بعد ان اديت القسم امام خادم الحرمين الشريفين سفيرا فوق العادة ومفوضا لدى امبراطورية اليابان واستلمت عملي سفيرا لخادم الشريفين الحرمين في عام 2009 وبعد استلامي للعمل في السفارة تذكرت بكل خير لزملائي السابقين من أصحاب السعادة سفراء المملكة منذ تأسيس السفارة الذين كان لهم الفضل في رفع مستوى العلاقات السعودية اليابانية ابتداءا من عام 1955 وحتى اليوم.
وكان علي أن ابدأ من حيث انتهى أصحاب السعادة السفراء قبلي وطبعا هذه المهمه ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة حيث بادرت فورا في وضع خطة سميتها تطوير العلاقات في أربع مجالات مهمة :
وهي السياسية والدبلوماسية ثم الصناعية والاستثمارية والتجارية بالإضافة الى المجالات التعليمية والثقافية والرياضية والفنية وغيرها
وعند الحديث أولا عن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين حيث تمكنت السفارة من فضل الله تعالى من رفع مستوى التشاور السياسي إلى مستوى وكلاء وزارة الخارجية في البلدين وفعلا تم عقد اكثر من الاجتماع وكان يمثل الطرف السعودي معالي الدكتور نزار مدني حفظه الله الذي شجعني دوما لكي استمر في رفع هذه العلاقات السياسية والمشاورات في كثير من المجالات التي تتعلق بالشرق الأوسط ودول جنوب شرق آسيا والشرق الأقصى بما فيها اليابان وكوريا الجنوبية وغيرها من دول الشرق .
فعلى المستوى الدبلوماسي أيضا تم الاتفاق على إقامة ورشة عمل سنوية تقام بين المعهد الدبلوماسي السعودي و المعهد المناظر له من اليابان ولقد تمت اكثر من دورة حوار لمعرفة اهتمامات البلدين ووضع جدول لهذه الاهتمامات بحيث يتم تسليط الضوء عليها وتطويرها بما ينفع ودور المملكة العربية السعودية الاستراتيجي في الشرق الأوسط والوطن العربي والعالم الإسلامي .
ولقد وجدت التعاون الكبير من الجانب الياباني لانه فعلا هم محبين للوطن الغالي المملكة العربية السعودية وهم يقدرون بكل اعتزاز الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية وتعرف أهميتها الدبلوماسية والسياسية لهذا الوطن الغالي ليس فقط في الشرق الاوسط ولكن على مستوى العالم بشكل عام .
أن الدعم المتبادل في التصويت في الحصول على مقعد في الوكالات والمنظمات الدولية والأمم المتحدة كان له الأثر أيضا في تعميق هذه العلاقة الاستراتيجية ولنا تجربة مميزة وفريدة في دعم اليابان للحصول على مقعد الأمانة العامة لوكالة الطاقة الذرية التي قادها السيد امانو .
التاريخ يعيد نفسه :
إن أهمية المملكة العربية السعودية تبينت لي بكل وضوح عند لقائي مع رئيس الوزراء السابق في الحزب الدمقراطي الحاكم السيد شيزو آبي الذي تم اغتياله مؤخرا على يدي رجل ياباني- والذي كان كان يكرر لي دوما أن العلاقات السعودية اليابانية علاقات استراتيجية و انه سعيد جدا بأن يكون أول دولة يزورها بعد تولي منصبه كرئيس للوزراء في المملكة العربية السعودية وفعلا هذا الذي تم وقام بالزيارة التاريخية للمملكة العربية السعودية وصدر عنها إعلان جدة التاريخي الذي أوضحه فيه رئيس الوزراء الياباني سياسة اليابان في الشرق الاوسط و دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية .
لقد ترك هذا البيان الختامي في مدينة جدة الأثر الكبير لدى الشعبين وهاهو التاريخ يعيد نفسة لكي يلتقي مرة أخرى رئيس الوزراء الياباني السيد كيشيدا بالقيادة العليا لدينا على ضفاف عروس البحر الأحمر واننا على يقين ان تكون هذه الزيارة ناجحة بكل المقاييس باذن الله وتصب في مصلحة شعوب البلدين .
اعود قليلا للامبراطور الياباني الحالي والسابق وهما رمز اليابان فاقول انهما كانا دائما يسألان عن صحة خادم الحرمين الشريفين و يطلبان مني نقل تحياتي الحارة له وكان الامبراطور يتمنى دوما أن يزور المملكة العربية السعودية ، ليقوم الامبراطور الحالي الذي كان وليا للعهد وقام بالزيارة التاريخية للمملكة وزوجته بمناسبة زواجهما.
يتناوب في هذه العلاقات الملكية والا إمبراطورية بزيارات متبادلة بين افراد العائلة المالكة الإمبراطورية وبين أصحاب الجلاله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في الزيارات المتبادلة التي كانت تقام بشكل دوري منتظم لتطوير هذه العلاقة المميزة والتي كان لها الأثر في توطيد العلاقات الملكية والامبراطورية بالإضافة الى العلاقات السياسية ، ولاغرو لان البناء كان قويا منذ ان تاسست هذه العلاقة .
انني أتذكر دوما أنهم كانوا يعطون لسفير خادم الحرمين الشريفين في اليابان الأولوية في كثير من المناسبات الحفلات واللقاءات والاجتماعات بدون أي تردد ذلك أنهم يعرفون حجم وقوة المملكة العربية السعودية وما كانت العلاقة المتبادلة بينهما .
وكانت سفارة خادم الحرمين الشريفين ولازالت في مقدمة المدعويين للاحتفالات الإمبراطورية والجكومية والبرلمانية وغيرها
الزيارة الحالية للمملكة :
نعود اليوم إلى زيارة رئيس الوزراء الحالي كيشيدا للمملكة العربية السعودية اليومين القادمين لكي يؤكد هذا الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دول الخليج والعالم العربي والإسلامي وعلى النطاق الدولي
وفعلا هو يبادر بزيارة المملكة العربية السعودية كأول دولة خليجية وعربية يزورها في المنطقة خلال هذه المرحلة الحساسة من التحديات الدولية الموجودة سواء كانت حرب الروسية الاوكرانية أو العلاقات السعودية الإيرانية والاحداث الموجودة في السودان وغيرها.
وكما تابعنا الاخبار بانه سوف يتم توقيع والرفع من مستوى التشاور السياسي المستوى من وكلاء وزارة الخارجية إلى وزراء الخارجية بين البلدين ، وهو لاشك تتويج للزيارات الماضية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده المحبوب الامير محمد بن سلمان حفظه الله والتي أبرزت هذا الدور خلال زيارته التاريخية لليابان لاكثر من مرة ورغبته في رفع من مستوى العلاقة الدبلوماسية والسياسية إلى المستوى المأمول الذي يمكن أن يكون له تأثير كبير في خارطة السياسية في العالم.
إنني أعتقد جازما ومن خلال خبرتي السابقة مع اليابان أن هذا التشاور السياسي سيكون له دور كبير المستقبلي في تطوير وتسريع عملية اتخاذ القرار المتبادل في تنويع المصالح المتبادلة بين البلدين .
تنفيذ بعض مشاريع رؤية 30 20
أن هذه الزيارة بلا شك سوف تضيف الكثير في تنويع مصادر المعرفة ونقل التقنية والتطوير الصناعي التذي تتميز به اليابان والكثير من المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصناعية بين البلدين والدليل التطور والقفزة النوعية التي شهدتها العلاقات السعودية اليابانية في ظل هذه الرؤية المباركة وشاهدة أيضا باذن الله توقيع اتفاقية تطويرموارد المعادن الأرضية النادرة التي يجري تعدينها الان في ارض الوطن الغالية والتي تزخر بالكثير مما حباها الله سبحانه وتعالى
والمتتبع لمصادر الثروة المعدنية بالوطن الغالي يجد ان هناك الكثير من النحاس والحديد والزنك ومغيرها من المعادن لازالت في طور التنقيب ولعل التقنيات والخبرات اليابانية سوف تساعد على ذلك ، واعتبر هذه الخطوة ان تمت باذن الله فانها سوف تستقطب الكثير من الخبرات اليابانية العريقة في هذا المجال من خلال تتبعي لهذه الصناعات في اليابان خلال الخمس عقود الماضية على اقل تقدير .
المزيد من نقل التقنية اليابانية مطلب أساسي :
ولعلنا في هذه العجاُلة نتمنى من اليابان أن تستمر في زيادة تقديم التقنيات والتكنولوجيا اليابانية خاصة التي تتعلق برؤية 20 30 في مجال الصناعات بشكل عام وصناعة السيارات بشكل خاص والمعدات وقطع الغيار اليابانية المتميزة التي لازالت تحتاج الى مزيد من التفهم لحاجة مجتمعنا المبارك لها .
و بهذه المناسبة أتذكر تماما الجهود التي بذلت ُ من قبل وزارة التجارة السعودية ايام معالي الوزير عبدالله زينل ووكيل الوزراة في ذلك الوقت معالي الدكتور توفيق الربيعة ونجحت هذه الجهور بان تم افتتاح اول مصنع لتجميع للسيارات أسوزو في المنطقة الشرقية قبل عدة سنوات وكان وكانت الشركة اليابانية متردده حتى قدم الدكتور توفيق الربيعة مزيد من التسهيلات لإحضارهم وفعلا تم تدشين المصنع بحضور سفارة خادم الحرمين الشريفين مع وفد كبير من الشركة اليابانية ، للمعلومية هذه الشركة التي كانت مترددة في دخول السوق السعودي أقول هذه الشركة تمتلك اكبر نسبة من المبيعات من الشركة في السوق السعودي في ما يتعلق بالشاحنات بل تطور البيع لدول مجلس التعاون الخليجي وبعض الدول العربية .
ثلاث معاهد تقنية يابانية :
اكرر الشكر والتقدير للحكومة اليابانية على استمرار تشغيل واشراف على الثلاث معاهد الفنية الخاصة بالسيارات والأدوات المنزلية التي كان لها الأثر في رفع المستوى الفني لكثير من شباب الوطن خلال العشرين سنة الماضية ولقد كانا لسفارة خادم الحرمين الشريفين باليابان الدور الكبير في استمرار الدعم المالي والفني لهذه المعاهد بكوادر يابانية سنويا بعد ان تقليص الميزانية المخصصة لذلك في منظمة جايكا اليابانية .
إنني اذكر وقتها لقائي الشهير مع السيدة أوقاتا الرئيس التنفيذي لمنظمة جايكا التي كانت قامت عدة مرات بزيارة المملكة العربية السعودية وتكن لها المحبة والتقديرلعملها البديع اثناء عملها في الأمم المتحدة وبعد ان زارت مخيمات اللاجئين العراقيين شمال المملكة وقتها ورأت بعينها الجهود الكبيرة التي قامت بها المملكة العربية السعودية كما ذكرت لي وكانت محبة جدا المملكة العربية السعودية ، أقول عند زيارتي لها في مكتبها أحضرت فريق من مساعدينها و الخبراء في منظمة جايكا والتدريب المهني و الفني وطلبت منهم إيجاد طريقة لاستمرار الدعم الفني والمعنوي والمادي لهذه المعاهد وتم الوصول إلى ما يمكن أن يقال عنه انه أول اتفاق في تاريخ جايكا اليابانية أن يتم استثناء المملكة العربية السعودية في هذا البرنامج واستحداث برنامج جديد بتمويل المشترك
cost sharing programs ويمكن ترجمته إلى اللغة العربية بأنه التمويل المشترك بين الحكومة اليابانية والحكومة السعودية .
للمعلومية لقد تم استحداث هذا البرنامج وهو التمويل المشترك لأول مرة فقط للمملكة العربية السعودية قبل أن يعمم لاحقا لبعض الدول الأخرى .
لقد فرحت وقتها ايما فرح جدا وانتصار الدبلوماسية السعودية وسفارة خادم الحرمين الشريفين في اليابان واسرعت وفورا وابرقت وقتها لمقام وزارة الخارجية التي أيضا أبلغت الجهات ذات العلاقة بهذه الفكرة الرائدة والتي لازالت مستمرة حتى يومنا هذا ويستمتع الشباب السعودي بتدريب مميز بشكل مميز يستطيع ان يدخل سوق العمل في مجال السيارات وغيرها فور تخرجه ، وأسأل الله سبحانه وتعالى ان يكتب في صحيفة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل رحمه الله هذا العمل المميز وأن ينفع بها شباب وشابات هذا الوطن الغالي .
أخيرا أنا أننا نتوقع من هذه الزيارة أن يكون هناك بيان مشترك ملئ بالمشاريع المشتركة بين البلدين وخاصة في مجال الصناعات وخاصة الصناعات البنية التحتية التي نحتاجها لتطوير الصناعة في المملكة العربية السعوية وخارطة طريق غنية بالتقنيات اليابانية ليكتمل عقد الجمان ُ لرؤية 2030 باذن الله ز
فاهلا وسهلا برئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا المحب للمملكة والصديق العزيز منذ ان كان وزيرا للخارجية الياباني واستقبلني عدة مرات في مكتبه وفي مسقط راسه جنوب اليابان .