«ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» [في الصحيحين]. والمتأمل للنصوص التي جاءت آمرة بالصدقة مرغبة فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذي قد لا يصل إلى مثله غيرها من الأعمال، حتى قال عمر رضي الله عنه: “ذكر لي أن الأعمال تباهي، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم” [صحيح الترغيب].
تعددت أوجه الصدقات ومنها :
زراعة الأشجار والنباتات قال النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِنْ مسلمٍ يَغرسُ غَرْساً، أو يزرعُ زرعاً، فيأكلُ منه إنسانٌ، أو طيرٌ، أو دابَّةٌ، إلا كان له صدقةٌ).
الصدقة الجارية وهي التي يستمر ثوابها حتى بعد موت صاحبها، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا ماتَ الرجلُ انقطعَ عملُهُ إلَّا من ثلاثٍ: ولدٍ صالحٍ يدعو لَهُ، أو صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفعُ بِهِ).
الصدقات المعنوية هي الصدقة التي لا تعتمد على المال، ويكون هدف المسلم منها التقرب إلى الله؛ مثل القيام بالعبادات، وقراءة الأذكار، وغيرها من الأعمال مثل:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. السعي في تعليم الناس ما ينفعهم. إقراء القرآن وتعليمه للناس. إزالةُ الأذى عن الطريق لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وتميط الأذى عن الطريق صدقة).
تقديم العون والنفع للناس، ودفعُ الأذى عنهم. الدُّعاء للمسلمين. المداومة على ذكر الله كالتسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، فتعد من الصدقات التي تثقل ميزان المسلم يوم القيامة؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ بكلِّ تسبيحة صدقة، وكلِّ تكبيرة صدقة، وكلِّ تحميدة صدقة، وكلِّ تهليلةٍ صدقة).