لقد كان النجاح الباهر لموسم الحج هذا العام بمثابة تأكيد على قدرة المملكة العربية السعودية على إدارة هذا الحدث الديني والحضاري العظيم بكفاءة عالية. وهو نتيجة لجهود حثيثة بذلتها الجهات المعنية لتطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات المقدمة للحجاج، بما في ذلك التخطيط والتنظيم الدقيق لكافة مراحل العملية الحجية.

ومن رموز نجاح هذا العام التخطيط والتنظيم المتكامل للحج من قبل مختلف الجهات المعنية الذي مكّن من تقديم خدمات متنوعة ومتميزة لضيوف الرحمن. وهناك تنسيق فعّال بين الجهات الحكومية والأهلية لضمان سلاسة تنفيذ خطط الحج وتوفير كافة الاحتياجات للحجاج.تم إنجاز مشاريع تطويرية للبنية التحتية في المشاعر المقدسة، مما عزز من راحة وسهولة تنقل الحجاج. كما تم توفير خدمات طبية متكاملة ومتطورة، شملت مختلف التخصصات والتجهيزات الطبية، ساهمت في سلامة الحجاج.

تم التطوير المستمر لوسائل النقل وتنظيم الحركة المرورية، بما ضمن انسيابية تنقل الحجاج. وشهدت الجهود الأمنية المكثفة والناجحة حفظ أمن الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن.كما تم توفير الخدمات اللوجستية المتكاملة، من إسكان وإطعام وغيرها، التي وفرت بيئة مريحة للحجاج. وساعدت الحملات التوعوية والإرشادية المكثفة الحجاج على أداء مناسكهم بيسر وسهولة.وقد تكامل الجهود التطوعية والحكومية، مما عزز من جودة الخدمات المقدمة. وايضا كانت المتابعة الدائمة والمستمرة من القيادة السياسية العليا، والتوجيهات المستمرة لتذليل أي معوقات من اكبر سبل نجاح حج هذا العام.

واستنادا المعلومات الواردة في البيان الصحفي من قبل وزارة الحج ووزارة الصحة تبين نجاح الحج فى احصائيات حول عدد المرافق الصحية التي تم تجهيزها للموسم: 189 مستشفى ومركز صحي وعيادة متنقلة. وإن إجمالي السعة السريرية المجهزة: أكثر من 6.5 ألف سرير. وكان إجمالي عدد الكوادر الطبية والفنية والإدارية والمتطوعين: أكثر من 40 ألف.

تضمنت سيارات الإسعاف في أكثر من 370 سيارة، و7 طائرات اسعافية ، و12 مختبر صحي، و60 شاحنة طبية لعلاج الحجاج، عدد الحجاج الذين تلقوا الخدمات الصحية: أكثر من 390 ألف حاج، وعدد عمليات القلب المفتوح: أكثر من 28 عملية، وعدد عمليات القسطرة القلبية: أكثر من 720 عملية، وعدد جلسات غسيل الكلى: أكثر من 1169 جلسة، وعدد الحالات التي تلقت خدمات افتراضية عبر مستشفى صحة الافتراضي: أكثر من 5800 حاج.

ومن هنا أبعث أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين-الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- وسمو ولي العهد  الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله- وإلى القيادة الرشيدة وجميع القطاعات المشاركة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، وتوفيق الله للمسلمين لأداء فريضة الحج. إن هذه المناسبة الدينية العظيمة تجسد روح التضحية والإيثار والتكافل الذي يزخر به ديننا الحنيف، وتعكس قيم الوحدة والتعاون بين المسلمين في مختلف أنحاء العالم.أسأل الله العلي القدير أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار، متمنين لبلادنا في ظل القيادة الرشيدة مواصلة مسيرة التنمية والاستقرار في المملكة العربية السعودية.

بقلم : سلمان بن أحمد العيد 

رئيس التحرير