تركي الدخيل
قبل أيام بث شبان وشابات سعوديون على قناتهم في يوتيوب، فيلما بعنوان (فوسفين)، أخرجه المبدع عبدالرحمن صندقجي.
يتحدث عن مادة موجودة في السوق، تستخدم من أجل مكافحة الحشرات، لكنها في الحقيقة تؤدي لقتل البشر، بسبب سميتها العالية.
نقل الفيلم قصة لثلاث عوائل فقدت بسبب هذا المادة السامة فلذات أكبادها.
لم يكن وفاة هؤلاء بسبب تفريط عائلاتهم، بل بسبب جار، أراد أن يكافح الفئران، فذهبت مكافحته هذه بأطفال جاره!
هذه المادة، يمكن إذا وضعت بضع حبوب منها على مدخل عمارة، أن تتسبب في وفاة سكان هذه العمارة.
كل ما تحتاجه للحصول على هذه المادة أن تقوم بالاتصال ببضع شركات لمكافحة الحشرات، وبضع مئات يمكن أن توفر لك المادة، ولا تسأل عما يمكن أن يفعله ضعاف النفوس بهذه المادة، أقصد القتل، بدم بارد!
لم أكن كآلاف غيري نعرف خطورة هذه المادة، ونشكر القائمين على هذا الفيلم، في توعيتهم لنا بأخطار هذه المادة، لكن التساؤل الذي يطرحه الفيلم، ويبقى تساؤلا حقيقيا في ذهن كل من شاهد الفيلم كاملا، هو: ماذا فعلت الجهات الرسمية للوقوف بحزم أمام وجود هذه المادة؟!
بل ماذا فعل المشرع، لمنع هذه المادة، التي يمكننا الاستعاضة بغيرها عنها، لنكافح الحشرات!
وأكرر ما قاله زميلي الدكتور سعود كاتب في الفيلم، بأن آلاف المصالح يجب أن لا تكون قبالة حياة طفل واحد، يمكن أن يفقد حياته، بسبب هذه المادة التي يجب أن تمنع بشدة من الدخول إلى بلادنا!
لم نر أحدا استجاب لهذا الفيلم سوى وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة، الذي غرد شاكرا القائمين على فيلم فوسفين، داعيا للتبليغ عن أي محل يبيع مادة فوسفين مبيدا للمنازل على الرقم ٨٠٠١٢٤١٦١٦، ثم نقل عن معرف الوزارة في تويتر قيامها بحملات تفتيش على مادة فوسفين وتأخذ تعهدات على بائعي المادة.
هذا حسن، لكنه لا يكفي، فالمادة القاتلة لا يكفي التعهد لمنع بيعها، بل الواجب تضافر الجهود لمكافحتها!.