الملك إلى القاهرة.. وشعار المؤسس حاضر: “لا غنى للعرب عن مصر ولا غنى لمصر عن العرب”
تعليقات : 0
أصداء الخليج
الرياض – أصداء وطني :
تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- إلى الشقيقة جمهورية مصر العربية لتؤكد الكثير من عمق الروابط الأخوية ووحدة المصير، وتاريخ عريق وهو ما اختصره ربما سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية ومندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد القطان في قوله إن السعودية ومصر هما “جناحا الأمة”.
هذه الزيارة التي تأتي أيضاً في مرحلة مفصلية في ضوء الأحداث الخطيرة في المنطقة، وتضم ربما أكبر وفد سعودي يرافق مليكه لبلده الثاني تنتظرها أجندة حافلة، ويتوقع لها تقديم نقلات نوعية في علاقات البلدين الذين يوصفان بأن على عاتقهما تقع مسؤولية الحفاظ على الصف الإسلامي والعربي.
العلاقات بين البلدين بتاريخها الحافل تستند للمكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.
كما أن التقارب والتشاور السعودي المصري لا يكاد يتوقف، وعلى سبيل المثال فقد ذكر تقرير صحافي أنه في 13 شهراً تم رصد أكثر من 17 لقاءً واتصالاً بين مسؤولي البلدين للتفاهم والتنسيق.
مجالات حيوية
أجندة الزيارة تتصدرها عناوين قوية وعاصفة وفقاً لتوقعات المراقبين أن تشمل بالإضافة لتعزيز التقارب والإخاء بين البلدين منذ عقود، وامتداداً للمواقف التي تم الإعلان عنها في إعلان القاهرة التاريخي في 30 يوليو 2015م، أن تشمل توقيع اتفاقيات عديدة في مجالات حيوية جداً مثل الجانبين العسكري والاقتصادي، وتعزيز الاتفاقيات التجارية.
من تلك التوقعات ما نُقل عن السفير فتحي الشاذلي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وسفير مصر السابق في السعودية أن الزيارة ستناقش العلاقات الثنائية، والمشكلات الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة السورية أيضاً. بالإضافة لسعي السعودية لإحداث ذوبان للثلج في العلاقة بين مصر وتركيا.
تاريخ متميز
على موقع وزارة الخارجية السعودية إشارات لعمق العلاقات التاريخية بين البلدين، والتي بدأت من إدراك المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود بكل وضوح الأهمية الاستراتيجية للعلاقات المصرية السعودية، وانتهى إلى مقولته الشهيرة “لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب”.
التاريخ طويل وحافل، ويمكن رصد أبرز المحطات التاريخية في العلاقة في:
– منذ أن بدأ المغفور له بناء الدولة السعودية الحديثة في عام 1902 حرص على إيجاد علاقة قوية مع مصر.
– عام 1355 هـ – 1926م عقدت معاهدة صداقة بين البلدين، ثم وقعت اتفاقية التعمير بالرياض في عام 1308هـ – 1939م.
– زيارة المغفور له الملك عبدالعزيز إلى مصر دفعة قوية للعلاقات بين البلدين.
– الزيارات المتبادلة: تؤكد الزيارات المتبادلة بين القيادات المصرية والسعودية على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وقد شهدت العشرين عاماً الماضية العديد من الزيارات المتبادلة بين البلدين على جميع المستويات، فقد قام الرئيس السابق مبارك بأكثر من 30 زيارة للمملكة العربية السعودية خلال الفترة من عام 1981 إلى عام 2007.
– آخر الزيارات في 10 مارس 2016 قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة للسعودية؛ لحضور البيان الختامي لمناورات “رعد الشمال” 2016، بمدينة الملك خالد العسكرية بمنطقة حفر الباطن.
– في 15 ديسمبر 2015 قام الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالسعودية بزيارة لمصر، واستقبله الرئيس “السيسي”، وبحثا نتائج اجتماعات مجلس التنسيق المصري- السعودي المشترك، كما تطرقا إلى التحالف الإسلامي الذي يهدف إلى تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والأفكار المتطرفة، من خلال تشكيل آلية للتنسيق المشترك وتبادل المعلومات.
– في الثاني من ديسمبر 2015 قام المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء بزيارة للسعودية على رأس وفد وزاري رفيع.
– في العاشر من نوفمبر 2015 قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارة للسعودية؛ للمشاركة في أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية.
– في 30 يوليو 2015 قام الأمير محمد بن سلمان بزيارة لمصر، حيث شهد الأمير محمد مع الرئيس “السيسي” الاحتفال بتخرج دفعات جديدة من الكلية الحربية.
– في الثاني من مايو 2015 قام الرئيس “السيسي” بزيارة للسعودية، التقى به خادم الحرمين، وعقدا مباحثات عكست قوة ومتانة العلاقات التاريخية والوثيقة التي تجمع بين البلدين.
– في 27 مارس 2015 قام الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيارة لمصر؛ لحضور القمة العربية في دورتها الـ 26.
– في 28 فبراير 2015 قام الرئيس “السيسي” بزيارة للمملكة، والتقى خلالها الملك سلمان بن عبدالعزيز، ووجّه “السيسي” التهنئة لخادم الحرمين الشريفين على توليه سدة الحكم.
– في 24 يناير 2015 قام الرئيس عبدالفتاح السيسي على رأس وفد رفيع المستوى بزيارة للسعودية؛ لتقديم واجب العزاء في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
– في 19 يناير 2015 قام الرئيس “السيسي” بزيارة سريعة للمملكة العربية السعودية في طريق عودته من دولة الإمارات؛ للاطمئنان على صحة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، واستقبله الأمير سلمان ولي العهد وقتها.
* مواقف مفصلية في تاريخ البلدين:
– أيّدت المملكة مطالب مصر في جلاء القوات البريطانية عن الأراضي المصرية، ووقفت إلى جانبها في الجامعة العربية والأمم المتحدة وجميع المحافل الدولية.
– في 27 أكتوبر عام 1955 وقعت اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين، حيث رأس وفد المملكة في توقيعها بالقاهرة المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز.
– أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وقفت المملكة بكل ثقلها إلى جانب مصر في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
– قدّمت المملكة لمصر في 27 أغسطس 1956 (100 مليون دولار) بعد سحب العرض الأمريكي لبناء السد العالي، وفي 30 أكتوبر أعلنت المملكة التعبئة العامة لجنودها؛ لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر.
– عقب العدوان “الإسرائيلي” على الدول العربية مصر وسوريا والأردن عام 1967، فقد توجه المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز بنداء إلى الزعماء العرب بضرورة الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة المعتدى عليها، وتخصيص مبالغ كبيرة لتمكينها من الصمود. واستمرت المساندة السعودية لمصر حتى حرب أكتوبر 1973 حيث ساهمت المملكة في الكثير من النفقات التي تحملتها مصر قبل الحرب.
– قادت المملكة معركة البترول لخدمة حرب أكتوبر، وجاءت هذه الحرب بنتائجها العسكرية السياسية؛ لتثبت حقيقة استراتيجية مهمة هي أن لقاء مصر والمملكة على استراتيجية واحدة ممثلة في التنسيق الشامل يمكن أن يحقق الكثير للأهداف والمصالح العربية العليا.
– بعد ثورة 30 يونيو عام 2013، وقفت السعودية بقوة منددة بتذبذب المواقف الدولية من مصر.
– في 8 فبراير 2015، أكد خادم الحرمين الشريفين في اتصال هاتفيّ تلقاه من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن “موقف المملكة تجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لا يتغير”.
– مشاركة مصر بقوات جوية وبحرية ضمن التحالف العربي “عاصفة الحزم”، في 25 مارس 2015، من أجل عودة الشرعية في اليمن.
– في 30 يوليو 2015، جاء “إعلان القاهرة”، خلال زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان،، حيث تضمن الاتفاق وضع حزمة من الآليات التنفيذية٬ تشمل تطوير وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين في كل المجالات؛ لتحقيق الأهداف المرجوة في ضوء المصلحة المشتركة.
– وفي 6 أغسطس 2015، قام مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، بحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة على رأس وفد رفيع المستوى من المملكة.
* ملامح التعاون الاقتصادي والتجاري:
الجانبان الاقتصادي والتجاري بين البلدين كبيران ومتناميان، ويمكن الإشارة لأبرز الجوانب في نقاط:
– في 2/ 12/ 2015 عُقد الاجتماع الأول للمجلس التنسيقي السعودي المصري بالعاصمة السعودية الرياض.
– في عام 2015 تم الاتفاق على مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية.
– وفقاً لبيان الهيئة العامة للاستثمار يبلغ حجم الاستثمارات السعودية في مصر 5.777 مليار دولار.
– يحتل القطاع الصناعي المرتبة الأولى، يليه القطاع الإنشائي باستثمارات مليار دولار. وتأتي الاستثمارات السياحية في المرتبة الثالثة.
– يبلغ إجمالي عدد الشركات الاستثمارية التي تم تأسيسها بمساهمات سعودية في مصر أكثر من 2355 شركة.
– تتركز أهم الاستثمارات السعودية في القطاعات الخدمية، والتي تضم خدمات النقل واللوجستيات والصحة والتعليم والاستشارات، يليها الاستثمار الصناعي ثم قطاع الإنشاءات، الاستثمار الزراعي والصناعات الغذائية، الاستثمار السياحي.
– يبلغ إجمالي الإنفاق السعودي في السياحة المصرية نحو 500 مليون دولار سنوياً. والاستثمار في قطاع الاتصالات، ثم الاستثمار في القطاع المالي.
– من أبرز الاتفاقيات الاقتصادية كان في 13/ 10/ 2009 التوقيع على 9 مذكرات تفاهم بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والاستثمارية والصناعية.
– تضاعفت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والسعودية عدة مرات خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات والسنوات الأربع الأولى من القرن الحالي.
– يعد ملف العمالة المصرية في السعودية من أهم الملفات المهمة على صعيد العلاقة بين الدولتين.
المؤكد أن زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر ستكون داعماً قوياً للتضامن بين البلدين على كل المسارات في هذا التوقيت بالذات. كما أنها تفيض بالرسائل إلى كل الجهات، حيث تؤكد الرغبة في تنسيق الجهود من أجل السلام في المنطقة كرؤية سعودية في الأساس، ومن نفس تلك الرغبة الحكيمة للقيادة في البلدين، وخاصة بعد المشاركة في تمرين “رعد الشمال” والتعاون ضمن إطار التحالف العربي.