من المظاهر التي بدأت في الانتشار شيئاً فشيئاً وبدأ البعض يتداولها ما يلاحظ عند افتتاح منشأةٍ تجاريةٍ أو مؤسسة اجتماعية ، أن يكون من ضمن فعاليات الافتتاح فقرة رقص تؤديها فتيات بلغن أو أوشكن على بلوغ الحلم وهن سافرات الوجوه وقد نثرن شعورهن على اجسادهن التي تغطي الجزء الأعلى من أجسادهن شبه العارية مع ملابس قصيرة ، ثم تلاحظ عدداً من الرجال وقد بدأ البعض منهم في المشاركة بالرقص والبعض الآخر قد تحلقوا وقوفاً حول المكان وبدأوا في التقاط صور ومقاطع تلك الفقرة وما هي الا دقائق حتى تكون المقاطع قد انتشرت في وسائل التواصل انتشار النار في الهشيم .
وهنا يحار العاقل عمَّا يشاهده وتبدأ تساؤلاتٌ عِدَّة تتزاحم في ذهنه وأمام ناظريه وكل جوارحه وأولها : الا يمكن عمل مراسم الافتتاح دون الرقص المختلط والموسيقى الصاحبة المصحوبة بالشيلات ؟؟
هل وصلنا الى الحال الذي انتهجته ملل الكفر عندما جعلت من جسد المرأة وسفورها وشبه العريِّ وهي تمتهن كأسلوبٍ دعائيٍ للسلعة ولا يكاد يخلو منه أي إعلانٍ ترويجيٍ للصناعات بمختلف أشكالها وأغراضها فمن صناعة المركبات الفارهة الى معجون الأسنان لا تخلو الدعاية من إبراز صورة امرأةٍ بكامل مفاتنها ؟؟
هل هذا هو الوصف الذي تنبأ به الهادي البشير عليه أفضل الصلاة والسلام بأنه سيحدث للأمة عندما تتخلى عن ثوابتها وتنسى الخيرية والوسطية التي وصفها الله بها في كتابه الكريم ، عندما قال بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه كما جاء في الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً : “لتتبعُنَّ سنن من كان قبلكم ، حذو القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه . قالوا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن؟؟ ”
إذا لم ننظر الى هذه الممارسات الدخيلة علينا بأنها نذير شؤمٍ وبدايةً مخيفةً ونأتمر بيننا بإنكارها فحريٌّ بنا أن يحلَّ بنا سخط المولى وأن نكون كما قال الحق تبارك وتعالى في وصفه لبني اسرائيل بعدما فسقوا ومارسوا المعاصي ولم يرعوا ما أفاء الله بهم عليهم من النعم وأنه فضَّلهم على العالمين فقابلوا ذلك بالجحود والفسوق والنكران مما أوجب غضبه سبحانه عليهم فلعنهم قال تعالى : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ، كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } [المائدة : 78-79] . اللهم اكفنا شرور أنفسنا وجنبنا مزالق الزيغ والهوى وأصلح لنا شأننا كلَّه وردَّنا اليك ردَّاً جميلاً .
muhammad408165@gmail.com