مع عيد الأضحى المبارك، وقبل فجر الخميس 11/ 12/ 1444هـ فجعنا بنبأ وفاة زميل الحرف وصديق الشعر الشاعر الجميل الأستاذ/ إبراهيم بن جابر بقار المدخلي غفر الله له ورحمه وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، فكتبتُ هذه القصيدة وفاءً ورثاءً للفقيد رحمه الله، وعزاءً لإخوانه وأقاربه ومحبيه، ولقبيلته الكريمة المداخلة، ولكل أهل صامطة, بل لكل الشعراء في منطقة جازان, والوطن الحبيب.
رُبَّ عيدٍ وهو مأتمْ
ومماتٍ قد تَبَّسمْ
فرحٌ.. يتلوهُ حُزْنٌ
أملٌ حلوٌ.. تَألَّمْ
هل غدا الروض يبابًا؟!
أم غدا البلبل أبكمْ؟!
هكذا الدنيا.. سرابٌ
وهيَ بَعدَ الشَّهدِ عَلقمْ
واصطفَى الموتُ فؤادًا
في حنايانا تَبَرْعَمْ
ولسانًا (مَدْخَليًا)
كان يشدو يَترنَّمْ
عاش (إبراهيمُ) شهمًا
(صارمًا) ما كان يُثلَمْ
شاعرًا فَذًّا, وفيًّا
لجمالٍ.. ليس يهرمْ
كان إبراهيم شعرًا,
وشعورًا يَتكلَّمْ
ولهُ في كل بحرٍ
زورقٌ.. ينساب مُلهَمْ
عاش إنسانًا لطيفًا
يَجتلِي حُلمًا مُنَمْنَمْ
بَحرُهُ الكامل.. أمسَى
مِن بحور الشعر أكرمْ
كان إبراهيم نبضًا,
لصفاء الروح توأمْ
كان غرّيدًا يُغنَّي,
وجوادًا.. حين حَمْحَمْ
ما شَبعنا منهُ, كلا..
لم يزل بالشعر مُفعَمْ
قد قضَى الله فراقًا
قَدَرُ اللهِ مُحتَّمْ
رَحمَ اللهُ أخانا
كان بدرًا.. ثم أَظلَمْ
بعضُ مَن يهوِى لقبرٍ
يَرتقِي في الخُلْد سُلَّمْ
لا يزكِّي العبدُ عبدًا
إنما.. نرجو, ونَحلُم
فارحمِ اللهمَّ واغفرْ
أنت يا ربَّاهُ أَرحَمْ
واعفُ عنهُ يا إلهي
إنَّ عفوًا منك أعظمْ
واجعلِ الفردوسَ دارًا
لأخينا, وتَكَرَّمْ
وعزائي لذويهِ
لمحبٍ.. يتألّمْ
وأعَزِّيْ (مدخليًا)
وحروفي.. تَتَلعثَمْ
وأعزِّي (صامِطِيًّا)
في ثَراهُ الحُزن خَيَّمْ
فالثريا في ثرانا
نَجمُنا قد صار مَنْجَمْ
من شعر/
علي بن يحيى البهكلي
مكة المكرمة, 14/ 12/ 1444هـ