في خطوة تاريخية تعزز مكانتها كقوة رياضية عالمية، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رسميًا عن اختيار المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم 2034. جاء هذا الإعلان ليؤكد نجاح الجهود المملكة المتواصلة لتحقيق رؤية 2030، التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية.
يُعد اختيار السعودية لاستضافة هذا الحدث الرياضي العالمي تتويجًا لسلسلة من الإنجازات التي حققتها المملكة في السنوات الأخيرة. حيث حصل ملف الاستضافة السعودي على أعلى تقييم فني في تاريخ “فيفا”، بواقع 419.8 من 500 نقطة. هذا الإنجاز يعكس الجهود المكثفة التي بذلتها المملكة لتقديم ملف شامل ومتكامل يلبي جميع المعايير الدولية.
تُعد استضافة كأس العالم 2034 جزءًا من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحويل السعودية إلى مركز عالمي للرياضة والثقافة والاقتصاد. وبتوجيهات القيادة السعودية، شهدت المملكة تطورًا ملحوظًا في بنيتها التحتية، بما في ذلك إنشاء مشاريع عملاقة مثل مدينة نيوم، ومشروع البحر الأحمر، ومجموعة من المدن الرياضية الحديثة.
وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله، أكد أن استضافة كأس العالم ليست مجرد حدث رياضي، بل هي فرصة لنشر رسائل المحبة والسلام والتسامح، وتعزيز دور السعودية كجسر بين الثقافات المختلفة.
استضافة كأس العالم ليست مجرد مناسبة رياضية، بل هي محرك اقتصادي قوي إلى أن الاستضافة ستنشط قطاعات متعددة، بدءًا من التشييد والبناء إلى السياحة والتجزئة. ومن المتوقع أن تُطور المملكة نحو 230 ألف غرفة فندقية والكثير من النشاطات السياحية الكثيرة .
على الجانب الاجتماعي، يُتوقع أن تسهم الاستضافة في تعزيز الهوية الوطنية وإلهام الشباب السعودي للمشاركة في الأنشطة الرياضية والمجتمعية.
مع وجود عشر سنوات قبل انطلاق البطولة، تمتلك المملكة الوقت الكافي للتحضير لهذا الحدث الضخم. ويشمل ذلك تطوير المنشآت الرياضية والبنية التحتية، بالإضافة إلى تدريب الكوادر الوطنية للتعامل مع التحديات اللوجستية والتنظيمية.
لم تعد الرياضة مجرد منافسة داخل الملعب، بل أصبحت أداة دبلوماسية فعالة. استضافة السعودية لكأس العالم 2034 ستتيح لها فرصة لتعزيز علاقاتها الدولية، واستعراض ثقافتها وتراثها أمام جمهور عالمي. كما أن الحدث سيشكل منصة لتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب.
رغم الفوائد العديدة، تواجه المملكة تحديات كبيرة لضمان نجاح البطولة. يشمل ذلك تطوير بنية تحتية ضخمة تلبي احتياجات 48 منتخبًا مشاركًا، والتعامل مع التدفق الكبير للسياح والمشجعين. ومع ذلك، فإن سجل المملكة في تنظيم الفعاليات الكبرى، مثل قمة مجموعة العشرين ورالي داكار، يبعث على الثقة في قدرتها على التغلب على هذه التحديات.
استضافة كأس العالم 2034 تمثل فرصة ذهبية للمملكة ليس فقط لإبراز قدراتها التنظيمية، بل أيضًا لتعزيز مكانتها كقوة عالمية في مجالات متعددة. ومع رؤية واضحة وخطط مدروسة، يبدو أن السعودية مستعدة لكتابة فصل جديد في تاريخ كرة القدم العالمية.
استضافة السعودية لكأس العالم 2034 تحمل عوائد متعددة، تمتد إلى ما هو أبعد من الجانب الرياضي. اقتصاديًا، ستسهم البطولة في تنشيط قطاعات رئيسية مثل التشييد والبناء، حيث سيتم تطوير بنية تحتية ضخمة تشمل إنشاء حوالي 230 ألف غرفة فندقية، ومرافق رياضية عالمية. كما ستجذب الحدث استثمارات أجنبية ضخمة تدعم الاقتصاد المحلي، وتخلق آلاف فرص العمل للمواطنين. اجتماعيًا، ستعزز الاستضافة من الهوية الوطنية، وتلهم الشباب للمشاركة في الأنشطة الرياضية والمجتمعية. وعلى المستوى السياحي، ستعزز البطولة من مكانة المملكة كوجهة عالمية، مستفيدة من مشاريعها الكبرى مثل نيوم والبحر الأحمر، مما يرسخ صورة السعودية كدولة حديثة ومنفتحة على العالم.
بهذا الإنجاز، لا تقتصر مكاسب المملكة على الجانب الرياضي فقط، بل تمتد لتشمل الاقتصاد، الثقافة، والسياسة، مما يجعل كأس العالم 2034 أكثر من مجرد بطولة رياضية – إنها منصة لصناعة مستقبل جديد.
بقلم : سلمان بن أحمد العيد
Salman201001@hotmail.com
salmanaleed@