كشفت وسائل إعلام صومالية، أن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد أبي أحمد لمقديشيو في 16 يونيو الجاري، أربكت حسابات قطر، التي حاولت الإيقاع بين الصومال من جهة، والإمارات والسعودية من جهة أخرى.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي وقع مع الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو عدة اتفاقيات في مجالات الأمن والسياسة والاقتصاد، كان أبرزها، الاتفاق على الاستثمار المشترك في 4 موانئ رئيسية في الصومال، وإزالة جميع العوائق أمام الحركة التجارية بين البلدين.
وعلى الفور، نشر موقع “الجزيرة نت” تقريرا عن الزيارة بعنوان “إثيوبيا تنال دعم الإمارات وتصالح الصومال”، في إشارة واضحة إلى الربط بين زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد إلى إثيوبيا قبل يوم من زيارة أبي أحمد إلى مقديشيو.
ويبدو أن ما يقلق الدوحة بشدة الاتفاقية المبرمة بين الصومال وإثيوبيا المتعلقة باستثمار الموانئ الأربعة، حيث تعتقد الدوحة أن المستثمر الممول لتلك المشاريع هو دولة الإمارات العربية المتحدة، وأن دور إثيوبيا ما هو إلا دور وسيط تجاري.
وذكر موقع “الصومال الجديد”، الأربعاء، أن ما يؤكد قلق قطر، ظهور حملات على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو بعد الاتفاقية مع إثيوبيا المتعلقة باستثمار الموانئ، حيث شارك ناشطون صوماليون معروفون بالدفاع عن مصالح قطر في هذه الحملات.
وتساءل مراقبون عن الأسباب التي تمنع الدوحة من الإقدام على الاستثمار في الصومال، بينما تحاول في الوقت نفسه عرقلة أية استثمارات خارجية في المرافق الاقتصادية الصومالية تعود أرباحها في المستقبل على كل من الصومال والمستثمر الأجنبي.
وتم التوقيع بين مقديشو والدوحة في نهاية عام 2017 على اتفاقية حول تنفيذ قطر مشاريع تنموية تقدر تكلفتها بـ 200 مليون دولار في البلاد، ومن بينها مشروع إعادة بناء شارعين مهمين يربطان العاصمة مقديشيو بمحافظتي شبيلى السفلى وشبيلى الوسطى، لكن هذه المشاريع لم تبدأ.
وبالنظر إلى عدم وجود مصالح استراتيجية لقطر في الصومال، فإنه يعتقد أن حديثها عن إقامة مشاريع هناك يهدف فقط للدعاية ومحاولة منع الإمارات والسعودية من دعم الصومال.