بلال يسعى لخلافة والده.. ويشبه حكمه بالسلطان عبدالحميد.. ويدير الحزب الحاكم ويظهر فى المؤتمرات الانتخابية بجوار أردوغان .
معارضون: لسنا دولة ملكية لتتحدث.. اجلس واعط الميكروفون لأبيك.. وقتل «مغنية» فى حادث سيارة.. وتلاحقه اتهامات غسيل الأموال و«روسيا» فضحت علاقته بداعش.
كشفت تقارير تركية، عن مشروع سياسي، لدى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بتجهيز نجله بلال لتوريث حكم تركيا من بعده، تماشيا مع سياسية الخليفة العثماني الجديدة، التى تنتهجها عائلة أردوغان للسيطرة على مقاليد الحكم فى تركيا.
وتشير التقارير إلى الدور الكبير الذى يلعبه بلال أردوغان داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذى يشكل أحد أركان حكم والده، وهاجم محرم إنجيه، مرشح حزب الشعب الجمهوري، لرئاسة تركيا، بلال أردوغان، صراحة، معتبرا أن هناك مشروعا لتوريث حكم تركيا، عقب تكرار ظهوره فى المؤتمرات الانتخابية لحزب العدالة والتنمية بجوار والده، لدعمه فى الانتخابات الرئاسية، قائلا على موقع التواصل الاجتماعى تويتر:
بلال أردوغان، تركيا ليست دولة سلالية (ملكية).. لتجلس وتتحدث فى الميكروفون.
وأضاف مرشح حزب الشعب الجمهورى لرئاسة تركيا:
إذا كان لديك كلمة لتقولها أعط الميكروفون لأبيك، وأخبره يقول على الأطفال ألا يتحدثوا فى السياسة.. وأن لا يسمح لهم بإلقاء بيانات.
من هو الخليفة التركي المنتظر؟
بلال أردوغان، هو الابن الرابع للرئيس التركى والأبرز فى حضوره السياسى والاقتصادي، ورجل أعمال من مواليد مدينة اسطنبول فى ٢٣ إبريل ١٩٨١، وإخوته هم: أحمد براق، سمية، إسراء.
أنهى تعليمه المتوسط عام ١٩٩٩ فى مدرسة كارتال أناضولو، وهى المدرسة التى تعلم فيها والده رجب طيب أردوغان، وغالبية قيادات حزب العدالة والتنمية التركي، بعدها أكمل تعليمه فى الولايات المتحدة الأمريكية، وفى عام ٢٠٠٣ أكمل تعليمه فى جامعة «هارفرد» بمدينة بوسطن الأمريكية أيضا، حيث قام بتحضير الماجستير فى مجال الإدارة العامة فى الجامعة، بعدها عمل بالبنك الدولي، وبموجب قانون الخدمة العسكرية فى بوردور، قدم الخدمة العسكرى لمدة ٢١ يومًا مدفوعة الأجر.
فى عام ٢٠٠٣، تزوج ريّان أوزونر فى لطفي، بإسطنبول، وشارك فى حفل زفافه عدد من الشخصيات المعروفة مثل رئيس وزراء إيطاليا سيلفو برلسكوني، ولديه ابنان هما: عمر طيب، وعلى طاهر.
طرد من العمل فى قطاع النقل البحرى بسبب السفينة التى اشتراها، استجابة لوالده، عقب الانتقادات التى وجهت إليه من المعارضة، ويرأس حاليا مؤسسة كبيرة للتربية تسمى «المؤسسة التركية لخدمة الشباب والتربية» وتقول مصادر قريبة منه، إنه يعمل بالتجارة، ولديه شركات محدودة تعمل فى المواد الغذائية، ويؤكد معارضون أتراك أن لديه أسهما كبيرة فى العديد من الشركات الضخمة بالبلاد.
اتهامات بغسيل الأموال والتجارة المحرمة مع «داعش».. و«روسيا» تفضحه
هناك اتهامات كثيرة موجهة لبلال أردوغان، حول عمليات لغسيل الأموال والتجارة المحرمة مع تنظيم داعش الإرهابي؛ حيث استغل امتلاكه شركة bmz لنقل ورقة النفط السوري، حيث عمد إرهابيون ممولون من قطر على تسليمه صهاريج البترول عبر الشمال، إلا أن وزارة الدفاع الروسية كشفته وفضحته وعرضت مشاهد لعملية تبادل البترول.
ووجهت اتهامات له من قبل روسيا، على لسان مسئولين كبار بالدولة ووسائل الإعلام الروسية، التى ذكرته بالاسم، وقالت إنه يتاجر بشكل مباشر بنفط تنظيم الدولة الإسلامية داعش بعد الاتهامات التى أطلقها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لـ«عائلة أردوغان» بالعموم بالتعاون مع التنظيم الإرهابي.
هذه الاتهامات دفعت أردوغان فى حديثه مع قناة الجزيرة القطرية، للقول:
إن هناك افتراءات بحق ابنتى وابني.. لا علاقة لابنى بنفط داعش، فهو يمارس مهاما بسطية فى قطاع الغذاء، ويقولون إن ابنتى تعالج جرحى داعش فى تركيا، ثم تعيدهم إلى سوريا، وهذا افتراء كاذب بل إهانة.
وفى إيطاليا، تم رفع دعوى قضائية فى مدينة بولونيا ضده بتهمة غسيل الأموال، رفعها رجل أعمال معارض للرئيس التركي، تضمنت قيامه بنقل أموال سوداء، بكميات ضخمة إلى إيطاليا، بعد أن زعم أنه قرر الاستقرار لدراسة الدكتوراه، كما أوردت وسائل الإعلام الإيطالية.
يحمل بلال النصيب الأكبر من فضائح عائلة أردوغان، إذ قام فى السابق بارتكاب حادث سيارة، قتل خلاله مغنية تركية، مما أثار الرأى العام المحلى ضده آنذاك، كما أن شركته للنقل البحرى مثار جدل دائم فى تركيا وخارجها.
ويردد دائما رجب أردوغان:
أن الأعداء يحاولون الوصول إليه من خلال ابنه بلال»، بحسب ما صرح عام ٢٠١٣ عقب ما عرف آنذاك بقضايا الفساد والرشوة، التى اتهم فيها مقربون من أردوغان وعائلته ونشرت خلالها تسجيلات صوتية لبلال، لكن المدعى العام الرئيسى فى اسطنبول أسقط الاتهامات الموجهة إليه لاحقًا.
الطامح لخلافة والده
فى مارس الماضي، قال بلال مثنيًا على فترة حكم والده للبلاد، بالقول:
نحن بخير فى عهد رجب طيب أردوغان، لكن علينا أن نفكر جيدًا ماذا سيكون مصيرنا بعد طيب أردوغان، وهو ما اعتبره مراقبون تلميحا لسعى نجل أردوغان لحكم تركيا بعد والده.
وأضاف خلال مشاركة فى برنامج فهم آخر السلاطين العظماء ضمن فعاليات إحياء الذكرى المئوية لوفاة السلطان عبدالحميد الثاني، التى أقيمت فى منطقة أوسكودار بمدينة إسطنبول، فى كلمته على هامش الفعاليات إلى وجود نقاط تشابه بين فترة حكم والده وعهد السلطان عبدالحميد، قائلًا:
لقد قضى الأعداء على السلطان عبدالحميد، ولكننا لن نسمح بالمساس بأردوغان، وهو ما اعتبر تلميحا مباشرا لسعيه لوراثة حكم تركيا.
وأكد خلال مشاركته فى الفعاليات، أن العالم ينجر إلى أجواء غير مفهومة، قائلًا:
إن العالم الآن ينجرُّ إلى فترة من الضبابية والارتباك؛ أمَّا نحن فليس لنا أسباب كافية للعودة مرة أخرى إلى مرحلة التحالفات السياسية مرة أخرى.
وأضاف فى كلمته: لا يجب التفكير فيمن سيأتى بعد طيب أردوغان فحسب، بل يجب التفكير فيما إن كانت البلاد ستشهد كل عام انقلابًا جديدًا، أم ستشهد تشكيل تحالفات سياسية، فليصعد إلى كرسى الحكم من يصعد، ولكن يجب أن يكون قادرًا على إدارة البلاد، وقادرا على تحقيق الاستقرار فى البلاد، كما يجب علينا أن نثق قليلًا فى فراسة الشعب كذلك.