عندما تشرق الشمس يعني أن النور يسطع على كل ممرات الحياة في مكان شروقها ولكن الحقيقة أن هنالك بعض الدهاليز أو حتى مصارف المياه لا ترى هذا النور وتعيش بداخلها الكثير من الحشرات أو حتى الملوثات والمكدرات لصفو الحياة التي تنعم بالدفء والنور .
تابعنا الكثير من الاخبار والمقالات والقصص التي ترد لنا من الصحف أو حتى وسائل الاتصال عن بعض قضايا الفساد أو الاختلاسات أو التزوير أو الرشوة أو …. الخ
لتدب إلى النفس فرحة عارمة تكاد أن تغير ملامح الوجه من قوة الابتسامة ، لأن الفساد قبض عليه وظهر فساده و من زور فضح تزويره ومن ارتشي زج في السجن نظير رشوته وما الكوارث التي حدثت في بعض المواقع من أرجاء الوطن إلا أحد الأمور التي أشغلت الرأي العام وكنا ننتظر بفارغ الصبر ظهور الحقيقة وكشف كل من تسبب في فقد عزيز لنا أو صديق مقرب أو أخ لنا في الدين .
وما أن أخذت نفساً عميقاً و استرديت ملامح وجهي المرهق من الابتسامة العريضة التي خُطفت بسؤال تعجبي ؟! سألته نفسي هل أن المسئول أو المدير او الوزير السابق في المؤسسة أو القطاع والذي يصبح هو المُدان في الكارثة هو من قام بكل الاجراءات وصرح بها ووافق عليها أم أن هنالك أشخاص لهم نصيب الاسد من الاجراءات والتواقيع وكذلك الاشراف المباشر على المشاريع وتنفيذها واستلامها ، إذن هنالك حقيقة ناقصة .
ولأنتقل بكم إلى نصف حقيقة أخرى مفقودة فقد تابعنا في خلال الأشهر الماضية كارثة من نوع آخر ألا وهي وجود 1300 شهادة مزورة لمهندسين من جنسية عربية يبنون ويشيدون في أرجاء الوطن تم اكتشافهم و إعداد الاجراءات النظامية بحقهم !! لكن السؤال هل دخلوا إلى المملكة خلسة وعملوا بمؤسساتها ودوائرها وشركاتها؟ دونما معرفة بمؤهلاتهم وخبراتهم وهل حصلوا على تراخيص عمل من قبل مؤسسات الدولة الرسمية ! فهنا ايضاً حقيقة ناقصة .
وأًصحاب قضايا الرشوة اللذين يقبض عليهم وتذاع اخبارهم بسبب جرمهم من أخذ مبالغ أو هدايا لتسهيل عمل ما ، ولكن أين هو من أعطاهم هذه الهدايا والأموال(الراشي) صاحب السطوة وما مصيره ؟ لأن الحقيقة لا تكتمل إلا بتكبيل يده الممتدة التي تعبث بالأنظمة في مؤسسات الدولة مستغلاً بعض ضعفاء النفوس لأنه سيستمر في بحثه عنهم لتسهيل أموره .
وهنا أقف وأقول لكل قارئ اليست الحقيقة ناقصة وغير مكتملة ؟ لأن لكل جمله مفيدة فعل وفاعل ومفعول به وكذلك كل عمل لابد له من أضلاع تتجمع لينتج العمل .
بقلم محبك من القلب : سلمان بن أحمد العيد – الأحساء