أكد عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي، أن الاعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطين على نحو ما عكسه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي صدر بأغلبية ساحقة بدعم طلب دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، لا يمثل فقط انتصاراً للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتأكيدًا لعدالة القضية الفلسطينية، بل يمثل أيضا انكشافًا للوجه القبيح لكيان الاحتلال، وإدراكًا لطبيعته العنصرية والإجرامية، والتي لم يعرف التاريخ مثيلًا لها.
وقال العسومي في كلمته خلال افتتاح أعمال الجلسة الرابعة من دور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الثالث للبرلمان العربي، إن هذا التحول الملحوظ في مواقف دول العالم الحر تجاه القضية الفلسطينية، يؤكد مجددًا لكيان الاحتلال وداعميه، أن الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم، لن يتحقق بآلة الحرب والأعمال الإجرامية الإرهابية التي يقوم بها كيان الاحتلال، مشددًا على أن السبيل الوحيد لذلك، هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
ولفت العسومي إلى ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة على مدار ما يقرب من ثمانية أشهر متواصلة، لحرب إبادة جماعية وتهجير قسري وتُرتَكب ضده جرائم حرب مكتملة الأركان راح ضحيتها آلاف الأبرياء، معظمهم من الأطفال والنساء، مع استمرار الدعم الأمريكي الأعمى لهذه الجرائم بالمال والسلاح.
وأضاف “وصل الأمر إلى درجة تهديد مؤسسة دولية، وهي محكمة الجنايات الدولية، بفرض عقوبات عليها، إذا أصدرت أوامر باعتقال مجرمي الحرب في كيان الاحتلال” مؤكدا أن هذا يمثل امتداداً لحملة الإرهاب والتخويف والتهديد التي يقوم بها كيان الاحتلال ضد الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة الأونروا، ليس لشيء إلا لمجرد أنهم يقفون مع الحق وينتصرون للإنسانية في مواجهة الظلم والطغيان والتجرد من الضمير والأخلاق” .
ووجه رئيس البرلمان العربي تحية إجلال وإكبار لنساء وأطفال وشيوخ وشباب فلسطين الذين أثبتوا للعالم أجمع بصمودهم، أن قضيتهم لن تموت، وأن حقهم سيعود ولو بعد حين.
وثمن العسومي خلال كلمته، مخرجات القمة العربية الثالثة والثلاثين التي استضافتها مملكة البحرين مؤخرا، والتي خرجت بمواقف عربية قوية لدعم ومساندة القضية الفلسطينية ونصرة الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الإبادة الجماعية التي يواجهها.
وأوضح أن هذه المواقف القوية كان في مقدمتها مطالبة كيان الاحتلال بالانسحاب الفوري من مدينة رفح على الجانب الفلسطيني، والوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في قطاع غزة، ووقف كافة محاولات التهجير القسري، وإنهاء كافة صور الحصار، والسماح بالنفاذ الكامل والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى القطاع، فضلًا عن الدعوة لعقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة، لحل القضية الفلسطينية على أساس إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
وفي هذا السياق أشاد العسومي بالجهود الكبيرة والمخلصة التي بذلتها مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه وإدارة جلالته الحكيمة للقمة، مما كان له أكبر الأثر في أن تحظى الملفات والقضايا التي تم مناقشتها في القمة بالتوافق والتأييد العربي على كافة المستويات.
كما ثمن حرص جلالته على التحرك السريع لحشد الدعم الدولي اللازم لعقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط، وتجلت أولى الخطوات في هذه الجهود، في زيارة جلالته الحالية إلى روسيا الاتحادية ودعوتها لدعم عقد المؤتمر الدولي لحل القضية الفلسطينية.
وأكد العسومي أن هذا يمثل تجسيداً وامتداداً للسياسة الحكيمة والرصينة التي ينتهجها جلالته، والتي تنطلق من الثوابت الراسخة التي تلتزم بها مملكة البحرين في دعم القضايا العربية العادلة، وصون وحماية الأمن القومي العربي وتعزيز التضامن العربي على كافة المستويات.
وأشاد العسومي بالجهود الحثيثة التي قامت بها حكومة مملكة البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه من أجل الإعداد والتحضير لهذه القمة، وتوفير كافة عوامل النجاح لها، مما جعلها قمة استثنائية في أهميتها وتوقيتها، ومثّلت تدشينًا لمرحلة مهمة وجديدة من مسيرة العمل العربي المشترك.
كما أكد العسومي على إشادته ودعمه مواقف القادة العرب في هذه القمة، والتي مثلت خارطة طريق لمعالجة الأزمات والصراعات في منطقتنا العربية، وخاصة الأزمة السودانية، والأزمة اليمينة، والأزمة الليبية، والأزمة السورية، فضلًا عن تطورات الأوضاع في لبنان والصومال.
وشدد على أن البرلمان العربي سيسخر كافة أدواته وإمكانياته في مجال الدبلوماسية البرلمانية لدعم هذه المخرجات والقرارات على كافة المستويات.
وتقدم العسومي بخالص التهاني إلى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس المجلس، والتي توافق الخامس والعشرون من شهر مايو من كل عام، مؤكدا بهذه المناسبة أن مجلس التعاون الخليجي يمثل رافدًا أساسيًا من روافد تعزيز العمل العربي المشترك، وصرحًا إقليميًا عربيًا شامخًا صمد أمام الكثير من التحديات التي واجهته منذ نشأته، وأثبت قدرته على تحقيق الكثير من تطلعات شعوب دول المجلس.