في حدث هام يعكس دور المؤسسات الوطنية في دعم مسيرة التنمية الشاملة، ألقى سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الخطاب الملكي السنوي في افتتاح الدورة التاسعة لمجلس الشورى. هذه المناسبة تُعد تقليدًا دستوريًا يعكس التزام المملكة بنهج الشفافية والمشاركة في عملية اتخاذ القرارات التي تؤثر على الداخل والخارج السعودي.

الشفافية ودور الشورى في دعم التنمية

أبرزت كلمة ولي العهد في الجلسة أهمية مجلس الشورى في تحقيق تطلعات القيادة السعودية، مشيدًا بالإنجازات التي حققتها المملكة خلال السنوات الماضية. فالمجلس، الذي تم تعيين أعضائه بأمر ملكي كريم، يُعد جزءًا رئيسيًا من الهيكل الحكومي الذي يعمل على مراجعة ودراسة القوانين والقرارات الوطنية. ووفقًا لرئيس مجلس الشورى، الشيخ الدكتور عبد الله آل الشيخ، بلغ عدد قرارات المجلس في الدورة السابقة (1510) قرارات، ما يعكس الدور الفعّال الذي يلعبه المجلس في دعم مختلف القطاعات الوطنية.

رؤية المملكة 2030: الأساس الذي يحكم توجهات المملكة

أعادت كلمة سمو ولي العهد التأكيد على دور “رؤية المملكة 2030” كمحور أساسي في تحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية في المملكة. بفضل هذه الرؤية الطموحة، شهدت السعودية قفزات نوعية في مجالات مختلفة، مثل الصناعة، السياحة، الطاقة المتجددة، والاقتصاد الرقمي. وأكد الأمير محمد بن سلمان أن المملكة تسير بثبات نحو تحقيق هذه الأهداف بفضل توجيهات الملك سلمان، وبتكاتف جهود المؤسسات الحكومية والخاصة.

السياسة الخارجية والمواقف الإقليمية والدولية

تضمنت كلمة سمو ولي العهد الإشارة إلى سياسة المملكة الخارجية التي ترتكز على قيم الاحترام المتبادل والتعاون الدولي، والتي تسعى من خلالها إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة والعالم. وأوضح أن المملكة ما زالت ثابتة على مواقفها فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية الحساسة، مثل قضية فلسطين، ومواجهة التحديات الأمنية في المنطقة. كما أكد التزام المملكة بالعمل مع المجتمع الدولي لتحقيق السلام والاستقرار، ومحاربة التطرف والإرهاب.

التنمية المستدامة: المحور الحيوي في الخطاب

ركز الخطاب الملكي على التوجهات المتعلقة بالتنمية المستدامة، حيث أكد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على الجهود المبذولة في تحقيق التوازن بين التطور الاقتصادي والحفاظ على البيئة. كما أشار إلى المبادرات البيئية التي أطلقتها المملكة، مثل “مبادرة السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”، التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الحياة في المملكة والمنطقة.

دعم القطاع الخاص وتمكين الشباب

في جانب آخر من الخطاب، أشار سمو ولي العهد إلى أهمية تعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني، مشيرًا إلى الجهود المستمرة في تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات. وأكد على أن المملكة تضع تمكين الشباب في مقدمة أولوياتها، وذلك من خلال برامج تدريبية وتعليمية متقدمة تهدف إلى تزويدهم بالمهارات المطلوبة لسوق العمل.

تعزيز العمل الحكومي وتطوير التشريعات

أشاد سمو ولي العهد بالدور الذي يقوم به مجلس الشورى في دراسة القوانين والتشريعات ومتابعة تنفيذها، مما يسهم في تطوير العمل الحكومي وتحسين الأداء في مختلف القطاعات. وركز الخطاب على أهمية تطوير الأطر القانونية لمواكبة التغيرات العالمية والمحلية، بما يتماشى مع تطلعات المملكة في تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.

ختام الخطاب: توجيهات للمستقبل

اختتم سمو ولي العهد كلمته بتوجيه شكر خاص لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على دعمه المستمر لمجلس الشورى وجميع مؤسسات الدولة. كما أكد على أن السعودية ستواصل مسيرتها نحو تحقيق المزيد من الإنجازات على مختلف الأصعدة، وذلك بالاعتماد على القيم الوطنية الراسخة والرؤية الطموحة التي تقود البلاد نحو مستقبل مشرق.

إن كلمة ولي العهد في افتتاح الدورة التاسعة لمجلس الشورى تأتي في وقت تشهد فيه المملكة تغييرات هائلة على كافة المستويات. وبفضل الرؤية القيادية الحكيمة، يبقى مجلس الشورى جزءًا مهمًا من هذه العملية، حيث يلعب دورًا كبيرًا في متابعة تنفيذ السياسات الوطنية وتقديم المقترحات التي تسهم في تعزيز النمو والازدهار.

بقلم : سلمان بن أحمد العيد

رئيس التحرير

Salman201001@hotmail.com

@salmanaleed