أعلن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) الانتهاء من تصوير فيلم “طريق الوادي” الذي تم الإعلان عنه في العام الماضي ضمن مشاركة “إثراء” في الجناح السعودي في مهرجان كان السينمائي 2021م وذلك استعداداً لإطلاقه في العام القادم. فالفيلم الذي اتخذ منحى مغاير عن الأفلام الروائية، وجاب أكثر من 10 مواقع تصوير في وسط المملكة وجنوبها، أشبه بالمغامرة، لاسيما بعد أن تم بناء قرية كاملة لتصوير الفيلم السينمائي في منطقة تنومه جنوب المملكة والتي ستبقى معْلمًا دائمًا لأهالي المنطقة ما يميزها عن غيرها، حيث عمد “إثراء” إلى تصوير قصة الفيلم الذي أعاد الحياة لقصر “المقر – النماص” بعد أن كان مغلقًا لفترة تجاوزت 8 أعوام، ما أسهم في انتعاش حركة السياحة وجذب الزوّار إلى المنطقة، في حين تم تصوير مشاهد أخرى في قرية “صدريد” التي تتنفس بشموخها وتمتاز بصلابة جذورها.
وأوضح رئيس الفنون المسرحية والسينما في “إثراء” والمنتج لفيلم “طريق الوادي” ماجد زهير سمّان، “أن صناعة السينما متنامية في المملكة وتشهد تسارع يتطلّب تحفيز وتهيئة البيئة السينمائية، ومن منطلق التزام “إثراء” في دعم الإنتاج السينمائي فإنّنا نعمل على الارتقاء بمستوى المواهب المحلية وصولًا إلى العالمية، عبر تمكين صانعي الأفلام وتحقيق طموحاتهم، مشيرًا إلى أن فيلم “طريق الوادي” سيكون بمثابة وجهة للتغيير في عالم صناعة الأفلام، حيث وظّف الفيلم أدوات إبداعية ابتكارية تستخدم لأول مرة في الإنتاج السينمائي.
فمن خلال محاكاة قصة الفيلم نستكشف شخصية الطفل “علي” الذي يعاني من متلازمة الصمت، إذ ضلّ طريقه أثناء ذهابه لرؤية طبيب في قرية مجاورة، فيجد نفسه وحيدًا في مكان ناءٍ، حيث لا يمكن لسلسلة من العقبات والتحديات أن تمنعه من اكتشاف العالم الذي ينتظره؛ لتُدرك عائلته لاحقًا بأن ما يعانيه علي ليس مرض وإنما ميزة، تمنحه سيل من الخيال والتخيّل الذي يجسّده أبطال الفيلم.
مواقع التصوير تشكل أبرز محطات المخرج السعودي خالد فهد، في تجريه مدهشة؛ ليحكي تفاصيل قصة “طريق الوادي”، للوصول إلى تمازج أحداث الفيلم بطريقة متسلسلة وآمنة، فخلال 180 يومًا متواصلة وهي مرحلة التحضير والاستعداد، لم تتوقف الطموحات على بقعة التصوير وأمكنته، وإنما حرص الفريق على إنشاء مؤسسة إنتاج خاصة للفيلم، فضلًا عن توظيف أكثر من 120 فنان مختص في مجال صناعة الأفلام لمرحلة ما قبل الإنتاج، و تخصيص 30 يومًا لتجارب أداء وتصوير متنوعة، ناهيك عن القيام بـ 20 رحلة استكشافية لمواقع التصوير بمدينة الرياض وجنوب المملكة، رافقها أكثر من 10 جلسات استشارية مع مختصين في صناعة الأفلام، والتي تهدف إلى تطوير نص الفيلم وحيثياته ضمن بوتقة تنصهر بها قصة الفيلم، في حين تم تخصيص 80 جلسة تدريب لأبطال الفيلم وطاقم العمل.
لم يقتصر الفيلم على جانب التصوير والتمثيل ورواية أحداث القصة، وإنما تعداه إلى ضخ دماء جديدة في قطاعات عدة تركت تأثيرًا اجتماعيًا واقتصاديًا في المحافظة، التي شهدت مسيرة إنتاج الفيلم وتصويره، حيث ساهم وجود فريق العمل هُناك حراكًا اقتصاديًا تمثّل في دعم المبدعين وإيجاد فرص عمل لقطاعات متعددة كالحراسات الأمنية والحِرف اليدوية والمقاولات، ناهيك عن إتاحة فرصة لسكّان المنطقة للمشاركة في تمثيل بعض مشاهد الفيلم.