حظيت المملكة العربية السعودية بمكانة عالمية على مر تاريخها الحديث الذي سطره المؤسس جلالة الملك
عبد العزيز آل سعود رحمه الله، وكان من أبرز ما بنى عليه نظام المملكة أن جعل خدمة ضيوف الرحمن من أولويات الدولة السعودية، وقد جندت كافة الجهود لتحقيق هذا الهدف بأعلى مقاييس الأداء، واستمر العمل الدؤوب طوال العام ليخرج فترة الحج القصيرة على أكمل وجه، بمئات الآلاف من الحجيج التي تقارب المليونين وتزيد في كل عام في بقعة صغيرة حباها الله من الجلال ولروحانية الشيء العظيم.
واستمر ديدن قادة هذه البلاد وملوكها على نحو السياق لا كلل ولا ملل ولا قصور في تأدية واجبهم اتجاه حجاج بيت الله الحرام، وجاء عصر التغيير وعصر الانفتاح العالمي ليضع بصمته على هذا النجاح الدائم والمتكرر ليخرج حج هذا العام على أكمل وجه وأتم أداء، مكملا للمسيرة الناجحة، برؤية ثاقبة وعقيدة راسخة.
نجاح في التخطيط ونجاح في التنفيذ، وجهود مضنية، وأخلاق عالية شاهدها الملايين لرجال الأمن البواسل وهم يتعاملون مع الحجيج تحت كل ضغوطات موسم الحج بابتسامة ومد يد العون لكل محتاج.
لم يكن موسم الحج للجاج والمتابعين عبر القنوات العالمية مجرد موسم يتكرر، بل كان رسالات متكررة ودائمة ومتطورة بقدرات وإمكانات السعودية على يد أبنائها في استضافة هذا العدد الهائل في هذا الوقت القصير بأعلى درجات الأداء وتوفير كافة سبل النجاح، فبحق كان الفخر قرين الأداء، وكان الاعتزاز بلا حد.
فهنيئا لقيادة هذا البلد من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وفقه الله عراب الرؤية وأيقونة التغيير هنيئا لهما بهذا الأجر وحق لهما هذا الفخر، وكل الشكر بكل معانيه مع أكف الدعاء مرفوعة لكل من عمل في الحج وساهم في إنجاحه من قيادات منوعة وعاملين ومتطوعين فهنيئا لهم الأجور المضاعفة بإذن الله.
ورسالة لكل أسرة ولكل ولي أمر ولكل مربي ومعلم أن يجعل من موسم الحج دروسا تعرض على أبناءهم يشاهدون فيها أشكالا من الريادة الوطنية، وتنمو عندهم روح الفخر والانتماء لهذا البلد المعطاء، ولابد من جعل مثل هذا النجاح المتكرر في لب المناهج التعليمية بصورة حية بعيدا عن مجرد العرض الورقي حتى يحقق الأهداف المنشودة منه.
فحق لنا أن نفخر بهذه القيادة، وحق لنا أن نفخر بهذا الوطن، وحق لنا أن نسهم جميعا في رسم ونقل صور النجاح العالمي للمملكة في أبهى صوره لجميع العالم كل من مكانه.
ويا بلادي واصلي ….انتي ما مثلك في ها الدنيا بلد…
عبد الإله بن عبد الله الدريويش
جامعة الملك فيصل