أصدرت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة هذا الأسبوع كتابًا جديدًا يتناول مظاهر الحج قبل أكثر من 115 عامًا بعنوان:”مشاهدة الحرمين الشريفين ومظاهر الحج من خلال عدسة الحاج أحمد مرزا” من إعداد الباحث الدكتور: صاحب عالم الأعظمي الندوي، وصدر الكتاب في طبعته الأولى 1443هـ/ 2022م
ويتضمن الكتاب الواقع في 240 صفحة تمهيدًا عن الحرمين الشريفين في الخرائط، والرسومات والمنمنمات القديمة، والصور الضوئية الأولية في الهند واهتمام المصورين الهنود بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، كما يضم أربعة فصول تناول فيها الباحث الموضوعات الآتية:
” الحرمان الشريفان في ثقافة الطباعة الهندية المبكرة” وترجمة المصور أحمد مرزا يرحمه الله، وترجمة ودراسة توضيحية لصور مرزا للحرمين الشريفين بواسطة ألبوم دباس، وترجمة ودراسة توضيحية لصور مرزا للحرمين الشريفين بواسطة ألبوم المكتبة البريطانية.
ويتناول الكتاب بالقراءة والتحليل والرصد العلمي مجموعة صور الحاج أحمد مرزا، الذي يُعد أول مصور محترف هندي قدم إلى الأراضي المقدسة للحج في 1325هـ/ 1907م فاستثمر فرصة وجوده فيها لالتقاط مجموعة متميزة من الصور، وبعد عودته إلى الهند طبعها في معمله للتصوير في (دهلي)، كما صدّرها إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة لبيعها على الحجاج والمعتمرين وكافة المهتمين بهذا النوع من الصور والبطاقات.
وانشغل الباحث بالمجموعة المصورة لمرزا منذ زمن يعود إلى بدء إعداده لرسالة الدكتوراه عن المغول في الهند، حيث عثر أثناء البحث – كما يقول في مقدمة الكتاب – على العديد من المرقعات والألبومات للصور والبطاقات التي طبعت ونشرت من استوديو الحاج أحمد مرزا الذي فتح استوديو الصور في محلة بدهلي، كما اطلع الباحث على عدة مراجع تشير إلى صور مرزا وتنقل بعضها في المكتبة البريطانية، وفي كتاب “صور من الماضي لـ “بدر عيسى الحاج، وكتاب “المملكة العربية السعودية: المصورون الأوائل” لويليام فيسي وغيرها من المصادر والمراجع.
ويبين الباحث في الكتاب أن مرزا قد حرص على إنتاج الصور بجودة عالية وزينها بشروح وتعليقات باللغة الأردية، وبما توثقه الصور من مرحلة مهمة من تاريخ أداء فريضة الحج، وتاريخ مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في العصر الحديث، وبما تتميز به صور الحاج مرزا من بساطة الشكل، وعمق المحتوى في تصوير المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، وجبل عرفات، وباب العنبرية، ومسجد الخيف، ومشعر منى، ومقبرتي المعلاة والبقيع، ومسجد قباء بالمدينة المنورة وغيرها من الأماكن المرتبطة بالحج.
ويشكل الكتاب مرجعًا ذا قيمة علمية، وعبر صفحاته يستمتع القارئ برحلة تاريخية مصورة إضافة إلى شرح موثق عن تاريخ التصوير الضوئي في الهند، واهتمام الهنود بصناعة المنمنمات والرسومات لمعالم الحرمين الشريفين، ومكانتهما في ثقافة الطباعة الهندية منذ بواكيرها، مع التعريف بعدد من المصورين الهنود الذين أولوا اهتمامًا خاصًّا بصناعة الصور الضوئية للحرمين الشريفين، والأماكن المقدسة منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي .