تلفت نظري بعض «الكيكات»، التي أقرب ما تكون إلى «الطقطقة»، منها إلى النقد الواعي. وألحظ القسوة في تناول نماذج غير مضرة. وأضرب مثلا باسمين، الأول إبراهيم الفريان، ملك الفلاشات، هذا الرجل طيب القلب ومحب للجميع، أخذ على عاتقه مجالا أقل ما يقال عنه إنه لا يضر، وبالفعل كما يذكر الأمير عبدالرحمن بن مساعد فإن الفريان شخص محبوب. البعض يتناوله بقسوة وحدة، وينظر إليه على أنه «لزج» ويلتصق بالنجوم. بينما شخصيته بالفعل تستحق الإفادة والتاريخ. جمع بين الظرافة والبساطة، وبين الفن والرياضة. يجول العالم من مبارة إلى أخرى، ومن حفل فني إلى آخر، شارك بمسرحيات من بينها مسرحية طارق العلي، وشارك في مسلسل «طاش ماطاش».
هذا نموذج مبهج ومفرح للنفس، فلا أفهم التناول الحاد له أو السخرية من مشروعه ومن مجاله الذي اختطه لنفسه.
النموذج الآخر الذي زاد عليه الضغط والتشويه الناشطة الكويتية مريم الخرافي، وهي مؤسسة مجموعة One التطوعية، هدفها في الحياة الدفاع عن الحيوانات والطيور وما يتفرع عنها. من الواضح أن ما تقوم به فعل مدني نبيل، وهدف سامٍ، العجيب أن هناك عشرات المقاطع التي تسخر منها ومن مجالها الذي تعمل فيه. بالطبع في بيئة تقطع ذيل القطط في الشارع، وتستخدمها في الإحراق والضرب والبطش لن تفهم معنى التطوع لشؤون الحيوانات، هذا أمر مدني بحت، ومجال رعاية الحيوانات متقدم لدى الدول والمجتمعات المتحضرة، بل وعلامة على التحضر والتطور.
هذه نماذج لا تضر، بل مبهجة ونافعة. إنها أفضل من البشر العالة على أهلهم وأوطانهم بسبب عدم حركتهم أو فعاليتهم، الفريان والخرافي مشاريعهما أفضل من المضطجعين في الاستراحات وهم يقرضون الوقت من دون نفعٍ أو فائدة، وأفضل من الإرهابيين ومن مهربي المخدرات، فلا معنى للتحطيم والانتقاص.
أتمنى التوفيق للصحافي والمصور إبراهيم الفريان ولمريم الخرافي في عملها التطوعي، وأذكر بمقولة لطه حسين حين قال: «البعض لا يعمل ولا يريدك أن تعمل» هذا حال المثبطين!