نظمت جميعة الثقافة والفنون بالأحساء مساء أمس الخميس، بالشراكة مع مشروع أرض الحضارات، أمسية رمضانية اجتمع فيها الفن التشكيلي بلوحات تصويرية تنحت على الصخر معاني الشعر وجمال المفردات وكلمات كانت مرفأً ترسو فيه “الأم” بدورها الفاعل في بناء الإنسان والمجتمع، وذلك على مسرح مشروع أرض الحضارات.

وبحضور لفيف من الشعراء والمثقفين والصحافيين والإعلاميين والزوار، أشارت مقدمة الأمسية سديم البشير إلى عمق معنى هذا الاسم (الأم) وقيمته في الحياة.

استهلت الأمسية الشاعرة تهاني الصبيح بمجموعة من قصائدها الشعرية، منها: سدرة وخضاب، وتهوي إلي، وقصيدة وطنية بعنوان “وطن على خارطة المعنى”، والتي شدت الحضور، قالت فيها:

ووجدتهُ مذ أغرقتني موجةٌ
للعمقِ مدّ إلى شعوريَ حبلَهُ

ووجدتهُ جذراً يشدّ بدايتي
وأنا كزرعٍ لا يفارقُ أصلَهُ

ووجدتهُ الفلّاحُ رغم تصحّرٍ
مازال يبذرُ في الحنايا نُبلهُ

وطنٌ نسجتُ من البوارقِ بشتَهُ
من قال أنّي سوف أنقضُ غزلَهُ !؟

وفي كلمة لعضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل الدكتور “سعد الناجم”، تحدث فيها عن دور النساء العربيات في صناعة مجتمعاتهن وتنشئة أجيالهن، رابطاً إياه بالدور الرائد للمرأة في عصر التمكين وقيادة رؤية التطور والنماء.

وأكد عضو المجلس البلدي سابقاً علي السلطان، بأن المواهب الشعرية الأحسائية كانت موجودة عبر التاريخ، ومعلقة “طرفة بن العبد” خير وثيقة على ذلك.

وأهدى عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل الدكتور هاني الملحم نصاً شعرياً للشاعرة “الصبيح”، كنموذج للمرأة الفاعلة في مجتمعها وأسرتها وعطائها وإبداعها.

أما الشاعرة حوراء الهميلي بدأت مداخلتها بمقولة “أن العالم بأسرة يشدنا إلى الأسفل، لكن أيدي من يحبوننا تدفعنا إلى أعلى دون كلل”، وإن اليد التي دفعتها إلى الأعلى هي يد الأستاذة تهاني.

ورصدت “أصداء الخليج” أجواء توقيع الشاعرة تهاني الصبيح ديوانها “وجهُ هاجَر”، الذي يتألف من 104 صفحة، من القطع المتوسطة، ويضم عدد 27 قصيدة، تنوعت بين التفعيلية والعمودي، والصادر عن نادي المدينة المنورة الأدبي، برعاية مكتبة ديوان الفرزدق.

وفي الختام كرم الدكتور محمد البشير نيابة عن مدير جميعة الثقافة والفنون بالأحساء المشاركين، مشيداً بالحفل وفقراته.