متابعات – الرياض :
تنطلق اليوم فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 29) مقتربا من ثلاثة عقود من مسيرة النجاح المتواصل على مختف الأهدف التي سعى إليها المهرجان، على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، لتصبح الجنادرية أبرز المناشط الثقافية محليا وعربيا، بما تقوم عليه من رؤى وتطلعات جمعت الأصالة بروح المعاصرة وذاكرة المكان بمستقبل الإنسان، التي رسم مسيرة نجاحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – أيده الله بنصره وتوفيقه – الذي يحظى ضيوف المهرجان باللقاء به في كل دورة من دورات الجنادرية.
لقد حظي المهرجان عبر مسيرته بالرعاية والدعم اللامحدودين من لدن خادم الحرمين الشريفين، وبمتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، الذي يتابع تفاصيل النجاح لكل دورة من دورات المهرجان، الذي يسعى إلى التأكيد على القيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ لتصور البطولات الإسلامية لاسترجاع العادات والتقاليد الحميدة التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف.
كما يهدف المهرجان – أيضا – في سياق هذه الرؤية الحكيمة إلى إيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه، وبين الانجازات الحضارية التي تعيشها بلادنا في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات، والعمل على إزالة الحواجز الوهمية بين الإبداع الأدبي والفني وبين الموروث الشعبي، إضافة إلى ما تحرص الجنادرية عليه في ميادين تشجيع اكتشاف التراث الشعبي، وبلورته بالصياغة والتوظيف في أعمال أدبية وفنية ناجحة، إلى جانب سعيها الحثيث على الاهتمام بالتراث الشعبي ورعايته وصقله والتعهد بحفظه من الضياع وحمايته من الإهمال.
كما يسعى المهرجان إلى العمل على صقل قيم الموروث الشعبي، ليدفع برموزه إلى واجهة المخيلة الإبداعية ليكون في متناول المبدعين خيارات من موروثاتهم الفنية بألوان الفن والأدب، والحرص على تشجيع دراسة التراث للاستفادة من كنوز الايجابيات كالصبر وتحمل المسؤولية والاعتماد على الذات، لتدعيمها والبحث في وسائل الاستغلال الأمثل لمصادر البيئة المختلفة.
وعلى مستوى العمل على التعريف بالموروث الشعبي، حرص المهرجان ضمن مجموعة أهدافه على التعريف بموروثنا الشعبي بواسطة، تمثيل الأدوار والاعتماد على المحسوس، حتى تكون الصورة أوضح وأعمق وأبلغ، وذلك لإعطاء صورة حية عن الماضي بكل معانية الثقافية والفنية.
وفي سياق اهتمام المهرجان الوطني للتراث، بالجانب الثقافي، يأتي تكريم الشخصية المحتفى بها في كل دورة من دورات الجنادرية صورة وطنية مشرقة دأب المهرجان عليها في صورة جلية لتكريم العلم والاحتفاء بمنجز المفكرين والمبدعين في مشهدنا الثقافي الوطني، لتصبح بذلك الجنادرية موسم تتويج ثقافي يترقبه الكثيرون من أبناء الوطن، من أصحاب الإسهامات الثقافية، وأرباب الريادة الفكرية في المملكة، حيث سيكرم المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته التاسعة والعشرين لهذا العام الأديب سعد بن عبدالرحمن البواردي، وعبدالله بن أحمد شباط.
وبمشاركة أكثر من ثلاث مئة مفكر ومثقف عالمي في فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية 29″ الذي تقام فعالياته بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات، حيث تبدأ أول ندوات المهرجان يوم غد بعنوان ” المملكة والأمن القومي العربي ” يديرها الدكتور خالد بن نايف بن هباس ويشارك فيها كل من الدكتور صالح المانع والدكتور ماجد المنيف من المملكة والدكتور صالح القلاب من الأردن واللواء سامح سيف اليزل من مصر.
كما يعقب الندوة (حوار مفتوح) عن “الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد المنجزات والمعوقات” يشارك فيه الأستاذ محمد بن عبدلله الشريف، والدكتور عبدلله بن عبدالعزيز العبد القادر، والدكتور اسامة بن عبدالعزيز الربيعة، إضافة إلى عدد من رجال القضاء والقانون والإعلام، حيث يعقب ذلك أمسية شعرية يديرها جاسم الصحيح من المملكة، ويشارك فيها الشعراء: هشام الجخ من مصر ووليد قصاب من سورية، وسعيدة بنت خاطر من عُمان، ومحمد جبر الحربي، وفواز اللعبون، وزايد حاشد الكتاني من المملكة.
أما يوم الجمعة فيقام ندوة بعنوان “حركات الإسلام السياسي والدولة الوطنية: الخطاب والواقع” يديرها الدكتور سليمان الضحيان من المملكة ويشارك فيها الدكتور مختار نوح من مصر، والدكتور مهند مبيضين من الأردن، والدكتور رشيد الخيون من العراق، والدكتور عبدالملك احمد آل الشيخ من المملكة، تتبعها ندوة ” حركات الإسلام السياسي والدولة الوطنية: السعودية والتيارات السلفية في العالم العربي.. التوافق والاختلاف” يديرها الدكتور أحمد عثمان المزيد من المملكة، ويشارك فيها الشيخ الدكتور صالح بن حميد من المملكة، والشيخ أحمد ولد المرابط من موريتانيا، والشيخ داعي الإسلام الشهال من لبنان، والدكتور عبدالحكيم أبو اللوز من المغرب.
كما تتواصل ندوات المهرجان يوم السبت المقبل، بعقد ندوة بعنوان “حركات الإسلام السياسي والدولة الوطنية.. التحولات السياسية في الوطن العربي: رؤية من الداخل “يديرها محمد رضا نصرلله من المملكة، ويشارك فيها كل من الدكتور محمود جبريل من ليبيا، والدكتور ضياء رشوان من مصر، والدكتور مهدي مبروك من تونس، والدكتور نجيب غلاب من اليمن، والدكتور ثروت الخرباوي من مصر، فيما يعقد الشق الثاني منها بعنوان ” حركات الإسلام السياسي والدولة الوطنية .. حركات الإسلام السياسي ومفهوم المواطنة ” يديرها الدكتور عبدلله البريدي من المملكة، ويشارك فيها الدكتور يوسف مكي، وبدر العامر من المملكة، والدكتور جمال سلطان من مصر، والدكتور عبدالحميد الأنصاري من قطر.
أما مساء السبت فتعقد ندوة تحت عنوان “حركات الإسلام السياسي والدولة الوطنية.. وتجربة السلطة والحكم” يديرها الدكتور زهير الحارثي من المملكة، ويشارك فيها الدكتور أبو يعرب المرزوقي من تونس، والدكتور عبدلله النفيسي من الكويت، وأيمن الصياد من مصر، والدكتور ضياء أونيش من تركيا، والدكتور ولي نصر من أمريكا.