انتشرت مقاطع متعددة لاعتداءات تعرض لها سياح في مختلف الدول، مما أعاد النقاش حول أهمية الأمن في الوجهات السياحية، حيث يعتبر الأمان والسلامة من العوامل الرئيسية التي تؤثر على قرار السياح في اختيار وجهاتهم السياحية، في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه العديد من المناطق حول العالم، أصبح الشعور بالأمان والاستقرار عاملاً محورياً في تحديد خطط السفر لدى السياح.

ومن هذا المنطلق، تسعى الكثير من الدول إلى تعزيز مستويات الأمان والأمن في مناطقها السياحية، وذلك من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير الأمنية، بهدف توفير بيئة آمنة وجاذبة للسياح، وتشمل هذه الإجراءات تشديد الرقابة والمراقبة الأمنية في المطارات والمنتجعات والمناطق السياحية، إلى جانب تدريب وتأهيل العاملين في القطاع السياحي على التعامل مع الحالات الطارئة.

ولا شك أن تحقيق مستويات عالية من الأمان والأمن ينعكس إيجاباً على حركة السياحة والإقبال عليها، فعندما يشعر السائح بالأمان والاستقرار في الوجهة السياحية، سيكون أكثر استعداداً للإقبال عليها والاستمتاع بتجربته هناك. ويترتب على ذلك زيادة في أعداد السياح والنشاط السياحي، مما ينعكس على تحقيق عوائد اقتصادية كبيرة للدول المضيفة.

وفي المقابل، فإن انعدام الأمان والاستقرار في المناطق السياحية سيؤدي إلى تراجع إقبال السياح عليها، وبالتالي انخفاض مستويات الإنفاق السياحي وتراجع الإيرادات المتحققة من هذا القطاع الحيوي. لذلك، تعتبر إدارة الأمن والسلامة في المناطق السياحية من التحديات الرئيسية التي تواجه صناعة السياحة في العديد من دول العالم.

ونظراً لتبوء المملكة مكانة مرتبة متقدمة في ترتيب الدول الأكثر أماناً في العالم؛ فقد تحولت لوجهة سياحية عالمية، محققة نموًا في أعداد السياح، لتحتل المرتبة الأولى في قائمة الأمم المتحدة للسياحة في معدل نمو عدد السيّاح الدوليين، وفي معدل نمو الإيرادات السياحية بين أفضل الوجهات السياحية الكبرى عالميًا في العام 2023م مقارنةً بالعام 2019م.

وتؤكد البيانات الصادرة على فاعلية الجهود المبذولة من المنظومة السياحية للوصول بالقطاع إلى الريادة العالمية من خلال تطبيق أفضل الممارسات في التنمية السياحية والارتقاء بالخدمات والمنتجات السياحية، إضافة إلى التعاون المستمر مع الجهات الحكومية كافة لدعم تنمية القطاع السياحي في المملكة.

وانعكس النمو المتصاعد لأعداد السياح على عوائد القطاع في الناتج المحلي، حيث ارتفع إنفاق الزوار القادمين من الخارج خلال الربع الأول من عام 2024م بنسبة 22.9% مقارنة بالربع الأول من عام 2023م، حيث تجاوز إجمالي إنفاقهم مبلغ 45 مليار ريال، فيما حققت فائضًا في بند السفر يقدر بمبلغ 24 مليار ريال وبنسبة نمو للفائض تتجاوز 46% مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2023م، فيما يقدر إنفاق المسافرين من المملكة إلى الخارج بنحو 21 مليار ريال خلال الفترة نفسها ، وذلك حسب بيانات البنك المركزي السعودي الأولية الخاصة ببند السفر في ميزان المدفوعات.