{إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)} الحجرات.

وقال تعالى {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)} الطلاق.

إن التقوى هي أساس الإيمان، ومنزلةٌ لا يقدر عليها إلا من كان في قلبه خشيةٌ ومخافةٌ من اللّه وأن يحب لنفسه مايحبه لأخيه وأن يكون نافعاً لا ضاراً يلتمس أحوال الناس من قريبٍ أو بعيدٍ ولا يضمر لهم إلا الخير وأن لايكون في قلبه على أحدٍ من خلق اللّه حقداً ولا حسدا، فإذا توفرت هذه العوامل في الشخص فإنه يكون بإذن اللّه من المتقين والموفقين.

أيضاً، فإن قصر النظر يؤدي إلى عواقب غير محمودة، لأن الشخص عندما تكون نظرته آنية ودونية فإنه يصبح من الذين لايعقلون، لأنه يكون متسرعاً في خطواته من أجل مايصبوا إليه ولا يحصل على مبتغاه بسبب نظرته إلى الأمور بنظرة وقتية بما أن بعد النظر هو الأساس في تحصيل مايصبوا إليه المرء، لأنه يكون متعقّلاً بنظرته الثاقبة بالأمور، إن النجاح لايأتي إلا من خلال النية الصافية وعدم الكيد للآخرين بالسوء و الإبتعاد عن الشرك باللّه والإضرار بالناس.

في المقابل، الإنسان الناجح دائماً ما يحاول البعض وضع العراقيل في مساره والعقبات ولكنه بنيته الصافية الصادقة وإيمانه بالله يجعله يتغلب على جميع العقبات ويسير نحو طريق النجاح بكل كفاءة واقتدار متوكلاً على الله سبحانه وتعالى.
واللّه سبحانه يقول في محكم كتابه
{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)} البقرة.

وقال سبحانه وتعالى {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6)} هود.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المتقين وأن يحفظنا من كيد الكائدين وحسد الحاسدين وحقد الحاقدين وأن يرزقنا إيماناً كاملاً ويقيناً صادقاً ورزقاً واسعاً.

بقلم الكاتب ومطوف ضيوف الدولة بالمسجد الحرام:
دخيل الله بن أحمد الحارثي