نجيب عبد الرحمن الزامل
– حافز السبت: إن اللهَ يعمل لأجلنا بطرق لا نفهمها ولا نراها ولا نعلمها. لقد قدر الله وحصل أن وقع. أخشى ما نخشاه في انفطار عارض للأخوة الخليجية التي يبنيها ويرسّخها الدمُ الذي يجري في عروق شعوبها قبل أي مصلحة خاصة أو عامة.. وانفطرت معها القلوب. ولعل الله قضى أن تتباعد كتلٌ لتتّحد مجددا في معمارٍ جديد أقوى وأشد وأكثر انسجاماً وتناغما.
***
– جائزة المنطقة الشرقية: تم الإعلان أخيرا عن جائزة المنطقة الشرقية، وستكون بالطبع عن الإبداع والإنجاز في عدة مجالات تبدأ من الأفراد ولا تنتهي عند المصالح والمؤسسات. وهذه الجائزة حلم راود الكثيرين في المنطقة، ودارت محاولات جادة لتأسيس جائزة للإبداع والإنجاز فيها أو في إحدى مدنها. وعندما أعلن أمير المنطقة الشرقية “سعود بن نايف بن عبد العزيز “عن الجائزة تفاءل الجميع بأنها ستظهر قوية ومؤسسية وتؤطر التوجه نحو التحفيز بالمنافسة الإيجابية، ولأن يسعى كل عاملٍ جادا أن يكون من الحاصلين على الجائزة لتكون محطة ضوء في مسيرة حياته، ولكن هذه المحطة وهي تبني نفسها تكون ضمن مجموعة محطات ترفع رتم التنمية والنماء وترمي صخرةً كبيرةً في مياه الاعتيادية والروتين والبيروقراطية، وتخلق مولدات تحفيزية عقلية ستغير ـــ بإذن الله ــــ واقعَ المنطقة للأفضل.
***
– شخصية الأسبوع: الدكتور “عبد الرحمن بن محمد السدحان “أمين عام مجلس الوزراء، لفتني بإعلانه نافياً أن له حساباً في “تويتر”، وأنه لم يغرد أبدا بالتتابع المنطقي. وما لفت انتباهي ليس الإعلان فقط، لكن أيضاً ثباتُ الطبيعة. الدكتور عبد الرحمن ــــ بالنسبة لمعرفتي به وعنه على الأقل ــــ لا أعرفه الموظف الكبير في الدولة، بل أعرفه أديبا ومفكرا، وهو بطبيعة المفكرين المتعمقي الولع بالفكر لذاته يغلبهم طبع التواري والانعطاف عن المحفل العام. إن كثيرين لا يعرفون فعلا إنجازات هذا الرجل.. لماذا؟ ببساطة لأنه لا يعلن عنها ولا ينشرها ولا يتحدث عنها.. يعمل بما يمليه عليه الواجب كما يراه ويؤمن به، ثم لا يضيره ما يحصل من قول أو شهرة طالما هو راض بعقله وقلبه وضميره، ومن يحكم على عمله. على أن الدكتور السدحان لو تحدث في كتابٍ ذكرياتٍ ومذكّراتٍ عن دوره وعمله عبر أحداثٍ مفصليةٍ مرت بالبلاد- بما أننا وسط أيام معرض الكتاب ــــ لطلب الكتابَ الكثيرون من المتحمّسين. ولكني أظنّ أن مكانَ هذا الكتابِ سيظلَ فارغاً.. طويلا.
***
– والمهم: إن الحروبَ القادمة لن تكون حروب العسكريين والأسلحة الثقيلة، بل عقل الإنسان. أي الإنسان المدني لا العسكري. تعمل دولٌ وشركاتٌ كبرى وبسرية تامة على تجميع أفراد عباقرة من مبتكري البرامج التي تخترق كل أحصنة دفاعات الدول والشركات الإلكترونية. عندما تقرر دولة متقدمة في الحرب الإلكترونية أن تدمر جيشا لا ترمي الصواريخَ ولا تنشر الدبابات، فقط بجهاز حاسوب لا يزيد ثمنه على ثلاثة آلاف ريال يمكن لعقل إنساني متمكن من تدمير منشأة أو قاعدة بيانات أو كشف وسرقة أسرارٍ بمليارات الريالات. عودةٌ إلى بدء.. هذا العقلُ البشري له قوة أعتى من الجيوش.
في أمان الله