسس اللحظات الجميلة كلما لاقت لوحاتي حب وقبول الجمهور. فيكون ذلك بمثابة جائزة لا يمكنك وضعها بجوار شهادة تخرجك داخل برواز مذَّهب؛ بل هي تاج غير مرأي فقط أراه حين انظر لنفسي في المرآة.
• ما رسالتك من ممارستك للرسم كفنٍّ وموهبه؟
الفنَّ أعظم دواء لتهذيب النفوس وتقليمها فستبدأ إنسانيتك بالتحسن لأن الفن شكل من أشكال العلاج النفسي. ولأن الفن هو الأسلوب والأسلوب هو الإنسان. والفن مرآة يرى فيها الإنسان وجهه الذي لا يراه أحد. فكلُّنا كالقمر لنا جانب مظلم يضيئه الفنُّ.
• متى بدأ شغف سناء زاهد بالرسم؟
بدأت الرسم في سنٍّ صغيرةٍ قبل أن اتعلم الكلام، فكانت الجدران شاهدة على شخابيط الطفولة، ودفاتر الرسم تحمل ملامح الفنانة الصغيرة، وكانت الأوقات كصندوق يفوح رائحة الألوان.
• هل قدمت ورش عمل فنية داعمة للنشاط الفني في الساحة العربية أو العالمية من قبل؟
نعم قدمت العديد من ورش العمل لدعم مختلف الجوانب الفنية من نحتٍ وتشكيل ورسم في دول كثيرة بدأت في غاليتي دمشق ثم انتقلت إلى السويد وقد قدمت العديد من ورش العمل الفنية والمعارض في مدن عدة في مملكة السويد وكذلك في المانيا ولكن أهم محطاتي هي مهرجان الفنون الإسلامية في الشارقة. على مدى دورتين متتاليتين وكذلك في معرض الشارقة الدولي للكتاب على مدى أربع دورات وفي النادي الثقافي العربي في الشارقة. كما شاركت في ورش العمل الفنية عن فن العجمي الدمشقي، وورش عن فن طباعة النباتات وورشة عمل عن تعليم الرسم بألوان الإكريليك وورشة عن تعليم صناعه دمى مسرح العرائس وورشات عن فن الريزين لعمل لوحات فنيه تشكيليه من هذه المواد.
• ما أهم العناصر التي يجب أن يرتكز عليها الفنان في عمله الفني؟
التناسق في الالوان والترابط الفني وتوازن مكونات العمل الفني. وتضافر الجوانب النفسية والوجدانية، كما لابد ألا يغفل البيئة المحيطة ومدى قابليتها للعمل الفني فما يصلح لبيئة ما قد يكون محرَّمًا أو مُجرَّمًا في بيئة أخرى والفنان بِحِسِّه يمزج بين كل هذا فَيُخرجٌ عملًا يشكل إحدى التحف الفنية.
• في ختام هذا الحوار الذي وددتُ ألا ينتهي هلَّا تتقدمي بكلمة للسالكين درب الفن؟
كونوا أنفسكم فالعالم لا يحتاج لنسخٍ متكررة من كل فنان؛ وإنما يحتاج لبصماتٍ مختلفة ومتجددة، كونوا على سجيتكم فكل عمل داخله التصنع والاصطناع آل إلى النسيان وتدارسه الزمن.