استقبلت إمارة دبي أكبر عدد من الزوار الدوليين على الإطلاق في العام 2023، بإجمالي 17.15 مليون زائر دولي وبزيادة سنوية تبلغ 19.4 بالمئة مقارنةً بالرقم المسجل في عام 2022 والذي بلغ 14.36 مليون زائر، كذلك تجاوز الرقم القياسي السابق لعدد الزوار والبالغ 16.73 مليون زائر في عام 2019، وذلك وفقاً لأحدث الإحصاءات الصادرة عن دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي.
وينسجم الأداء القوي لقطاع السياحة في دبي مع مستهدفات أجندتها الاقتصادية 33D التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مطلع العام 2023، والرامية إلى تعزيز مكانة دبي لتصبح ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم، وتحقيق الرؤية الطموحة لجعلها أفضل مدينة للعيش والعمل والزيارة.
وفي هذه المناسبة، أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي أن تحقيق قطاع السياحة في دبي لأفضل أداء وتسجيله لرقم قياسي في أعداد الزائرين الدوليين للإمارة، دليل على السير على الطريق الصحيح في تنفيذ رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لمستقبل اقتصاد دبي والمستهدفات الطموحة التي حددها سموه لقطاعاته الأساسية وتضمنتها أجندة دبي الاقتصادية D33 .
وقال سموه: “النتائج المتحققة تعكس الأسس الراسخة لاقتصاد يتمتع بأعلى درجات المرونة ويقوم على تحفيز الابتكار والإبداع في كافة قطاعاته… الشراكات المتينة التي أسستها دبي مع القطاع الخاص عززت من أداء قطاعها السياحي ومكنته من تجاوز تحديات صعبة لا يزال العالم يعاني من تبعاتها”.
وأضاف سموه: “مستمرون في العمل عن قرب مع شركائنا لمزيد من النمو في المرحلة المقبلة… تنويع المنتج السياحي وتوسيع دائرة الخيارات المتاحة للزائر يزيد من جاذبية دبي ويؤكد تنافسيتها بين أهم المقاصد السياحية وهدفنا تصدُّر قوائم التنافسية العالمية في هذا المجال”.
وحقق قطاع السياحة في دبي أداءً استثنائياً في عام 2023، كما عززت الإمارة من مكانتها بحصولها على لقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2024 من موقع “تريب أدفايزر”TripadvisorⓇ Travellers’ Choice Awards أكبر منصة للسفر في العالم، لتكون دبي بذلك أول مدينة في العالم تحقق هذا الإنجاز للعام الثالث على التوالي. وتدل هذه الإنجازات على جودة وتنوع العروض التي توفرها الإمارة، وما تتميز به من بنية تحتية متطورة، وما يحظى به الزائر من اهتمام من خلال تقديم أرقى الخدمات له في كل مرحلة من مراحل سفره، ليعود إلى بلده وفي ذهنه الكثير من الذكريات التي لا تنسى، فضلاً عن التعاون المستمر والمثمر بين القطاعين العام والخاص لتقديم تجارب في متناول الجميع وتناسب مختلف الأذواق، إلى جانب تنظيم مهرجانات وفعاليات ترفيهية وثقافية ورياضية ومؤتمرات ومعارض لاستقطاب أعداد متزايدة من الزوار الدوليين.
ويواكب تطور قطاع السياحة تسجيل اقتصاد الإمارة نمواً بنسبة 3.3 بالمئة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، ما يعكس أثر نمو النشاط السياحي في تحقيق الازدهار الاقتصادي. وشهدت أنشطة الإقامة والطعام نمواً ملحوظاً في دبي بنسبة 11.1 بالمئة، ما يزيد من إسهام هذا القطاع في تعزيز جاذبية المدينة وتأكيد موقعها المتقدم بين أبرز المقاصد السياحية العالمية.
وتجاوز أداء أعداد الزوار الدوليين في دبي توجهات القطاع عالمياً، إذ أظهرت أحدث بيانات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن أعداد الزوار الدوليين وصل إلى نسبة 88 بالمئة من مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19 بنهاية عام 2023. وتصدّرت منطقة الشرق الأوسط مشهد التعافي بشكل نسبي، لتكون المنطقة الوحيدة التي تتخطى مستويات ما قبل الجائحة العالمية من نمو الزوار في عام 2019 بنسبة 22 بالمئة.
وحول المقومات الداعمة لتحقيق هذا الرقم القياسي في أعداد الزوار الدوليين، قال سعادة هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي: “الانتعاش الملحوظ لقطاع السياحة في دبي، والذي تجاوز مستويات التعافي على مستوى العالم، ما هو إلا نتاج الرؤية الثاقبة والقيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. كما تعكس الأرقام الإنجازات المهمة التي تم تحقيقها بعد عام من إطلاق سموه أجندة دبي الاقتصادية D33، ما يؤكد فاعلية هذه الاستراتيجية التي سيتواصل تنفيذها وصولاً إلى العام 2033، في ضوء ما تتمتع به دبي من قدرة ومرونة عالية على التكيف مع الأوضاع المتغيرة بما يحافظ على الزخم الاقتصادي”.
¬وأضاف سعادته: “في ظل التوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة، ونموذج الشراكة المثالي بين القطاعين العام والخاص، حافظت دبي على تحقيق معدلات نمو مميزة، وكذلك تعزيز الثقة في مختلف المجالات محلياً وعالمياً، ولدى أهم المسؤولين وصُنّاع القرار وأصحاب الأعمال”.
وأوضح سعادة هلال المري أن هذا النجاح ينبع من المميزات الهائلة التي تتمتع بها المدينة والخيارات المتنوعة التي توفرها، سواء في قطاع الترفيه، أو القطاعات الناشئة الجديدة، أو قطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض بشكل عام، والتي تم زيادة الاهتمام بها وتحفيزها من خلال إجراءات تأشيرات الدخول، والمساهمة الطموحة والحيوية للقطاع الخاص، إذ تعزز هذه الخطوات من مكانة دبي كأفضل مدينة للعيش والعمل والزيارة”.
وأشار المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي إلى أن “أجندة دبي الاقتصادية D33 هي بوصلتنا الاقتصادية للسنوات العشر المقبلة، والتي من خلالها سنتمكن من الالتزام بزيادة زخم قطاع السياحة، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز المقومات، وتحفيز النمو الاقتصادي بشكل أوسع، إذ سيضمن لنا هذا النهج الشامل انتعاش قطاع السياحة بالتوازي مع أهدافنا المتمثلة في احتضان المواهب وتسريع وتيرة مزاولة الأعمال، والابتكار الحكومي، لجعل دبي الوجهة التي يتطلع إليها أصحاب الطموحات العالية للنمو والتوسُّع”.
شهد أداء قطاع السياحة زخماً في عام 2023 وهو ما أسهم في ترسيخ مكانة دبي كأبرز وجهات السفر للزوار من الأسواق الرئيسية التقليدية وكذلك الواعدة. ومن منظور إقليمي، شكل الزوار من منطقتيّ دول مجلس التعاون الخليجي، والشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجتمعة ما نسبته 28 بالمئة من إجمالي زوار دبي من حول العالم، ما يعكس مكانة دبي كوجهة موثوقة ومفضلة للزوار مقارنة بالأسواق المجاورة. وشكلت منطقة أوروبا الغربية 19 بالمئة، ومنطقة جنوب آسيا 18 بالمئة، بينما شكلت منطقة رابطة الدول المستقلة وأوروبا الشرقية نسبة 13 بالمئة، كما شكلت منطقة دول شمال وجنوب شرق آسيا نسبة 9 بالمئة، بينما مثّلت الأمريكيتان 7 بالمئة، وإفريقيا 4 بالمئة، وأسترالاسيا 2 بالمئة.