أغلبنا يعيش في مجتمعات لا تدعم حرية التعبير عن الرأي حتى لو كانت ٥٠٪ فلا بد من أن يواجه الفرد صعوبات في التعبير عن رأيه في موضوع معين خاصة إذا كان مجتمع الفرد يتبع سياسة القطيع وهذه كارثة في حد ذاتها، فكل من يحاول أن يعبر حتى لو بكلمة سوف يواجه قمعا مستمرا لأن هذه الكلمة لا تتناسب ومتطلبات المجتمع لذلك سوف يتلقى تهجم ورد صاعق من كذا جهة قد لا تكون مؤمنة بما يقول أو قد لا تساير أفعال تلك الجهة أو الحزب أو أين كان،
وعلى الرغم من أن حقوق الإنسان تدعم حرية التعبير إلا أن الكثير من المجتمعات لاتبالي إلا لافكارها الاجتماعية ، فمثلاً لا يسمح للمرأة أن تعبر عن رأيها بالشكل الصحيح وهذا يعتمد على الأفكار والرؤى الاجتماعية لهذه المجتمعات ، لان عاداتهم وتقاليدهم تدعي الى إن المرأة والطفل ليس لهما الاحقية الكاملة في ابداء الرأي ،
وهنا نعني ان صعوبة التعبير تكمن في التردد في الإفصاح عن مايجول في الاذهان او في التعبير عن قضية ما او حتى اصغر خلية متكونة بين افراد متعددين فلابد ان يكون منهم من يجد صعوبة في ابداء الرأي وعادة ما يعتمد على اعتقادات غريبة ، حيث ليس هناك رأي للاصغر سناً وان كلمة الكبير هي الأولى وفي العادة هذه الأمور روتينية ولكن اذا تغلغلت في المجتمع وهنا تكمن الكارثة وأول البذرة النواة
فمثلاً قضية زواج القاصرات ، فهي تمس عدم القدرة على ابداء الرأي فهذه العادة منتشرة بنسبة واسعة في جميع انحاء الوطن العربي بصورة خاصة وقارة اسيا بصورة عامة فهنا نعني بزواج القاصرات ماهن دون السن القانوني أي مابين سن ال١٥ عاماً وال١٨ عاماً فهي بموجب القانون قاصر ،
وهذا ينافي الإسلام تماماً فالمرأة لها حق في ابداء الرأي فيمن تريد اكمال نصف دينها معهُ وهي في سن النضج فمن غير المتوقع وضع مجتمع واسرة بين ايدي طفلة مازالت تريد من المجتمع ان يرعاها ،
هذه امثلة عن حرية ابداء الرأي وهي ترتبط بالعادات والافكار والرؤى الاجتماعية الآنفة الذكر من نواحي كثيرة ومعقدة تحتاج مجهود كبير كي يتم السيطرة عليها ، فحتى في مواقع التواصل الاجتماعي ليس جميع الآراء مأخوذاً بها وليست جميع الآراء صائبة فهو عالم غير واقعي يستطيع كل من هب ودب ان يرمي بما يريد فيه ،
أن ارتباط حرية التعبير مع الاعتقاد السائدة الباليه يجعل من الصعب الاتاحة لإبداء الرأي حتى لو كان ذلك مسموحا في القوانين الأخرى. حيث يلعب المعتقد دوراً فعالا في السيطرة على المجتمعات، وأن الاعتقادات والأفكار الاجتماعية لها إيجابيات كما لها سلبيات فهي تجلب الأمل والسلوى إلى المليارات من الأفراد، كما أن لها تأثيرا على المساهمة في تحقيق السلام أو المصالحة. إلا أنها من ناحية أخرى كانت مصدرا للتوتر والصراعات هذا التعقيد بجانب صورة تعريف الدين أو المعتقد ينعكسان في التاريخ النامي لحماية حرية الدين أو المعتقد في إطار القانون الدولي لحقوق الإنسان
وهنا يتفرع المعتقد الى عدة افرع
-المعتقد الديني : وهذا المعتقد لا نقاش فيه بتاتاً فهو حقيقة ثابته ومقدسة غير قابلة للتغير
-المعتقد السياسي : الذي يتعلق بقوانين سياسية قابلة للنقاش والتغيير
– المعتقد الاجتماعي : وهو محور هذا المقال حيث ان كل مجتمع يعتمد على قوة المعتقد الاجتماعي فية ليتمكن كل فرد من التعبير عن رأية فليس من المعقول ان نسبة حرية ابداء الرأي في العالم الغربي مشابة لحرية ابداء الرأي في الشرق فهناك فارق كبير
– بالاضافة الى غيرها من الأفكار والاعتقادات والسلوكيات المجتمعية المتعددة … الخ
هنا سوف نطلع على ماهية المعتقدات والأفكار الاجتماعية التي نؤمن بها: حيث ان هناك فرق بين المعتقد وحتمية الايمان به والاعتقاد بالافكار والسلوكيات الاجتماعية المتواثة في المجتمع، فالمعتقد : هو يعني الاعتقاد والايمان الحقيقي والصحيح و المنطقي وهوالشيء الغير قابل للتغيير، أي انه مبدأ ودستور حياة . اما الاعتقادات الاجتماعية والفكرية فهي وليدة أفكار واراء مجتمع تُتخذ بطابع العادات والتقاليد
وهنا يرتبط المعتقد جزماً بالثبات وعدم التغيير فيه في حين السلوكيات والأفكار المجتمعية فهي غير ثابته قابله للتغيير بتغّيير المجتمع.
نحن البشر بطبيعة حالنا نحمل غريزة كثرة الكلام والتعليق بغض النظر إذا ما كان سلبيا أم إيجابيا ولكن علينا أن نوجة هذه الغريزة بصورة أفضل حتى نحدث فارقاً في المجتمع لان حرية التعبير تنمي مهارات المجتمع وخاصة الأشخاص الذين يحملون شخصيات اجتماعية متميزة قادرين على تطوير المجتمع وحل الأزمات وإعطاء اقتراحات وحلول أوسع.