إذاعة فرنسية: اعتزال ميركل يبدد حلم ماكرون في أوروبا
تعليقات : 0
أصداء الخليج
أحمد الجزار
اعتبرت إذاعة “آر تي إل” الفرنسية أن إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اعتزال الحياة السياسية بحلول 2021 بدد طموحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول مشروعه الأوروبي، في إنعاش الاتحاد.
وأوضحت الإذاعة الفرنسية أن هشاشة سياسة ميركل في ألمانيا، واعتزالها الحياة السياسية تماماً، بعد 18 عاما من إدارة الحزب الديمقراطي المسيحي و13 عاماً من قيادة المستشارية الألمانية، تعد مؤشراً سيئاً للرئيس الفرنسي، مشيرة إلى أن ذلك القرار “يقوض حلم ماكرون بنهضة وانتعاش أوروبا، لكون ميركل كانت تشاركه ذلك الحلم”.
وتابعت أن ميركل بعد محاولاتها المضنية في إنشاء تحالفات وائتلافات حكومية، للبقاء في السلطة والمضي قدماً في إجراءات لتعزيز تماسك أوروبا وعدم تعرضها للخطر، ولكن بعد إخفاق حزبها في الانتخابات المحلية الأخيرة فإن ذلك الهدف أصبح بعيدا.
ولفتت “آر تي إل” الفرنسية إلى أن “ميركل أغضبت الرأي العام الألماني بقبولها على سبيل المثال الانفتاح على المهاجرين وتعزيز التضامن بين دول منطقة اليورو”.
وأوضحت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان يعول على ذلك المشروع لتبرير استراتيجيته للتقدميين أمام الشعبويين من اليمين المتطرف، على أمل الفوز في الانتخابات الأوروبية في مايو/أيار المقبل، ولكن بعد النفور الألماني من تلك الأفكار فإنه معرض لخطر مشابه في بلاده برفضهم لتعزيز أوروبا.
وأشارت الإذاعة إلى أن”الأوروبيين لا يتفقون على أي شيء؛ لا بالنسبة لميزانية منطقة اليورو، ولا التوافق المالي، ولا للتنسيق الاجتماعي، لذا فإن معسكر التقدميين الذي ينادي به ماكرون وميركل مشتت”.
مخاوف من تصاعد اليمين
وكان الرئيس الفرنسي أشاد بقرار ميركل بعدم الترشح لمنصب المستشارة عام 2021، معتبراً أنه “الجدير بالاحترام”.
وقال ماكرون، خلال مؤتمر صحفي بعد محادثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الأحد، إن “ميركل لم تنسَ مطلقا القيم الأوروبية، وتقود بلادها بشجاعة عظيمة”، مضيفا “أن إعلانها يأتي على خلفية تزايد الدعم لحزب (البديل لألمانيا) اليميني المتطرف، وهو أمر (غير مطمئن)”.
وتابع: “أرى هذا كظاهرة أوروبية، وليست ألمانية فقط”، مضيفاً: “أذكركم بأن اليمين المتطرف يبذل ما بوسعه في فرنسا”.
انهيار شعبية وتحديات داخلية
ويعاني الرئيس الفرنسي من انهيار شعبيته، التي وصلت إلى أدنى مستوى، حيث أظهر استطلاع أجراه معهد “أيفوب” الفرنسي لدراسات الرأي العام، نشر الثلاثاء، عن تراجع شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى أقل من 30%.
وأوضح الاستطلاع، الذي أجري لصالح مجلة “باري ماتش”، وإذاعة “سود راديو” الفرنسيتين، بأن الفرنسيين يعاقبون سياسة ماكرون التي أعلنها، لا سيما حول ملفي “القدرة الشرائية والأمن”، والتعديل الوزاري الجديد.
وأشارت المجلة الفرنسية إلى أن “الراحة التي كان يتمتع بها ماكرون لم تدم طويلاً، إذ خسر 4 نقاط خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، لتصل شعبيته إلى 29%”.
وحول فئة الموضوعات المستطلعة، أظهر الاستطلاع أن 35% فقط من الفرنسيين راضون عن التعديل الوزاري الجديد، فيما حاز الخطاب المتلفز للرئيس الفرنسي على رضا 22% فقط.
كما أعرب الفرنسيون عن غضبهم من ارتفاع أسعار المحروقات، وواقعة تهديد طالب لمعلمة بمسدس زائف في كريتيل، وعجز قدرة الحكومة الفرنسية على التجديد.
ووفقاً للاستطلاع فإنه على الرغم من تلك النسبة المتدنية التي حصل عليها ماكرون فإنها أعلى من النسبة التي حصل عليها الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا أولاند عن حصيلة للفترة نفسها، كما أنها أقل من النسبة التي حصل عليها الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي.