• 04:31:25pm

أحدث الموضوعات

الكلمات بين داء ودواء

تعليقات : 0
بقلم

أصداء الخليج
مريم ناصر كريمي

ماوقع الكلمة على النفس الإنسانية؟ هل تفعل الكلمات ما يفعله الدواء فعلًا؟ أم أن الكلمات داء تُصيب النفس وترهقها؟ هل يختلف تأثير الكلمة وفقًا للأشخاص؟

للكلمة تأثير كبير في حياة الإنسان وصحته النفسية والاجتماعية كما أنها المتحكم الأول على الأفكار التي من شأنها التأثير في سلوكياته، ومزاجه، وتعاملاته مع الأهل، والأقارب، والأصدقاء، وزملاء العمل.

وفي ظل متغيرات العصر الحديث، أصبحت نظرتنا عادية وتحمل طابع اللامبالاة اتجاه اطلاق الكلمات والأحكام على ذواتنا والآخرين بلا وعي وقلة في إدراك عمق وقوة تأثير الكلمة. فاتجهنا للقسوة على ذواتنا أولًا قبل أن يفعل الآخرين فكم مرة أخبرناها بكلمات مثل : إنني فاشل، لا أستطيع أن أنجح، لا يمكنني الوصول لهدفي، أحلامي تحطمت، أنا بائس وحزين وأشعر بأن العالم أسود، والعديد من الكلمات المريرة… وباعتقادنا أن هذه الطريقة ستخفف من عبء وثقل المواقف الحياتية التي نمر بها؛ لكن في حقيقة الوضع أن هذه الكلمات التي تُخاطب بها نفسك تعود عليك بالأسى، والشعور بالفشل، والانطفاء.
وفي العكس تمامًا عندما تخاطبها بكلمات أكثر بساطة ولطف مثل: فعلتِ ما استطعت، أنا فخور بإني أصبحت نسخة أفضل من نفسي، أنا سعيد اليوم وسيكون يوم مُذهل وإن لم يكن يكفي أن لا شر فيه، وستجد أن هذه الكلمات تعود عليك بالأمل، والتفائل، وتشجعك للاستمرارية.

ونواجه ذات الأمر في التفاعل الاجتماعي مع الأهل، والأقارب، والأصدقاء، وزملاء العمل، لا نتفكر بما نتفوه به من كلمات وقد نرمي كلمات لا نُلقي لها بالًا، فتسقط منا كلمة لئيمة تعصر القلب، وتدمر حلمًا كان في بداية الطريق، وتكسر فرحه، وتحدث شرخًا في ثنايا الأرواح، وعللًا في الأجساد، وخوفًا يُلازم الطرقات، بينما بإمكاننا أن نفعل ماهو أفضل بتلك الكلمة اللطيفة الرقيقة التي تصب كالبلسم للروح، وجبرًا للخاطر، وشفاء للعلة، ولطفًا يجابه الأيام الصعبة، وقوة تستند عليها.

أما عن تأثير الكلمة وفقًا للأشخاص، فيختلف وقع الكلمات وفقًا لأهمية الأشخاص في حياتنا، فكلما ازدادوا قربًا منّا ومن أرواحنا كان أثر كلماتهم أقوى، وكلما كانت العلاقة سطحية كان وقع الكلمات أقل، وبطبيعة الإنسان فإنه يُحب من كان خفيف الظل، ودودًا، طيب القول والكلم، من يمرّ كالغيم بلا ضرر.

عزيزي القارئ بإختيارك لكلماتك تختار أن تكون الداء أو الدواء، فكر قبل أن تنطق واستشعر وقع كلماتك على روحك حتى تتمكن من قياس مدى وقعها على الآخرين، هل تحب سماعها أم تكره شعورها، دفئ كلماتك واجعلها كمعطف أمان في ليالي العمر الباردة.

 

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف أحمد الحسن

    بقلم | محمد بن عبدالله آل شملان

    بقلم : خالد فاروق السقا

    بقلم | المخترعه والكاتبه شروق بنت صالح الجنوبي

    بقلم / علي بن يحيى البهكلي

    بقلم | مبارك بن عوض الدوسري

    د / مرام ماجد شعث

    بقلم / فرح اللحياني

    التغريدات