إمام المسجد النبوي: المسلم يخدم دينه من منطلق حمْلِه للرسالة
تعليقات : 0
أصداء الخليج
المدينة المنورة – أصداء وطني :
تحدّث إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة اليوم، عن استخلاف الإنسان في الأرض؛ موصياً المسلمين بتقوى الله عز وجل.
وقال “الثبيتي” في خطبة الجمعة: “من حكمة الله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى؛ أن جعل الإنسان خليفته في الأرض يقيم سننه ويُظهر عجائب صنعه وأسرار خليقته وبدائع حكمة ومنافع أحكامه، وهل وجدت آية على كمال الله تعالى وسعة علمه أظهرُ من هذا الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم، واقتضت رحمة الله وسنته في خلقه أن يستخلف عن الأرض من يشاء من عباده، قال تعالى {إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده}”.
وأضاف: “الاستخلاف امتحان لقوله تعالى: {عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون}، ويرث الأرض مَن أحسن بواجب الخلافة، {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون}؛ مشيراً إلى أن الاستخلاف يقتضي عبادة الله وتحقيق نهج الله والصلاح والإصلاح وتعمير الأرض، وبناء الحياة بالقول والعمل والإنتاج، والتعليم والتعلم، {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض}”.
وأردف: “المسلم الذي يقبل الإسلام ديناً تصبح رسالته الالتزام بهذا الدين، والدعوة إليه، ونفع الخلق؛ وبهذا يكون عضواً نافعاً يثمر الخير، ويقبل على الفضل والبر، ويغدو شعاع نور وبركة، قلبه مفعم بالمحبة ويده مبسوطة بالنعمة”.
وتابع: “المسلم يعيش من أجل رسالة سامية وغاية نبيلة يحيا من أجلها، ويكافح في سبيلها، يحقق الصالح العام، يُسَخّر من أجل رسالته عمله ويخدم من مركزه دينَه”.
وقال “الثبيتي”: “صاحب الرسالة يبدأ بإصلاح نفسه ومحاسبتها، وتمتد رسالة المسلم إلى تمدد نفعه وإصلاح غيره ورعاية الآخرين، مع سمو الغاية وعلوّ الهمة، بحراسة الملة وخدمة الأمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى يحبّ معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها)؛ فالمسؤول المسلم رسالته في الحياة تحقيق مصالح رعيته بإقامة العدل وإحقاق الحق، ويجتهد في تحقيق ما ينفعهم ودفع ما يضرهم في دينهم ودنياهم، وأن يأخذ على أيدي السفهاء والفسقة ويردعهم عن المعاصي والظلم”.
وأضاف: “رسالة العلماء في الحياة عظيمة؛ فهم خلفاء الرسل وورثة الأنبياء، وواجب عليهم حماية المجتمع من الجهل وفساد العقائد، وعلى المربي المسلم أن يجسّد النموذج الصحيح للمسلم بإصلاح الحال وتربية الأجيال، والمرأة المسلمة رسالتها في الحياة تعهد الفضيلة في المجتمع، وبناء وحراسة وتكوين المجتمع الصالح زوجة وأماً”.
وأردف: “رسالة الإعلام المسلم عظيمة لضخامة تأثيره وسعة أثره في تبليغ رسالة الإسلام وتوضيح هديه والذود عنه؛ فهو يخدم الإسلام قولاً وفعلاً، ويقاوم الإلحاد والرذيلة، ويحصّن العقل والقلب من غواية الرذيلة وضلالة الأفكار المنحرفة”.