يكفيك شرفاً يا وطني أنك مهد النبوة، ومنطلق الرسالة، وقلعة الإسلام الحصينة، ومنارة التوحيد إلى قيام الساعة، كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب رواه مسلم، وقال: لا هجرة بعد الفتح يعني: فتح مكة لأنها أصبحت دار إسلام، وستظل كذلك إلى آخر الزمان! والحديث متفق عليه.
ستبقى يا وطني أبد الدهر مهد الإسلام وحصنه الحصين، ومأرزه وملجأه بعد الله تعالى إلى يوم الدين، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: إن الإسلام ليأرز إلى المدينة، وفي رواية: بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها رواه مسلم.
يكفيك فخراً يا وطني أنك تضم بين جنباتك خير البقاع، وأفضل الأصقاع، وأقدس الأماكن: مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. أليس على بين جنباتك سطرت ملاحم السيرة النبوية، وعلى ثراك الطاهر درجت أقدام الحبيب المصطفى، عليه أفضل الصلاة والسلام، وأقدام أصحابه البررة الكرام، ومنه انطلقت جحافل الحق تنشر النور والهدى في كل أصقاع الأرض.
يكفيك فخراً يا وطني أن الله جعلك قبلة للمسلمين في جميع صلواتهم الواجبة والمستحبة، وأوجب على كل مستطيع شد الرحال إليك للحج والعمرة، وجعلك مهوى أفئدة المسلمين كلهم، ومحط أنظارهم، ومحل تقديرهم ومحبتهم،يكفيك فخراً يا وطني أنك تحتضن في ثراك الطاهر أطهر إنسان عرفته البشرية، وأفضل مخلوق خلقه الله في السماء والأرض: سيدنا وقدوتنا محمداً صلى الله عليه وسلم، والأطهار البررة من أزواجه وآل بيته وأصحابه.
يكفيك فخراً يا وطني أنك وفقت بقيادة حكيمة راشدة، جعلت الإسلام شعارها ودثارها، ورايتها وعنوانها، والكتاب والسنة دستورها ومنهاجها، وانفردت من بين أكثر الدول الإسلامية بإعلان تطبيق الشريعة الإسلامية، وأنها دستور الدولة وقانونها، ومنها تستمد جميع أنظمتها وتشريعاتها، وهي تفتخر بذلك وتذكِّر به في كل مناسبة، ولهذا فقد عنيت منذ تأسيسها ببناء الدولة على التوحيد والوحدة، وحماية بيضة الإسلام، وترسيخ مبادئه، والدعوة إليه وتبليغه للعالمين، وعنيت عناية كبيرة بنصرة قضايا المسلمين، والعمل الدؤوب على جمع كلمتهم، ولم شملهم، وتوحيد صفوفهم، وإعانتهم والنصح لهم، والعناية الفائقة بتصحيح عقيدتهم وعباداتهم، وتحذيرهم من البدع والضلالات، والشركيات والخرافات.