تأسست اليونسكو في أواخر عام 1946، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وكانت المملكة العربية السعودية واحدة من عشرين دولة اجتمعت لتأسيس اليونسكو لنشر السلام في العالم، ولا تزال المملكة تقوم بالدور البارز في تنفيذ ودعم مشاريع اليونسكو في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والأدبية والإنسانية. واعتمدت المنظمة باريس مقراً لها بعد ان كان مؤتمر دولي عقد في لندن قبل ذلك بعام بدعوة كل من بريطانيا وفرنسا لهذه الغاية وأقر دستورها. وفي أول دورة عقدها المؤتمر العام لليونسكو في عام 1946 وافق على ارتباط المنظمة بالأمم المتحدة كوكالة متخصصة وأقر اتفاقاً بهذا المعنى مع الأمم المتحدة وافقت عليه الجمعية العامة في نفس العام.
حددت المادة الأولى من دستورها أن هدفها هو ” المساهمة في صون السلام والأمن بالعمل عن طريق التربية والعلم والثقافة على توثيق عرى التعاون بين الأمم، لضمان الاحترام الشامل للعدالة والقانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس كافة دون تمييز بسبب العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين، كما أقرها ميثاق الأمم المتحدة لجميع الشعوب. ونص الدستور الخاص باليونسكو على تحقيق الأهداف التالية: 1- تعزيز التعاون والتفاهم بين الأمم والمجتمعات بمساندة أجهزة الإعلام من أجل تسهيل حرية تداول الأفكار عن طريق الكلمة والصورة.
2- تنشيط ونشر الثقافة الشعبية: وذلك من خلال التعاون بين الدول الأعضاء، بناء على رغبتها، ومعاونتها على تنمية نشاطها التربوي، وبإقامة التعاون بين الأمم لكي يتحقق بالتدريج المثل الأعلى في تكافؤ فرص التعليم لجميع الناس دون تمييز بسبب العنصر أو الجنس أو بسبب الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي.
دور اليونسكو في تعزيز حماية حقوق الإنسان: من أوائل مظاهر اهتمام اليونسكو بحقوق الإنسان هو قيامها باستطلاع وجهات نظر عدد من المفكرين ودعاة حقوق الإنسان بشأن الأمور الفلسفية والنظرية ذات الصلة بمشروع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومطالبة المدير العام للأمم المتحدة من جانب المؤتمر صبيحة إقرار الإعلان في 10/12/ 1948 بالعمل على المعلومات الخاصة بالإعلان وتشجيع استعماله في المدارس وفي مختلف أنشطة المنظمة، كما لعبت اليونسكو دورا أساسيا في صياغة العهدين وبخاصة تلك الأجزاء التي تتصل بمجال اختصاصها ( الحقوق الثقافية). وتتألف اليونسكو من مجلس تنفيذي يتكون من 51 عضو من بين مندوبي الدول في المؤتمر المؤهلين لمدة عامين دون أن يكون لهم الحق في إعادة انتخابهم مباشرة، ويقوم بإعداد جدول الأعمال ويقترح برامج العمل، و يكون مسؤولا عن تنفيذها بعد اعتمادها من المؤتمر. أما المجلس الآخر الأمانة وتتكون من المدير العام وما يحتاجه من موظفين وينتخب المدير العام لمدة ست سنوات قابلة للتجديد. ويقدم المدير العام مقترحاته بشأن الإجراءات التي يرى اتخاذها من جانب المجلس والمؤتمر ويكون مسؤولا عن اعداد مشروع برنامج المنظمة وتقديرات نفقاته في الميزانية. لذلك يقوم المجلس بالسير على خطى الأمم المتحدة بشكل عام ومنظمة العمل الدولية بشكل خاص من حيث لجوئها إلى وضع الاتفاقيات والتوصيات من أجل وضع مستويات دولية في مجال التربية. أهمها: الاتفاقية الخاصة بمكافحة التمييز في مجال التعليم المعتمدة عام 1960، والتوصية المتصلة بها، حيث أصبحت الاتفاقية نافذة المفعول في عام 1962 والتوصية الخاصة بالمشاركة الاجتماعية في الحياة الثقافية والإعلان المعتمد في عام 1978 بشأن المبادئ الأساسية الخاصة بإسهام وسائل الإعلام في دعم السلام والتفاهم الدولي، ومكافحة العنصرية والفصل العنصري والتحريض على الحرب.