جدة – أصداء وطني :
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، ان المشروع الاستثماري الخيري «خير مكة» الذي ينطلق من بلد الخير أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة يمثل تطوراً ملموساً في نهج المؤسسات الخيرية.
وأوضح أيده الله خلال رعايته في قصر السلام بجدة مساء امس الاول، حفل وضع حجر الأساس لمشروع «خير مكة» الاستثماري الخيري العائد لجمعية الأطفال المعوقين، ان دار جمعية الأطفال المعوقين ومشروعها الأول في الرياض عام 1407هـ،أضافت لبنة إلى البناء الشامخ في مجال جهود الدولة في رعاية الأطفال المعوقين، وأن أفراد المجتمع دون تمييز أسهموا إلى جانب الدولة في دعم هذا المشروع ومساعدته.
قضية الإعاقة
وبدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها أحد أطفال الجمعية، ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين كلمة قال فيها:
يطيب لي أن أهنئ مقامكم الكريم، والحضور الكرام بشهر الخير، أعاده الله علينا وعلى وطننا الحبيب ومجتمعنا الوفي أعواماً تزخر بالخير والسلام والاستقرار والازدهار.
سيدي خادم الحرمين: اليوم نجني ثمار غرسكم المبارك على مدى ثلاثين عاماً لتعزيز قضية الإعاقة عبر جمعية الأطفال المعوقين وجمعيات كُثر في هذه البلاد الكريمة التي وضعتم بذرتها الأولى؛ حيث تنوعت انجازاتها بين المبادرات الرائدة وبرامج رعاية وتأهيل ودمج وتنمية وتدريب وتوظيف وتوعية، تقدمها جمعية الأطفال المعوقين، والذي استفاد منها مئات الآلاف من الأطفال والمعوقين.
وقال سموه: هذه المؤسسة الخيرية الرائدة التي شهدت ميلادها على أيديكم حفظكم الله ومن قام معكم من الخيرين تعهدها مواطنون أخيار ومؤسسات خيرية من القطاعين العام والخاص، حرصوا على أن تكون دوماً رائدة، وموثوقة، ومتميزة في كل أعمالها، ولتصبح مركزاً علمياً وتعليمياً مميزاً، يسهم بجانب جهود الدولة في توفير أفضل مستوى من برامج الرعاية المتخصصة.
وقال سموه: ولأننا نعيش في وطن قدره الريادة، فقد استشعر المواطن بوعيه، وانتمائه، وخيريته، مسؤوليته في مساندة هذا الغرس الطيب، وواكب ذلك، دعم ومساندة مؤسسات الدولة وأجهزتها، وعلى رأسها وزارة الشؤون الاجتماعية الأمر الذي تجسد الليلة في هذا اللقاء الخيّر لإطلاق مشروع «خير مكة» مما يؤكد أهم عناصر التميز لهذه الدولة ألا وهو التلاحم والانصهار بين مواطنيها في سبيل الخير والتكافل.
عرفان وإجلال
سيدي خادم الحرمين.. الحضور الكرام:
في هذه الأيام الطيبة المباركة، وفي هذه المناسبة الخيرة، نتذكر بكل العرفان والإجلال أصحاب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في إنشاء هذه الجمعية ودعم مسيرتها، من ملوك وقيادات الدولة والمواطنين المخلصين، وأبتهل إلى الله العلي القدير أن يثيبهم خيراً على ما قدموه لهذه الجمعية، والعمل الخيري.
أما أنا فأدين بعد الله لمقامكم سيدي، ضمن ما أدين به، بتوصيتكم حفظكم الله لي بالترشح لمجلس إدارة الجمعية قبل 26 عاماً، فمنذ ذلك التاريخ, وأنا أفخر بالعمل مع مواطنين يعدون نماذج تحتذى في الوطنية والبذل والعطاء، وهم من قام حقاً بتحقيق الإنجازات لهذه المؤسسة الخيرية.
نخبة طيبة
وأوضح سموه أن هذا الجمع المبارك من المواطنين، ورؤساء المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص أدركوا أن للوطن في أعناقنا جميلا يجب علينا أن نرده، وكذلك ممثلي وزارات وهيئات أدركوا حجم الدور الذي تقوم به مؤسسات العمل الخيري فتفاعلوا معها وساندوا توجهاتها ومشاريعها، فاسمحوا لي سيدي باسم عشرات الآلاف من الأسر التي استفاد أطفالها من برامج الجمعية أن أرفع لمقامكم الكريم وإلى هذه النخبة الطيبة، والكثيرين من الذين دعموا الجمعية وافر التقدير وعظيم الامتنان.
وقال إن هذه المناسبة التي نحتفي فيها بإطلاق مشروع «خير مكة» الاستثماري الخيري اليوم الذي نعلن فيه بدء الأعمال الإنشائية في مشروع تصل تكلفته نحو 300 مليون ريال، وقد وصلت التبرعات حتى الآن إلى 170 مليون ريال.
منهجية علمية
ويشرفني ويسعدني في هذه الليلة أن أعلن توجيه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتقديمه مساهمته لهذا المشروع الرائد بمبلغ 50 مليون ريال ويعكس ذلك دور مؤسسات العمل الخيري في بلادنا، من منهجية علمية رصينة، وانتشار واسع في أرجاء الوطن، وتواكب ما تطبقه بلادنا من رؤية تنموية طموحة، تستهدف خير الإنسان في المقام الأول في المملكة العربية السعودية وفي خارجها.
جائزة رائدة
وأوضح سموه أن هذا المشروع الخيري الكبير في مكة المكرمة أشرف بقاع الأرض يضم في رحلته الأساسية الأول خمسة أبراج بارتفاع 12 إلى 16 دور هي: برج الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز «رحمه الله» الذي قدم لأوقاف هذه الجمعية ما يساعد على إنشاء هذا البرج «إن شاء الله»، وبرج الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يقدم عرفاناً وتقديراً لكم سيدي في وضع البذرة الأولى لهذه الجمعية على مدى 30 عاماً الماضية بحق قولاً وعملاً، وبرج جائزة القرآن الكريم للأطفال المعوقين التي أكرمنا الله سبحانه بإنشائها قبل عشرين عاماً ويستمر اليوم ولله الحمد جائزة رائدة على مستوى الخليج وقريباً إن شاء الله على مستوى العالم العربي والإسلامي، وبرج عملاء شركة الاتصالات السعودية، وبرج عملاء شركة بندة وهما الشريكان الأساسيان اللذان يقومان بجمع التبرعات لهذه الأعمال عن طريق برامج شركة الاتصالات السعودية “5050 SMS” وبرنامج «دع الباقي لهم» في شركة بندة وأنا أشكر لهاتين الشركتين والشركات الأخرى المميزة المساندة في بلادنا والتي تعمل يومياً على رد الجميل لهذا البلد الكريم الذي جعل منها شركات رائدة ورابحة إن شاء الله.
منظومة برامج
وبيّن أن هذا المشروع جاء تلبية لحاجة ملحة، لضمان استمرارية خدمات الجمعية المجانية، وتطويرها، وإيصالها إلى المناطق والمدن التي تحتاجها، من خلال إيجاد مصادر تمويل دائمة، خاصة بعد وصول عدد مراكز الجمعية إلى «13» مركزاً، منها ثلاثة تحت الإنشاء، ووصول عدد الأطفال المخدومين سنوياً مجاناً إلى أكثر من ثلاثة آلاف طفل وأسرهم، بميزانية تشغيلية سنوية بلغت «120» مليون ريال هذا العام، فيما كان ذلك الرقم لا يتجاوز «25» مليون ريال في السنوات الخمس الأولى لتأسيسها.
وقال سمو الأمير سلطان بن سلمان: واليوم باتت الجمعية تقود منظومة من البرامج العلمية الوطنية للتصدي لقضية الإعاقة، جسدتها من خلال تبني تنظيم أربعة مؤتمرات علمية دولية برعاية قيادة هذه البلاد، وطرح العشرات من مشروعات التوعية مثل «عطاء الطلاب»، و «مسابقة حفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين»، و «برنامج الدمج»، و «توظيف المعوقين»، و «جوائز التميز والخدمة الإنسانية» التي تشرفت بأن كنتم أحد روادها والفائزين بها والتي خلال حفل تسليمكم جائزتها استذكر ما قاله الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله قال: «سلمان بن عبدالعزيز مؤسسة خيرية تمشي على الأرض»، ومبادرات تبنيتموها يحفظكم الله منها «جرب الكرسي»، و «الله يعطيك خيرها».
قيادة وشعبا
وقال إن المهتمين بالعمل الخيري والتطوعي في المملكة يلمسون إلى أي مدى يواكب جهودكم «أيدكم الله» كل ذلك يؤكد أن بلادنا قيادة وشعباً، تكرس العمل الخيري على أنه ركن عقائدي، وأخلاقي، وقيمي راسخ، الأمر الذي أبرز مكانتها، كمملكة للإنسانية، وتوج هذا الوطن المبارك بمكانة متفردة بين دول العالم، وفي الختام، أرفع لمقامكم الكريم أسمى آيات الشكر والعرفان لتفضلكم أيدكم الله برعاية هذه المناسبة، ولتشريفكم للجمعية بهذا الدعم الذي يضاف لسجل حافل تتوالى صفحاته على مدى ثلاثين عاماً، داعياً الله العلي القدير في هذا الشهر الكريم أن يثيبكم، وكل من يساهم في الأعمال الخيرية النافعة خيراً، كما أدعو الجميع إلى المساهمة في هذا الشهر المبارك بهذا المشروع الخيري.
بعد ذلك وجه خادم الحرمين الشريفين رعاه الله الكلمة التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: نحمد الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به على بلادنا من نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وهو ما حرصت عليه دولتكم منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله الذي أرسى مبادئ راسخة وقيماً خيرة منطلقاً من الكتاب والسنة، وهو ما سار عليه أبناؤه من بعده. ولعلي أستذكر في هذه الليلة مناسبة رعايتي افتتاح دار جمعية الأطفال المعوقين ومشروعها الأول في الرياض عام 1407 هـ، نيابةً عن أخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز «رحمه الله»، وأشرت حينذاك إلى أن هذه الدار أضافت لبنة إلى البناء الشامخ في مجال جهود الدولة في رعاية الأطفال المعوقين، وأن أفراد المجتمع دون تمييز أسهموا إلى جانب الدولة في دعم هذا المشروع ومساعدته، ولقد عملت الجمعية على مدى نحو ثلاثين عاماً بمبادئ التكافل، والتراحم، والانتماء، التي يتميز بها المجتمع السعودي ـ ولله الحمد والمنة.
أيها الإخوة الأفاضل:
لقد سعدت بالاطلاع على ما تم إنجازه في هذه الجمعية، التي تمثل واحدةً من أبرز مؤسسات العمل الخيريّ في بلادنا، وأود أن أسجل شكري لكل من أسهم في دعم مسيرتها، وساند استمرارها، ونموها، وبخاصة في هذا المشروع الاستثماري الخيري «خير مكة»، الذي ينطلق من بلد الخير أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة شرفها الله ويمثل تطوراً ملموساً في نهج المؤسسات الخيرية. متمنياً للجميع التوفيق والسداد، وهذه الدولة دائماً والحمد لله متعاونين على البر والتقوى وهذا ما هو عليه هذا الشعب ودولته والحمد لله.
عقب ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «حفظه الله» بتسليم شهادات التكريم للأعضاء المتبرعين لمشروع «خير مكة» الاستثماري الخيري، ثم تشرف بقية أعضاء جمعية الأطفال المعوقين بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، وبعد ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين بوضع حجر الأساس لمشروع «خير مكة» الاستثماري الخيري من خلال لمسة الشاشة الالكترونية، وشاهد عرضاً عن المشروع. واطلع «حفظه الله» على مجسم وصور للمشروع الذي يتكون من خمسة أبراج هي: برج الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز «رحمه الله»، وبرج الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبرج جائزة القرآن الكريم للأطفال المعوقين، وبرج عملاء شركة الاتصالات السعودية، وبرج عملاء شركة بندة، وتقدر تكلفته الإنشائية نحو 300 مليون ريال، عقب ذلك التقطت الصور التذكارية لخادم الحرمين الشريفين «أيده الله» وأعضاء الجمعية والمتبرعين لمشروع «خير مكة» الاستثماري الخيري.