• 04:00:53am

أحدث الموضوعات

اللبنة الأولى

تعليقات : 20

أصداء الخليج
علية المالكي

قبل التحية، وقبل حتى مجرد التفكير فيما يمكن أن أكتبه

– لا أُصنّفني كاتبة

– أكتب نعم؛ لكنني لستُ بكاتبة، وثمة فرق بين الفعل والصفة

إليكم تحايا دافئة … وبعدها،

بعد أحابيل ضحى يوماً ما وفي ضوء شمسه الآفلة للغروب الآيلة للزوال، كتبتُ حروف مُلِئت من الركاكة ما تُحدّث به ولا حرج، ولا لوم عليّ ولا حُزن لأني حاولتُ الكتابة بالإجبار ورد عليّ حرفي بالاستكبار؛ ولم يستجب!

وعلى صعيدٌ مختلف ولا يمت لأعلاه بصلة، خطّ قلمي ليُعيد نجمه الذي أفل بعد أن كنتُ في تجربة قراءة الكتاب السادس على التوالي بعد خمسة جميعها لم ترُقني!

عادة، يُقرأ الكتاب ليمضي ويسجل في أعماق قارئه فوارق عظيمة عميقة، فمن المزعج أن تمارس الكتابة وأنت من أصحاب الخواء الداخلي، وأنت من أصحاب النفوس الصماء التي لم تنفتح على شيء ولم يتسلل إليها شيء.

كُن عالي الكعب متمكن، راسخ القدم ثابت، ليكُن لقلمك رفعة وبروز، والعبارتان في الصدر متعادلتان، لان ما في الداخل خارج.

أجعل كلماتك مترابطة، بتأكيد معناها وتوضيح مُجملها وتخصيص مقصودها، لا تجعل العبارة في سياقها النصي موهمة.

أكتب ما تبني به جسراً يعيدنا إلى المنشود من القيم، وليكُن لقلمك ميل وهيام إلى الأنيق من الكلام، لا تكُن خالي من أي مجاز أو كناية أو أسلوب بلاغي آخر، أجعل ديدنك ودأب قلمك وعادته المستمرة تهذي وتشدو بالعميق من الجميل، نُشداناً لطُهر النفوس.

وإن كُنت من منَ لا يملكون القلم فلا تجعل تقاعس وجمود وركون قلمك يتبدد وينثر السّيء والغّث، أجعل من قلمك ناطق لجيّده قبل سيّئه.

لا أُمانع أحداً أن يمارس رغباته المشروعة، ما قلتُ وجهة نظر ولا أصُبغها على أحد، ولم يرد في سطوري الممانعة لا صراحة ولا ضمناً، لكنّ المدفون في كلامي أحسِن اختيار ما تُخرج من حرف وفعل، وتريّث فيما أوليت لترضى عن ما والاه.

ومؤدى كلامي، أن كثير من الأحيان نُخطِئ في اختيار اللبنة الأولى ولا يعني هذا إنّ تدارك الوضع لا يمحو الخسارة، لكنّ البقاء الأفضل للبنة الأولى، للكلمة الأولى، للخطوة الأولى، للصورة الأولى، للانطباعات الأولى، فهي من المقتضيات الأساس للقبول.

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    التغريدات