• 12:21:26pm

أحدث الموضوعات

الزاوية المظلمة لرِواق صناعة المحتوى

تعليقات : 0

أصداء الخليج
عمار الشريف

عندما تتجول في منتصف الطرقات، قبل الغروب على ألوان الحياة الدافئة ينتابك الفضول حول اللقطة الأخيرة من هذا اليوم الطويل، ماذا ينتظرني في الغد؟، ما الذي تمت حراثته بذراعيّ حتى يُثمر بعد الرحيل؟، هنا يأتي الدور الكبير لآفاق صنّاع المحتوى وكيف أن أقل مايقدمونه قد يغير رؤية وتفكير ومبادئ شخص ما، فصناعة المحتوى مصطلح أصبحنا نسمعه كثيرًا ونراه يتجول من حولنا مرارًا وتكرارًا، وأصبحت هذه الصناعة ضرورة لا تتجزأ بحياتنا ومعتمدين عليها بشكل كبير جدًا، فمثلًا قبل سبع سنوات عندما تبحث عن معلومات ومقاطع لتحليل مواصفات الكاميرا الجديدة من شركة سوني في الغالب ستجد معلومات قليلة جدًا ومقاطع تُعد على الأصابع أو عندما تحتاج لكاتب محتوى تسويقي لمتجرك الإلكتروني المتخصص ببيع العسل لظهوره وتحسينه بمحركات البحث ووصف المنتجات بطريقة مغرية وجذابة لن تكون السهولة كما هي اليوم عبر تويتر أو منصات العمل المرنة، فصناعة المحتوى في المنطقة العربية في صدد التطور والتحسن.

عندما ننظر في السابق وتحديدًا قبل عشر سنوات كانت صناعة المحتوى مرتكزة على شباب سعوديون لم يُعجبوا بصناعة المحتوى المحلية فقرروا أن يصنعوا محتوى ويعكسوا صورة المجتمع الحقيقية آنذاك، فكانت تلك الفترة هي نقطة التحول بصناعة المحتوى بالمملكة العربية السعودية ومع الوقت بدأت صناعة المحتوى تنتشر وتتطور شيئًا فشيئًا وخاصة اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذي يعتبر عالم بلا حدود، فالتيك توك يبرز الكثير من مهارات الممثلين والكوميديين والمقاطع المثرية والهادفة وخاصة بعد أن رفعوا الحد الأقصى للمقطع لعشر دقائق، والإنستجرام يجعلك تشارك الناس اهتماماتك والتقاط الصور الجميلة والخلابة، وتويتر يتيح الفرصة للكتاب لإظهار الإبداع بأقلامهم وأصحاب مهارة الإلقاء بحناجرهم، والعديد من مجالات صناعة المحتوى التي ليس لها حدود.

ولكن صناعة المحتوى اليوم مفهومها اختلف كثيرًا وليس كما هو بالسابق وأصبحت هناك زاوية مظلمة بهذه الصناعة، فالإختلاف الذي حصل اليوم هو أن هناك مجموعة من الناس الذين أصبحوا مشاهير ولا تعرف ماذا يريدون من شهرتهم وكأنهم – يصنعوا محتوى فقط من أجل إثارة الجدل والشهرة وكسب المال – ، ولكن عليك أن تقف للحظة وتتذكر بأن ليس كل مشهور صانع محتوى ويمكننا القول وبكل بساطة أن مايفعلونه لا يندرج تحت صناعة المحتوى، لأنه لا يوجد مسمى حقيقي لما يفعلونه من أفعال دنيئة لا تشبهنا إطلاقا ولا تمثلنا في مجتمعنا، ولهذا السبب ظهرت قبل سنوات قليلة مقولة ( لا تجعلوا من الحمقى مشاهير )، واليوم ازداد الوضع خطرًا وخاصة على صناع المحتوى، لأن أصبح الفرد الذي ينتمي لتلك الفئة يأتي أمام الإعلام والأضواء ويقول: انا صانع محتوى ومؤثر اجتماعي، وهو لا ينتمي لهم بشيء ولا يبت لهم بصلة، فلا تجعلوا من الحمقى مشاهير وصناع محتوى، فهم لا يشبعون من هذه الأفعال لمردودها المالي الكبير والكثير من الأمور، ولا يوجد أي محتوى سواء تطويري أو ترفيهي وما إلى ذلك، واطرح سين عن سبب الشهرة الأساسي؟، أهدافه منها؟، وكيفية التعامل مع الضغط بها؟، أو حتى عن الخصوصية؟، وهل هو فعلًا قادر على التحسين والتأثير بمحيطه ومجتمعه وبيئته؟، ولا تنسى بأن الشهرة والأضواء المسلطة عليك هي سلاح ذو حدين.

وبحياتنا اليوم أصبحنا نشعر وكأن من الواجب أن نكون صنّاع محتوى على منصات التواصل الإجتماعي حتى لو كنت مصمم جرافيك بالإنستجرام أو كاتب محتوى إبداعي في تويتر أو حتى مترجم لغات، وهذا الإحساس رائع وجيد في حال أن تستغل الموقف بشكل إيجابي وتشعر بالمسؤولية تجاه مجتمعك وإفادته وبذلك أنت ستتعلم وتنجز وتجعل مجتمعك ونفسك أفضل، وغير جيد إذا لم تجد شغفك ومايستهويك وتصب جهدك ووقتك فيه وتظل في تسويف لا نهائي ولا تريد أن تجرب حتى تكتشف نفسك بصناعة المحتوى لأسباب كثيرة أو تستغله بشكل سلبي.

بقلم: عمار الشريف

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف أحمد الحسن

    بقلم | محمد بن عبدالله آل شملان

    بقلم : خالد فاروق السقا

    بقلم | المخترعه والكاتبه شروق بنت صالح الجنوبي

    بقلم / علي بن يحيى البهكلي

    بقلم | مبارك بن عوض الدوسري

    د / مرام ماجد شعث

    بقلم / فرح اللحياني

    التغريدات