قال المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله المطلق: إن المصيبة التي أصابتنا في الأمن الفكري أتت إلينا من الغزو الفكري، الذي طال بعض أبنائنا في مقتل حتى أصبح بعضهم منحرفاً فكرياً يعتقد أن الحكام والعلماء ورجال الأمن كفرة ومن أكبر الخارجين عن طريق الخير الذي يرسمه له إبليس.
وأضاف، خلال تدشين فعاليات حملة هذا سبيلي بمدينة تدريب الأمن العام بالرياض اليوم الأحد، أن صاحب تلك الأفكار يتمنى لو خليت الأرض منا وهو أحد أبنائنا عاش في بيوتنا ودرس في مدارسنا واجتمع بنا، لكنه أصابه داء اسمه “الزيغ”.
وأوضح، أن الله تعالى حذرنا من ذلك الزيغ في القرآن الكريم بقوله تعالى “ربنا لا تزغ قلوبنا”، وأن الزيغ قد بلغ منتهاه من بعض الشباب حين أحب إراقة الدماء وقتل قرابته الأبرياء وتكفير العلماء ورجال الدولة.
وأشار المطلق إلى أن من أعظم وأشد ما تبتلى به الأسرة أن يكون في أبنائها واحدٌ من هؤلاء المتطرفين وتعيش الأم في بلاء عظيم ويعيش الآباء في هَمّ وغم ينتظرون فواجع الأيام ولا يعرفون ماذا يفكر فيه هذا المتوحش إزاء إخوانه وشركائه في الوطن.
وشدد المطلق على أهمية الجلوس مع الأبناء ومحاورتهم وإبداء المحبة لهم والوقوف معهم، وبهذا نصل إلى قلوبهم خاصة هذا العصر، ولابد من الحوار معهم والتغاضي والنصح لهم فهذا هو أسلوب الأنبياء.
وأكد أن بعض مدمني المخدرات الذين مروا عليه يقولون إن من أفسد مستقبلهم آباؤهم، بشدتهم معهم وعدم الحوار معهم بل يصل بالبعض منهم إلى طرد أبنائه من البيت؛ ما يجعلهم صيداً سهلاً لمروجي الأفكار الهدامة.
وقال مدير إدارة التوجيه الفكري والمعنوي بالأمن العام اللواء الدكتور مشبب القحطاني: “رجال الأمن لدينا كلهم أصحاء وكلهم ولاء وطاعة ولكن هذا تنوير لمواجهة ما يرصد من غزو واستهداف لهم، فوسائل التواصل مليئة بالأفكار المنحرفة وبرامجنا مستمرة للوقاية منها”.
وتابع، أن الأهداف الرئيسة التي تسعى لها حملة الأمن الفكري “هذه سبيلي” تعزيز الانتماء للوطن وتحقيق وحدته وأمنه، وكذلك التأكيد على مبدأ طاعة ولاة الأمر ورعاية مصالح البلاد، وتحقيق الأمن الفكري لرجل الأمن وحمايته من التيارات الضالة والأفكار الهدامة.