يحق لكل مواطن في هذا البلد المقدس المعطاء أن يفرح بمرور الذكرى التاسعة والثمانين لقيام الكيان السعودي الشامخ على كتاب الله وسنة خاتم أنبيائه عليه أفضل الصلاة والسلام ، وهي فرحة تعيد لأذهان الأجيال الحاضرة ما سطره الأجداد بدمائهم الغالية من تضحيات في سبيل الإنتصار للحق وتوحيد هذا الوطن ووضع اللبنات الأولى من لبنات تأسيس مجده العظيم .
يتذكر كل مواطن في هذه المناسبة العزيزة ما بذله المؤسس الباني الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله- ورجاله الأفذاذ من بطولات خارقة ، أدت إلى قيام الكيان السعودي بعد توحيد أطراف المملكة وإرساء قواعد الأمن والإستقرار والأمان والطمأنينة في ربوعها.
لقد بدأ الملك المؤسس بعد أن منّ الله عليه بإعادة ملك آبائه وأجداده بالعمل على تجفيف منابع الجريمة واستئصالها من كل أجزاء مملكته ، وبدأ بعد هذه الخطوة الهامة بإرساء دعائم ملكه وبوضع اللبنات الأولى من لبنات التطور والنهضة .
إن ما تشهده المملكة اليوم من تقدم هائل في كل ميادين النهضة والبناء يعود فضله بعد فضل الله إلى الجهود المباركة التي بذلها المؤسس الباني – رحمه الله- ثم إلى من جاء بعده من أبنائه الميامين ليكملوا رسالته العظيمة في مواصلة البناء والعطاء الى أن وصلت المملكة اليوم الى ما وصلت إليه من التقدم والرقي والرخاء ، وهي رسالة مباركة ما زالت متواصلة في هذا البلد الطيب المبارك.
وتواصل المملكة اليوم بجهود الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- مواصلة تلك الرسالة الكبرى التي قامت على أركانها المملكة ، بناء يتصاعد تدريجيا في الداخل وسياسة خارجية تقوم على الإحترام المتبادل بين المملكة وسائر دول العالم وإرساء دعائم السلم والأمن الدوليين ومناصرة القضايا العربية والإسلامية العادلة والعمل على اجتثاث ظاهرة الإرهاب واحتواء الإرهابيين أينما وجدوا.
سياسة المملكة الداخلية والخارجية هي إمتداد طبيعي للسياسة التي أرسى قواعدها الصلبة الملك المؤسس ، فهي تقوم على الأخذ بكل مسارات التقدم والبناء والنهضة للحاق بركب الدول المتقدمة ، وقد تحقق ذلك بفضل الله ، ثم هي سياسة تناصر قضايا العالم العادلة وتعمل على دعم السلام والأمن والرخاء في كل جزء من أجزاء المعمورة ، وهي سياسة حكيمة وثابتة لا تزال سارية المفعول إلى العهد الحاضر الزاهر .
لقد وضع المؤسس بسياسته الحكيمة أصول السياسة الهادئة الرزينة التي وضعت المملكة في كل عهد من العهود في مكانها اللائق والمرموق بين دول العالم ، فزعماء تلك الدول يشهدون للمملكة بصحة وسلامة تلك السياسة ، ويشهدون لها بحسن التصرف في كل الأزمات ، ويشهدون لقياداتها الحكيمة بنجاح معالجاتها لكل أزمة ، وهي شهادات تؤكد أهمية ثقل المملكة ووزنها الهائل بين دول العالم كافة .