تُعد المعارض الدولية للكتاب من أهم المناسبات الثقافية التي تقيمها الكثير من الدول حيث تهتم بعض الدول بإقامة هذه الفعاليات حرصا منها على تثقيف شعبها لتبقى متصدرة ومتقدمة في العلوم والمعرفة.
هذه المعارض ما هي إلا تجمعٌ ضخم للكُتب والكُتّاب, ودور النشر, وكل ما يهم في هذا الجانب من جميع المجالات الثقافية, والنفسية ,والاجتماعية, والسياسية وغيرها.
وقد اُختتم المعرض الدولي للكتاب في المدينة المنورة الذي أقامته هيئة الأدب والنشر والترجمة بالمملكة العربية السعودية والذي ابتدأ في السادس عشر من يونيو وحتى الخامس والعشرين , وكان مُقاما في معرض الملك سلمان الدولي للكتاب, وحظى بالكثير من الزوار من داخل المملكة وخارجها.
شارك في هذا المعرض ما يقارب ثلاثمئة دار للنشر من 13 دولة شامِلا تنظيم نحو 80 فعالية وأمسية.
ومما لا شك فيه أن مثل المعارض تُعد فسحة للقارئ بمختلف مداركه وتوجهاته الفكرية والعقلية والعمرية , بجانب ما تَعنى به من تلبية احتياجات الزوار حيث توافُر العديد من الكُتب والتراجم والرسائل العلمية والأبحاث على مستوى عالمي.
وتَواجُد الكثير من الكتب المتنوعة بمختلف اللغات واستطاعة الزوار شراء بعض الكتب بأسعار مخفضة, ولقاء القراء بالكُتاب وأخذ تواقيعهم على نسخهم الخاصة, والفائدة العظيمة المُحقَقة وهي نشر الوعي والثقافة بشكل أوسع.
وفي الآونة الأخيرة لم تكفِ المعارض الدولية في المملكة العربية السعودية بهذا فقط بل أقامت بعض الورش التعليمية ,والدورات التدريبية, والندوات الثقافية والأدبية التي بشأنها تقدم للمهتمين أنواعاً شتى من الفوائد.
وعلى إثر هذا النجاح الذي حققه معرض المدينة الدولي للكتاب فقد صرّح الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة أن هذا العام سيشهد إقامة معرضين دوليين للكتاب في الرياض وجدة, وستعمل الهيئة خلال الفترة القادمة على التواصل مع دور النشر واستقبال طلبات المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب.
إن الأصداء حول معرض المدينة الدولي للكتاب الذي حصل مؤخرا قد قدّم نموذجا مُلهما ومشرّفا كونه أحد الفعاليات الثقافية التي تهتم بها المملكة العربية السعودية وتقدمه بشكل لائق بحيث من يزور هذه المعارض يرى مدى اهتمام واسترعاء المملكة بهذا الجانب.
وما لفت انتباهي في هذا المعرض بالذات بنسخته الأخيرة هو مدى الاهتمام بأدق التفاصيل منها النفحة واللمحة المدنية التي وضعت به وكانت حاضرة في المعرض من تقديم المشروبات والسقاية على الطابع المدني وأيضا اللافتات والعبارات التي وضعت بالخط العريض على زوايا المعرض والتي تحث على القراءة ومدى فائدتها. إني أرى أنّ مثل هذه الفعاليات تُسهم بشكل كبير في رفع الوعي والثقافة لدى القراء, وأيضا زيارة مثل هذه المعارض هي بمثابة تحفيز للقراءة حيث وجود الكثير من الدور والكتب المتنوعة والمختلفة في عدة مجالات مع تفاوت أسعارها.
كما تعتبر هذه المعارض بيئة خصبة وحاضنة لمن لديه الرغبة في الكتابة والتأليف فتُعرفه على كثير من الدور والمنتجين بجانب دعم الكُتاب الناشئين.
بقلم/ سمية الحسن عسيري.