نظم نادي الأحساء الأدبي الثقافي مساء أمس الثلاثاء أمسية ذات صبغة فكرية ومساحة ثرية للثقافة بعنوان “أمسية المنتديات الثقافية والحوار المجتمعي – منتدى الثلاثاء نموذجا”.
افتتح الفعالية رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري بحديث عن الأحساء وثروتها الثقافية ودور النادي المجتمعي المتواصل ورفده للمواضيع المطروحة على الساحة، ثم أخذ الضيوف جولة في أركان النادي وزاروا فعالية ركن الأديب الصغير بإشراف أ. مها النصار تحت عنوان “نرسم ونتعلم”، والمدربة جواهر الشهيل بحضور عدد يفوق الخمسين طفلا وطفلة.
وبحضور عدد كبير من المثقفين والأدباء، قدم الأستاذ جعفر الشايب محاضرة بعنوان “المنتديات الثقافية والحوار المجتمعي .. منتدى الثلاثاء الثقافي نموذجاً”، وأدرها الأستاذ فيصل المغلوث.
وتطرق “الشايب” في محور المحاضرة الأول عن الحوار المجتمعي الضرورة الغائبة: وإن سنة الاختلاف بين البشر أمر طبيعي، وأضاف: أن حكومتنا الرشيدة قامت بإطلاق عدة مبادرات وبرامج تصحيحية محلية وخارجية من أجل نشر ثقافة الحوار والتوعية بها بين أفراد المجتمع، والدور الكبير الذي يلعبه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الذي قام ويقوم بجهود كبيرة في عقد لقاءات وملتقيات وبرامج تدريبية متنوعة تهدف إلى جعل الحوار منهجا أساسيا في البرامج التربوية والتعليمية والسلوك الاجتماعي. وإن هذه الجهود الرسمية المهمة أتت أكلها بشكل أو بآخر وساهمت في تخفيف حدة التوتر وإبراز ما يتميز به المجتمع السعودي من تنوع بين مكوناته المختلفة.
وبين “الشايب” في المحور الثاني للمحاضرة دور المنتديات الثقافية وموقعيتها فقال: لعل أبرز ما تتميز به المنتديات الثقافية أنها حافظت على طبيعتها كمجالس أهلية تسودها الحميمية والألفة على الرغم من تطور برامجها ونماذج عملها وخرجت عن الإطار التقليدي للديوانيات، وإن المنتديات الثقافية لعبت في المملكة دورا مهما في تقديم وطرح الرؤى والأفكار المختلفة بشكل عام، وتناول العديد من القضايا والمواضيع التي تمس الشأن الوطني والفكري والتحولات التي يمر بها المجتمع السعودي.
وتطرق “الشايب” في المحور الثالث، لتجربة منتدى الثلاثاء الثقافي، وأنه انطلق عام 2000م كمنتدى ثقافي اهلي غير ربحي في محافظة القطيف على يد مجموعة من المثقفين، هادفا إلى تجسير العلاقات بين النخب الثقافية، وتعزيز حالة الحوار، وطرح القضايا والمواضيع التي تهم المجتمع، والتعريف بالمبادرات، والبرامج الثقافية، والاجتماعية. وينظم المنتدى ندوات اسبوعية مساء كل ثلاثاء تشمل محاضرة رئيسية، ومعرض فني، وعرض فيلم قصير، والتعريف او التكريم لشخصية او مبادرة، وعرض وتوقيع كتاب.
وأوضح “الشايب” في المحور الرابع، سبل تطوير المنتديات الثقافية الثلاثة وهي:
– تحويل المنتدى الثقافي من نشاط فردي إلى مؤسسي.
– إرادة الاستمرارية والتجدد التي تتطلب توفر دينامية إدارية تعمل على تطوير النشاط الثقافي الذي يواكب المتغيرات الاجتماعية والثقافية من جهة، ومن جهة اخرى تعمل على حماية المنتدى من التآكل الداخلي المتمثل في ضعف التخطيط، ومعالجة العقبات المادية والمعنوية.
– إيجاد صيغ تواصل مناسبة مع الجهات الرسمية ذات العلاقة كوزارة الثقافة، وتعزيز التعاون والتكامل مع المؤسسات الرسمية القائمة المعنية بالشأن الثقافي كالأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون
وفي الختام فتح المجال للمداخلات من قبل الحضور فكانت متنوعة ثرية عميقة، ثم كرم رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري المحاضر والمقدم ووفد “منتدى الثلاثاء الثقافي” وأخذ الصور التذكارية.