لكل منا أحلام وآمال ، خطط وأهداف نسعى لتحقيقها، وفي رحلتنا للوصول إليها ربما تواجهنا العديد من العقبات ، والمشكلات المتوقعة واللامتوقعة قد نقع ثم نعاود النهوض من جديد ، ونتابع السير باتجاه الهدف ، ولكل منا طريقته وقدرته على التعامل معها ، منا من ينهض سريعًا ،ومنا من يعاني أثناء النهوض ، ومنا من يتأخر لشدة وقعته ، وقد لا يتوقف الأمر على السقوط فحسب ربما يعيق سيرك سدًا يجعلك مضطرًا لعبور طريق آخر.
ربما ترى أنك فقدت حلمك ، وبات من الصعب الوصول إليه لكن هل نستلم؟
هل نقف دون حراك ؟
بالطبع لا علينا أن لا نهدر طاقاتنا بالتحسر على ما لم يحدث بل أن نصب كافة جهودنا لاكتشاف ذواتنا وألا نحصر قدراتنا بما أردناه ولم ننله فربما نحن الآن نمتلك مهارات ، وقدرات لم نتعرف عليها بعد ، ربما نبرع في عمل شيءٍ آخر ،وربما يكون بمقدورنا جعل ما نعمله الآن ” وإن لم يعجبنا ” وسيلة لتحقيق ما نطمح به.
أطلق العنان لمُخيلتك ، وفكر خارج الصندوق لا تتقيد بمسار معين جرب عدة مسارات ، و تعلم أشياء جديدة ربما يفتح لك العلم آفاقًا آخرى تستطيع أن تبدع من خلالها، وحاول لا بأس إن فشلت ،وتعلم من فشلك ، واصنع منه نقاط قوة لك ، وحاول العثور على حل ممكن حتى تتفادى الفشل في رحلتك المقبلة فأنت الآن لديك الخبرة الكافية لمواجهة ذات الموقف لكن بقوة أكبر ، وبقدرة أعلى تمنحك القوة لمواجهته ، والنيل منه.
فالتغير الذي يحدث عكس مخططاتك لم يكن ليُعيقك يومًا إنما هو بُرهان بأنك قادر على ترك أثر أينما حللت ، وكيفما فعلت فالإبداع يكمن بداخلك لا في الطريق الذي تعبر من خلاله، ولا يتوقف على المكان الذي ظننته مناسبًا فحسب بل بأماكنٍ أخرى لم تكُن لتُدركها لولا أن سيّرك القدر باتجاهها ، وأن لله سبحانه وتعالى حكمته في الأمور كلها ،وإن كنا نجهلها وهو اللطيف بعباده الرحيم بهم
فقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه واصفًا لطف الله جل في علاه :
وكم لله من لطفٍ خفيٍ
يَدِقّ خَفَاهُ عَنْ فَهْمِ الذَّكِيِّ
وَكَمْ يُسْرٍ أَتَى مِنْ بَعْدِ عُسْر
فَفَرَّجَ كُرْبَة َ القَلْبِ الشَّجِيِّ
فلا تحزن إن غيرت الرياح مسار سفينتك فلربما كان الطريق الآخر هو الأمثل ، والأنسب لك ،واعطي نفسك فرصة لتظهر قدراتها ،ومهاراتها ،وجرب لأن التجارب تعلمنا أكثر مما تعلمنا الكتب ولا أعني بذلك أن نهمل جانب العلم بل علينا أن نتسلح بالإثنين معًا ، اعمل بالأسباب ، وتوكل على الله أولًا فبيده الأمر كله ، وتذكر قول الله سبحانه وتعالى
: { أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز }
فما من خيرٍ يُكتب لك إلا ويعرف طريقَك، بل و يُساقُ إليك.. فلا تقلق وتذكر قوله تعالى “وهو معكم” .