قد يكون العام 2020 هو الأسوأ للشركات على مستوى العالم بصورة عامة وليست على إطلاقها، باعتبار أن هناك شركات استفادت بحكم طبيعة نشاطها التي تتناسب مع جائحة “كورونا” عن بعد، تطبيقات انتعشت وبرزت وارتفعت أسهم شركات ذات صلة بكورونا “كزوم” وغيرها، ولكن نتحدث عن أداء الشركات في القطاع الخاص على مستوى العالم، هل كانت مستعدة لمثل هذه المتغيرات والأحداث التي تعتبر صعبة جداً؟ ويصعب إطلاق حكم عام على الشركات كيف واجهت الجائحة؟ ويصعب وضع كل الشركات على مستوى العالم بميزان واحد للحكم، فالجائحة مختلفة التأثير والأثر من دولة لدولة، فبعضها تركت للسوق، وبعضها دعمت نسبياً، وبعضها دعمت بقوة ولم تتأثر كما أجد في المملكة ولله الحمد، والشركات اتضح في غالبها خاصة المتوسطة والصغيرة قد لا تستطيع أن تواجه الجائحة منفردة على مستوى العالم، فحين يحدث انكماش اقتصادي كما نشهد في أوروبا وإغلاقات من جديد فهذا يعني أثراً بالغ القوة على الشركات والمؤسسات، وهذا ما يدعم أهمية أن تقوم الشركات مهما كان حجمها بوضع خطط وتوقعات بقدر ما تستطيع لمواجهة مصاعب قد لا تكون بالحسبان خاصة في مسألة التدفق النقدي والتوسعات، بحيث تضمن تدفقات جيدة وتوسعاً محسوباً.
الدروس المستفادة من الجائحة كبيرة جداً، كما استفادت الدول والعالم من خلال هذا الوباء، أيضاً الشركات والمؤسسات ورواد الأعمال يجب أن يستفيدوا من هذه الأزمة بكيفية مواجهة الظروف لاستمرار الأعمال، وتنويع مصادر الدخل، وأهمية الابتكار، والمرونة، وسرعة القرار، وأهمية الحفاظ على القوى العاملة وهي مصدر قوة للشركات، مزيج هائل من الدروس التي علمتنا إياها أزمة كورونا حتى لا تكون كلها سلبية ففيها من الدروس الشيء الكثير.
حتى الدول أعتقد تعلمت واستفادت من هذه الأزمة بكل أوجهها، ودول تجاوزتها بكل احترافية وقوة وتمكن، وأفخر أن بلدي منها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان، فقد قادا المملكة إلى بر الأمان – ولله الحمد – خلال هذه الجائحة، من البداية وحتى بداية إعطاء اللقاحات كأول دولة عربية تبدأ بها، فلا شركات خرجت من السوق أو أفلست، ولا بطالة ارتفعت، وهناك دعم هائل كبير مالي للقطاع الخاص والقطاع المصرفي، مزيج من العمل الكبير قامت به الدولة، وتميز كبير عن جميع دول العشرين كما نشاهدها، وهذا فضل كبير ولله الحمد، ودروس قدمتها المملكة في رعاية الإنسان وقيادة اقتصاد في ظل جائحة لم تبق ولم تذر.