في ليل لؤلؤي مميز وفي الساعة الثامنة منه تحديداً كانت المدينة تبتسم لرذاذاً ناعم يهمي عليها، وكنتُ أنا في غمرة سكون وهدوء ابحث عن ما يمتص شعوري المعطوب ويشاركني بأسي الذي لا يخلفه سبب معلوم، كنتُ ابحث عن شيء ترنو إليه نفسي لتتملص من ألمها، من حزنها، من تشوهها المجهول.
كفاني القلم هذه المهمة !!
فأطلقتُ صراح حروفي المقيدة عن الحياة، وقررت كتابة ما أعيشه في هذه اللحظة بدقة عالية، وتمتمتُ بـ(سأنثرُ زهراً، سأهمس، سأنقل رأي، سأُغرد وأُلحن، سأكتبُ سطور تنير النفس وتخاطب العقل ….)
سأفتحُ نوافذ خضراء بعيدة كل البعد عن ترهات الحب وتهشم القلوب ومناضلة النفس.
في ممارسة لي اجتماعية النوع آمنت بالحريات العقلية مالم ترجع إلى شرع ودين وثبات، لكلاً منا طريق ينتهجهُ عقله، وقناعة يصدقها، فمن الجدير أن نحترم عقليات بعض، ولك الخيار في من تختار، فابحث عن المستوى العقلي الذي يرضيك ولا تُصاحب دونه إذ لم تكن من أصحاب الاحترام لاختلاف العقليات.
وفي علاقة لي مع أحدهم تعلمت فنون التعامل ومحاسن آدابه، شكراً لكم مدراراً يا فقراء الأدب.
وفي مشاركة لي اجتماعية النوع ايضاً، ايقنت بأن عقل المرء مدفون في لسانه، وحقيقاً أن اللسان اللين يغلب الحق البيّن، أحدهم نطق جملة مغايرة عن ما أُريد وسبك كلماتها حتى لنت فأصبحتُ أريد !!
ومن شخص أدركتُ أن العلاقات تُقاس بالعمق وليس للمدة مكان وقياس فيها
ومن آخر تفقدتُ خارجي ومظهري وانعكاسي الداخلي، فالأجزاء مترابطة ومكملة لبعضها حتى وإن كان للدفائن مكان
ومن موقف عابر قدّستُ معنى الاحسان فالأيام دُول والحياة قُلّب وكلاً عائد إلى الأصل والمنبع
ومن بيئة محيطة شعرتُ بعمق النعمة وبشدة الإنغمار فيها، فأظهرتُ السعادة وإن لم تكثر القلة
وفي يوم قررتُ أن يكون لي أعمال حِسّان وأهداف كبّار حتى لا أُفّرغ داخلياً كأحدهم
وفي مكان ما وجدتُ ثقافة الحب والاحترام والسلام مشوهه، وببؤس الحياة وهرتقاتها يتدرع أصحاب التشويه والقلوب الباسرة المُعبسة المكّدرة، فصنعتُ من نقصهم وتشويههم عكّاز حياة لي ليساندني كلما انهكني المسير والتقيت بأشباههم
دائماً، دع الشرفة مفتوحة ولا توصد باب جمالياتك، وكُن من التّواقين لزراعة الورد في حقول العابرين وكُن ممن ينثالوا على الآخرين ببدر لفظهم وثمين ديباجِهم ولطيف ظنِّهم وأناقة فكرهم، كُن درس جميل وبصمة ايجابية فكل الثواني والمواقف دروس لك ولغيرك.