من الأقوال المأثورة للأديب فكتور هوجو ( أن كل صخرة هي حرف.وكل بحيرة هي عبارة.و أن كل مدينة هي وقفة.فوق كل مقطع. وفوق كل صفحة لي هناك دائماً شيء من ظلال السحب او زبد البحر) ذلك هو الوصف البليغ لواقع الكتابة في أي وقت.وكما يعلم الجميع أن الإبداع نزفا يولد من رحم المعاناة. وان الكاتب الجيد هو الذي يجب أن يدرك أنه لابد ان يكون الأكثر تعايشا مع المجتمع وما يمس هموم الناس وظروف حياتهم ويكون قريباً إلى قلوبهم أن كان يريد أن يكون كاتبا متميزاً ويبحث عن جودة الطرح المتناغم مع تفاعل مشاعر الناس!
إن الواجب على الكاتب المبدع أن يكون واضح الفكر جريئا صادقا ويختار المواضيع التي يمكن أن يصل من خلالها إلى قلوب الجمهور ويحس بهم كونه جزء من المجتمع. ويعيش واقعهم الحقيقي.
كما يجب على الكاتب تحديد الفرص التي يريد من خلالها الكتابة وأن يمارس فن الإقناع بتوصيل أفكاره إلى الناس من خلال ما يتناسب مع واقع مجتمعه مع اشتراط أن يكون صاحب خلفية لغوية و نحويه وانضباط في تسير الكلمات في جمل يكتبها ويعبر من خلالها للوصول بأفكاره إلى القارى الذي يبحث عن استفزازه بطرحه المتناغم مع مشاهد الساحة وما يدور بها من أحداث.
إن المقالة بالنسبة للكاتب الصادق القريب من الناس هي مثل الحقل الذي يرعاه ويرتبه ويسقيه ويسعى إلى خدمته والعناية به ولابد أن تكون المقالة مقدمة وفكرة رئيسية وخاتمة مع ضرورة أن يكون الكاتب صاحب طرح موضوعي وراصدا للمشهد بعين ثاقبة. أن ممارسة الكتابة بشكل مستمر سوف تخلق عراقة روحية بين الكاتب والقلم خاصة أن الكاتب الجيد هو الذي قبل أن يبدأ بكتابة مقالته يضع لها مخطط تصوري أشبه مايكون يوضع خطة عمل لمشروع تجاري مع ضرورة أن يتلمس مايحتاجه الناس ويبقى في محيط همومهم وهو القادر على ترجمة المفردات والجمل ويجمل الأفكار والعبارات حتى تصل إلى قلوب القراء واختيار مايناسب همومهم حتى وإن لم يروق له في بعض الأحيان.
ولكل كاتبا فكر خاص به كقلم يعبر من خلاله عن مشاعره ويجسد آماله وطموحاته حتى يكون قريبا من القارى ولا يستغفله خاصة إن الواقع أصبح مكشوف والعالم أصبح قرية صغيرة فكل من يملك وسيلة إتصال رقمي أصبح وزارة اعلام متنقله ترصد و تبحث وتنشر في كل زمان ومكان.
إن طرح الكاتب لمشاكل أمته ومجتمعه وقضايا الرأي العام والتجارب الحياتية والإنسانية يهدف إلى طرح حلول لواقع تلك الأحداث.او البحث عن من يساهم في حلها وفق السلطات الثلاث وبما يتوافق مع طبيعة أي مجتمع رغم المتغيرات والأحداث المورقه في معظم الأحيان.