سلمان بن أحمد العيد – رئيس التحرير
لم يكن مفاجئاً للمتابعين للشأن الدولي، والمهتمين بالسياسات الدولية الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في عام (2015م).
ذلك أن الرئيس الأمريكي ترامب كان ينتقد منذ فترة الاتفاق ويُعرب بأنه كان خطأ تاريخياً وكان لصالح إيران وليس لصالح أمريكا ولا لصالح العالم.
لكن المفاجأ ربما هو التجاهل الأمريكي لنصائح أصدقائه الأوروبيين الرافضين لفكرة إلغاء الاتفاقية.
لكن تفاجأ البعض بأن الرؤية الخليجية بقيادة المملكة أخذت بعين الاعتبار في إلغاء الاتفاق النووي ما جعل كثيراً من المتابعين للسياسات الدولية يعتبرون ذلك أمراً له تبعاتُه في السياسات الدولية، ويدل على أن الخليج العربي ربما أصبح في نظر أمريكا أكثر أهمية من الدول الأوروبية، ولتحليل الموقف أكثر لابدّ من الرجوع للوراء قليلاً.
(1)- الاتفاق النووي الإيراني لم يتم أخذ رؤية الدول المجاورة لإيران بعين الاعتبار في ظل الإدارة الأمريكية السابقة ما سبب فتوراً للعلاقات الخليجية الأمريكية في عهد أوباما.
(2)- بدلاً من مشاركة الدول الإقليمية وعرض وجهات نظرتها شاركت مجموعة من الدول الأوربية في الاتفاق التي كانت تهدف للحصول على حصة من النفط الإيراني بعد رفع العقوبات المفروضة عليها.
(3)- الدول الخليجية رحبت بالاتفاقية شريطة أن يؤدي إلى نتائج ملموسة لاستقرار الأوضاع في المنطقة وكف إيران عن التوجه العدواني لها في المنطقة.
(4)- سرعان ما اتضح للجميع بعد عدة شهور فقط أحقية وجهة النظر السعودية حول الاتفاق وأن إيران استفادت لصالحها وتوسعت في أنشطتها التخريبية في المنطقة، وخير شاهد على ذلك تزويدها للمليشيات الحوثية بالصواريخ البالستية لزعزعة أمن المملكة.
(5)- صرحت السعودية بكل وضوح وفي كافة المحافل الدولية بانتقادها بشدة للاتفاقية وأنه خرج عما أعلن عنه من أهداف بل وصار يحقق أغراضاً أخرى.
(6)- سارعت السعودية بتحسين العلاقات الخليجية والعربية والإسلامية مع أمريكا، فعقدت القمم الثلاثة في الرياض، وكانت أول زيارة للرئيس الأمريكي المنتخب ( ترامب)
(7)- أقنعت القيادة السعودية صانع القرار الأمريكي بخطورة الأوضاع في المنطقة، ودور إيران، ومن هنا اقتنعت دوائر صنع القرار الأمريكية وبدأت تنتقد الاتفاق علانية.
(8)- يعتبر إلغاء الاتفاق النووي نصراً لوجهة نظر المملكة الداعية لإلغاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل.
وبعد هذا التحليل القائم على التتبع لجذور الاتفاق النووي وموقف الدول المشاركة والداعية والمعارضة له ينبغي أن نقرأ دلالة هذا الموقف الأمريكي وتداعياته على الوضع الإقليمي والعالمي .
-
من أهم الدلائل لإلغاء الاتفاق نجاح الدبلوماسية السعودية وتحقيق رؤيتها عبر الحليف الإستراتيجي (أمريكا).
-
متانة وعمق العلاقة السعودية الأمريكية ورعاية المصالح المشتركة بينهما.
-
إدراك الجانب الأمريكي لإخفاقاته في منطقة الشرق الأوسط.
-
الرؤية الثاقبة للقيادة السعودية الحكيمة، والنظرة المستقبلية لها.
-
قائد الحزم والعزم الملك سلمان، وولي عهده الأمين محمد بن سلمان سمتهما الأساسية حزم الملفات بصمت وهدوء.
-
العمل بصمت وبدون ضجيج إعلامي من خلال التعاون المشترك مع الدول الحليفة سمة السياسية الخارجية في عهد ملك الحزم.
-
تأثير المملكة على القرارات الدولية بات أكثر وضوحاً من خلال الموقف الأمريكي من الانسحاب عن الاتفاق النووي.
ونظراً لما سبق كله نجد الترحيب الخليجي لإلغاء الاتفاق النووي، والمسارعة بالتأييد الكامل للقرار الأمريكي؛ لأن هذا القرار هو لصالحنا، والاتفاق كان لصالح إيران.
بقلم :
سلمان بن أحمد العيد – رئيس التحرير
.