مع تقديري الكامل للدور الكبير الذي يقوم به مجلس الشورى في الحياة السياسية والاجتماعية السعودية إلا أن واقع الظرف الراهن يتطلب أن نعلو بالمجلس إلى الدور الأكبر المناط به شعبيا ومجتمعيا، بحيث نأمل أن يتعمق أكثر في جذور المشكلات ووضع حلول فعلية وليس مجرد تقارير يمكن أن تبقى حبيسة الأدراج بانتظار الفرج؟
صحيح أن بالمجلس 13 لجنة متعددة الاختصاصات وتقوم بدورها التشريعي والرقابي بشكل فعال ولكن من منطلق الشفافية وضروراتها الاجتماعية أمام المواطن أعتقد أنه بالإمكان تفعيل كل الرؤى بحيث يشعر المواطن السعودي بجدية قرب المجلس كهيئة ومؤسسة من واقعه على الأرض لتحدث حالة من التماس بين الأفكار والرؤى وطبيعة المشاكل والهموم التي لايخلو منها أي مجتمع.
وهنا أتساءل: لماذا لا تتعمق مشاركات المجلس وأعضائه الذين هم كفاءات محترمة لترتبط أكثر بمجالس شعبية أخرى على امتداد كافة المناطق؟ ولماذا لا تكون هناك علاقة مباشرة بين مجلس الشورى مثلا ومجالس المناطق أو المجالس البلدية المنتخبة بالمدن والمحافظات بشكل يتم الاتفاق على آليته؟
ولماذا أيضا لا يخصص المجلس فروعا رمزية له في المحافظات والمدن المختلفة تنقل لها مباشرة المطالب الشعبية دون انتظار أن تصله وتكون هذه الفروع قاعدة شعبية تتوافق حول المطالب وتتيح فرصة أكبر للمشاركة الشعبية من أوسع أبوابها وهو باب المواطن العادي ليشعر هذا المواطن أن له صوتا في إدارة أمور حياته ومن خلالها يتأكد المجلس من صحة التقارير الواردة له بشكل آخر ومباشر.
تجربة الشورى لدينا تستحق التأمل والمصارحة ويجب أن لا تتوقف عند مجرد مناقشة موضوع ما أو استدعاء وزير ما سرعان ما ينتهي الأمر بقرار معين تحت القبة العتيدة، ذلك أنه ينبغي أن يشعر المواطن أنه هو من يرسم اهتماماته ولو بشكل غير مباشر يحدد المشكلة ويضع توصيفها للحلول من وجهة نظره مع احترامي لكل العقليات الموجودة وهي تستحق الإشادة وليس التشكيك.
نجاحنا الحقيقي هو أن ننقل عمل الشورى إلى الناس ويسمع صوت المواطن أولا دون الاكتفاء بأن يستمع إلى بيانات العلاقات العامة أو أخبار الصحف فلنجرب وأعتقد أننا لن نخسر شيئا.