نيابة عن المليك : خالد الفيصل يفتتح مؤتمر مكة المكرمة السادس عشر بعنوان : ( الشباب المسلم .. والإعلام الجديد ) برابطة العالم الإسلامي
تعليقات : 0
أصداء الخليج
أصداء وطني – مكة المكرمة :
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة اليوم الأربعاء مؤتمر مكة المكرمة السادس عشر الذي تعقده رابطة العالم الإسلامي بعنوان :” الشباب المسلم والإعلام الجديد ” وذلك بقاعة المؤتمرات بمقر رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
وكان في استقبال سموه عند وصوله إلى مقر الحفل معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي والأمناء المساعدون للرابطة.
وبدأت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى رئيس جامعة الأزهر بمصر الدكتور عبدالحي عزب عبدالعال كلمة المشاركين بتقديم خالص العزاء لخادم الحرمين الشريفين ولحكومته الرشيدة ولشعب المملكة العربية السعودية الوفي، ولجميع الأمة الإسلامية بخالص العزاء في ضحايا الحادث القدري الذي أدى إلى استشهاد البعض من حجاج بيت الله الحرام ندعو الله سبحانه وتعالى أن يلهم الجميع وذويهم الصبر والسلوان، وأن يعجل بشفاء المصابين ونحتسبهم جميعاً في زمرة الصديقين والشهداء والصالحين.
ودعا فضيلته الجميع إلى العمل بكلام الله سبحانه وتعالى : ” واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ” نعم تمسكوا بنعمة الأخوة ، تمسكوا بنعمة الاعتصام ، لنكون قدوة لشباب الأمة ، فهم في حاجة إلى الرموز، نعم هي في حاجة إليكم كحاجة الجسد إلى الرأس، فعليكم الأخذ بيد الشباب عليكم أن تحيلوا بينهم وبين التطرف ببث الفكر الوسطي ، بنشر مبادئ القيم والرحمة والسماحة واليسر ، لنحظى جميعاً بثقة شبابنا ، ولنحظى جميعاً بالحيلولة بين شبابنا وبين الملل من الغلو والتشدد ، لنحظى جميعاً بالهدية العظمى التي منحها الله تبارك وتعالى عليها في قوله تعالى :” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ” أي ما تعارف عليه الناس بعرف الحياة المنسجم مع الشرع والدين فتسير الحياة دون إفراط أو تفريط.
وفي ختام كلمته تقدم باسم الوفود المشاركة بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر الذي يضم نخبة طيبة من علماء الأمة الذين جاءوا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم .
ثم ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي كلمة رحب فيها بصاحب السموِّ الملكيِّ الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، وبسماحة الشيخ عبدِ العزيزِ بن عبدِ الله آل الشيخِ، المفتي العام للمملكة، ورئيس المجلس الأعلى للرابطة، وقال:
أيها الإخوة الكرام:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأرحب بكم في مؤتمر مكة السادس عشر، الذي تعقده رابطة العالم الإسلامي في هذه الأيام الفاضلة حيث تستقبل مكة المكرمة ملايين حجاج بيت الله الحرام، أسأل الله تعالى أن ييسر لهم أداء مناسكهم في أجواء من الأمن والاطمئنان، ويتقبل منهم أعمالهم، وأن يؤيد المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، فيما تبذل من جهود كبيرة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار.
لقد اختارت الرابطة “الشباب المسلم والإعلام الجديد” موضوعاً لمؤتمر مكة المكرمة في هذا العام، استشعاراً منها تعاظمَ تأثير الإعلام الجديد في حياة الأمة الفكرية والاجتماعية، واستجابة لما يوليه ديننا الحنيف من العناية بفئة الشباب، وإسهاماً في تكوين فهم مشترك لما يحيط بمجتمعاتنا من تحولات متسارعة، وإدارةِ حوار بنّاء حول التطورِ الإعلامي وأثرِه على المجتمع، وتوجيهِ الشباب المسلم إلى التدابير الواقية من أضرار الإعلام الجديد، والاستثمارِ الأمثل له، بما يعزز ثوابت الأمة ويحافظ عليها.
والأمل أن يبحث المشاركون مختلف محاوره وعناصره الأساسية، ويخلُصوا من ذلك إلى نتائجَ عمليةٍ تستفيد منها الأمة، وتسترشد بها في طريقها نحو إصلاح حالها، بما في ذلك النماذجُ الصالحة والتجارب الناجحة في هذا المجال، وبخاصة ما تسير عليه المملكة العربية السعودية، فقد بذلت جهوداً متميزة ضمن خطط وبرامج مدروسة، في ضبط الإعلام بالموازين التي لا تتعارض مع ثقافة مجتمع المملكة، وكانت سباقة إلى الاستفادة الإيجابية من تطورات الإعلام والاتصال.
إن المملكة نموذج رائد في العناية بالشباب والإعلام، ومن ثَم فإن المهتمين بقضايا الشباب والإعلام، مدعوون لإبراز نموج المملكة وتشجيع الاستفادة منه.
والمسلمون يأملون من مؤسساتهم التعليمية والإعلامية والتثقيفية، أن تكون دروعاً لتعزيز أمنهم الفكري، وصيانة هُويتهم وخصائصهم الثقافية، وتشجيع شبابهم على الاهتمام باللغة العربية لغة القرآن، والتراث الإسلامي الذي يمثل تجربة الأمة وإنجازاتها في العلوم والمعارف، ويختزن قيمها ومبادئها وذاتيتها الحضارية.
إن الشباب شريحة كبيرة في حجمها وأهميتها، وحساسة فيما تجده أمامها، لرغبتها في خوض التجارب وغمار البحث عن مستقبل آمن تسعد به في مجتمعها، ومن ثَم فهي تحتاج إلى عناية وتوجيه ممن سبقها إلى ميدان الحياة، وعارك شؤونها وذاق حلوها ومرها، ولا سيما الشخصيات التي لها قدرة على التوجيه والترشيد، المتميزة بالوسطية والاعتدال والفهم العميق لقضايا الإسلام والأمة.
والمسؤولية في ذلك مسؤولية مشتركة بين الجهات المختصة في الإعلام والثقافة والتربية والتوجيه الاجتماعي.
إن الشباب المسلم يواجه اليوم تحديات صعبة، وأصعبها ما يستهدف دينه والقيم والمبادئ الإسلامية التي نشأ عليها، وهو تحد تتعرض له مختلف شرائح الأمة، لكن الشباب أكثر تعرضاً له، وأشد تأثراً به، لقوة صلته بالإعلام الجديد ذي الانتشار الواسع والتأثير القوي والسريع، والتميز بالتفاعلية والآنية والعالمية، مع انخفاض تكاليف الحصول على التقنية وسهولة استخدامها.
وللإعلام الجديد فوائد ومنافع تتصل بمختلف مجالات الحياة، لكن أضراره كثيرة وخطيرة، قد تصل إلى تغيير المبادئ والمفاهيم الأساسية التي تتعلق بالأسرة والمجتمع والحياة والدين والثقافات الموروثة، وقد تُعرِّضُ الهُوية الإسلامية والوطنية إلى الاهتزاز والسموم الفكرية في ظل انعدام الرقابة والحصانة والتوجيه.
ومن السلبيات السلوكية التي قد يصاب بها بعض الشباب المسلم من سوء استخدام الإعلام الجديد، العفوية والعشوائية، وترويج الإشاعات والأكاذيب، والمخالفات الشرعية، وإضاعة الأوقات والإدمان والتوحد والابتعاد عن الواقع.
هذا ما دعا الرابطة إلى الاهتمام بالإعلام الجديد وصلته بالشباب، فرتبت عقد هذا المؤتمر، ودعت إليه نخبة من العلماء والباحثين المهتمين بموضوعه، أملاً في أن تقدم الرابطة ما تستطيع من الجهود في رفع مستوى الوعي لدى الأمة وشبابها تجاه سلبيات العولمة الثقافية، وتزويد مؤسساتها الإعلامية والدعوية والتربوية، بالحلول والاقتراحات التي تعينها في التعامل الإيجابي مع الإعلام الجديد، والاستفادة الآمنة من منافعه الجمة، والتشجيع على إنتاج محتويات إسلامية متميزة، تخدم الأمة ودينها وشبابها، وتدافع عن قضاياها ومصالحها، وتفتح آفاق الحوار بينها وبين غيرها.
إن رابطة العالم الإسلامي وهيئاتها والجهات المتعاونة معها، لترفع شكرها الجزيل إلى خادمِ الحرمين الشريفين، الملكِ سلمان بنِ عبد العزيز آلِ سعود، سدده الله وأيده، وإلى وليِّ عهده الأمين صاحبِ السمو الملكي الأميرِ محمد بن نايف بنِ عبد العزيز آلِ سعود، وإلى ولي ولي العهد صاحبِ السمو الملكي الأميرِ محمد بن سلمان بن عبد العزيز آلِ سعود، على تشجيع الرابطة ودعم مناشطها والرعاية لمختلف مناسباتها، انطلاقاً من المنهج الذي تسير عليه المملكة في خدمة الإسلام والدفاع عنه، والاهتمام بقضايا الأمة وشؤون المسلمين المختلفة.
والشكر لصاحب السمو الملكي الأميرِ خالد الفيصل أميرِ منطقة مكة المكرمة، على عونه للرابطة في أعمالها، وتفضله بافتتاح هذا المؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين.
ولسماحة الشيخ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ الله آلِ الشيخ المفتي العام للمملكة، ورئيسِ المجلس الأعلى للرابطة الشكرُ الجزيلُ على جهوده وحرصه على تحقيق الرابطة أهدافها، ومتابعته لبرامجها.
والشكر لأصحاب المعالي والفضيلة المشاركين في هذا المؤتمر، على مشاركتهم وتعاونهم مع الرابطة.
وللإخوة الزملاء ولرجالِ الإعلام ومؤسساته الشكرُ والتقدير على التعاون.
ثم ألقى سماحة الشيخ عبدِ العزيزِ بن عبدِ الله آل الشيخِ، المفتي العام للمملكة، ورئيس المجلس الأعلى للرابطة كلمة رحب فيها بصاحب السموِّ الملكيِّ الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، ومعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي ، وبالحضور الكريم وقال:
نشكر رابطة العالم الإسلامي على إقامة هذا المؤتمر الذي يدل على تحسسها لمشاكل الأمة الإسلامية ومعالجتها، إن شباب الأمة أمانة في أعناقنا وكل أب مسؤول عن أبنائه ويجب علينا أن نتحمل مسؤولياتنا كل حسب تخصصه ونكرس الجهود للحفاظ عليهم، إن الإعلام القديم كان يهتم بنقل المعلومة ولم تكن هناك أي خطورة على الشباب ولكن الإعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت خطراً على الشباب في تلقي الأفكار المنحرفة التي تؤدي بهم إلى الانحلال والتطرف ولقد استغل بعض ضعفاء النفوس الإعلام الجديد لنشر الرذيلة والفساد, فيجب علينا أن نحاصر هذا الإعلام الجديد بالتوعية الصحيحة للشباب المسلم, وليعلم الجميع أن هذا الإعلام الجديد إن لم يتم السيطرة عليه بالتوعية الصحيحة فسوف يكون خطر كبير على الأمة الإسلامية, فلابد للأمة أن تتحمل مسؤوليتها تجاه هذا الإعلام الجديد وعلى الباحثين أن يخرجوا بتوصيات مفيدة لأمتهم وشبابهم.
وختم سماحته كلمته بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – بالتوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم ألقيت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ألقاها نيابة عنه حفظه الله صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة فيما يلي نصها :
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله
سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
مفتي عام المملكة، رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي
معالي أمين عام الرابطة الدكتور عبدالله التركي
أصحاب السماحة.. والفضيلة.. والسعادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرفني سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بأن أكون معكم اليوم نيابة عنه – يحفظه الله – في مؤتمركم الموقر المنعقد تحت رعايته الكريمة، وأن أنقل إليكم أطيب تحياته، وخالص دعائه لكم بالتوفيق والسداد في مهمتكم الجليلة.
وقد كلفني – رعاه الله – أن أنقل تعازي المملكة العربية السعودية – ملكاً وحكومة وشعباً – من خلال هذا الجمع المبارك، إلى ذوي ضحايا حادث الحرم المكي الشريف، ونحسبهم عند الله في أعالي الجنان شهداء، ودعاء خالصاً أن يجبر – جل وعلا – كسر المصابين، ويردهم إلى أهلهم سالمين غانمين.
ويسعدني أن أرحب بكم في اجتماع الجلال للزمان والمكان، حيث تتوافد حشود المسلمين – على الرحب والسعة – في هذه الأيام المباركة، لأداء نسكهم، تحتضنهم قلوبنا بالحفاوة، ويتفيأون الراحة واليسر فيما تشهدون من هذه المشاريع العملاقة، التي تواصل بها المملكة العربية السعودية ديدنها في تطوير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتبذل لها قصارى الجهد والمال طاعة وامتثالاً لله وأداء لأمانتها التي شرفها بها – جل وعلا – في خدمة الحرمين الشريفين وتذليل السبل للحجاج والزوار والمعتمرين.
أيها الأخوة..
لا مراء في أن الشباب هم الثروة الحقيقية في كل أمة، فهم الأغلبية عدداً، والطاقة الناشطة المتجددة دوماً، التي تمثل عصب التنمية وذخيرتها، في عالم يشتد وطيس التنافس بين الأمم، لبناء حضارتها على اقتصاد المعرفة الذي أصبح لغة العصر بلا منازع، ومن يتخلف فقد حكم على نفسه بالقعود خلف مسيرة القافلة.
وفي خضم هذا السباق المحموم، يتوجب على أمة الإسلام أن تؤهل شبابها: علماً وتقنية وفكراً، بما يمكنها من تحرير موقعها الريادي في عالم اليوم، استئنافا لدورها التاريخي في سالف عهدها.
وبموازاة ذلك، عليها تحصين مسيرتهم عقائدياً، بالتزام منهج صحيح الإسلام، القائم على الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والغلو والمغالاة، وما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على الأمة، ويشوه صورة ديننا الإسلامي القويم في عيون الآخرين.
كما عليها تحصينهم وتحذيرهم – في الوقت ذاته – من الانصياع لدعاوى الانسلاخ عن الدين، والطعن فيه واتهامه بالتطرف والجمود والتخلف.
إذا كان الإعلام التقليدي القديم، قد لعب دوراً في توجيه الرأي العام، والتأثير في المكون الفكري للإنسان، فإن الإعلام الجديد بأنماطه وقنواته المتعددة، وسيولة حركته وانتشارها عبر البث الفضائي الواسع المدى، والهواتف وأجهزة الاتصالات الذكية المتطورة التي أصبحت في متناول الجميع، قد تسيد الموقف حتى أصبح اللاعب الأول والأخطر تأثيرا في ترسيخ ما يبثه من قيم وقناعات لدى الشباب خاصة، باعتبارهم الشريحة الأكبر تعاملاً معه، والأكثر تأثيراً وتأثراً به.
ومع التسليم بأن التوجه الصحيح لهذا الإعلام المنضبط بالصدقية والشفافية والحقائق الموثقة، يحقق انتشار المعرفة الإيجابية المفيدة للإنسانية جمعاء، بالتواصل بين الأمم مع مستجدات العصر، وتحرير انتقال المعلومة النافعة بين أرجاء الأرض، إلا أن تأثيراته السلبية الخطيرة وعواقبه الوخيمة، في توجهه التآمري الخاطىء والمتعمد ضد الإسلام والمسلمين (خاصة) ليست بالهينة، لأنه تيار (عولمي) يعج بالغث والسمين ممزوجين معاً، بحيث يصعب على العامة وقليلي العلم والخبرة من الشباب (خاصة) التمييز بينهما.
لذا فقد وجد الضالون والمضللون وكذا الحاقدون المغرضون على الإسلام والمسلمين غاياتهم في استقطاب الشباب واختطاف عقولهم والتغرير بهم عبر هذا الإعلام الجديد، إما لانتهاج التطرف في دينهم أو الانسلاخ عنه، حتى رأينا – بعين الأسى – بعض شبابنا – في عمر الزهور – يساقون إلى تفجير أنفسهم في أكثر من موقع لبيوت الله ويقتلون الركع السجود!! وفي المقابل رأينا بعض الأقلام المأجورة الموتورة تركب الموجة فتتهم الإسلام بأفعال هؤلاء وتدعو إلى الإنسلاخ عنه!!
أيها الأخوة:
لقد أدركت رابطة العالم الإسلامي هذا الخطر المحدق بالأمة ودينها الحنيف، فعقدت الدورة العاشرة لمؤتمركم الموقر على عنوان «مشكلات الشباب المسلم في عصر العولمة»، ثم تابعت الطرق بعقد دورتها الحادية عشرة على موضوع «التحديات الإعلامية في عصر العولمة» وها هي اليوم تنفذ إلى عمق معالجة المشكلة بانعقاد مؤتمركم الآني لبحث موضوع «الشباب المسلم والإعلام الجديد» وتجمع له هذه النخبة من العلماء الأجلاء المتخصصين وتنتقي المحاور الكفيلة بتسخير جهودهم في مجابهة هذا التحدي الخطير الذي يواجهنا جراء الغزو الفكري الذي يتربص بنا في منابر هذا الإعلام الجديد، سواء من داخلنا، أو بفعل أعدائنا في الخارج، الذين يخططون لهزيمة مشاريعنا الحضارية.
وها هي أمتكم تتطلع إلى القول الفصل منك بوضع استراتيجية شاملة ملزمة لنا جميعاً، دولاً وحكومات وأفراداً، في مواجهة هذه الفتنة الكبرى.
وفقكم الله وسدد خطاكم وأثابكم خير الجزاء على ما تقدمون لأمتكم من جهد مخلص فاعل وأمين يخلص مسيرتها مما يحاك لها ولأبنائها في هذا الظرف الدقيق.
وختاماً .. أتوجه بخالص الشكر والتقدير لسماحة رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، ولمعالي أمينها العام، على الجهود المميزة التي تبذلها الرابطة في خدمة الإسلام والمسلمين، ولكم جميعاً معاشر علمائنا الأفاضل.. ولكل الحضور الكريم .