متابعات – الدمام :

دشن الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، أمس، مركز التدريب على الإنشاء والحفر، بالمعهد التقني السعودي لخدمات البترول بالدمام، كما رعى حفل تخريج دفعة جديدة من متدربي طلاب المعهد، بحضور وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، ورئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد الفالح، ومحافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي الغفيص، والمستشار في وزارة البترول والثروة المعدنية لشؤون الشركات رئيس مجلس أمناء المعهد التقني السعودي لخدمات البترول عبدالرحمن بن محمد العبدالكريم.

حيث قام أمير المنطقة الشرقية بجولة ميدانية على عدد من المواقع بالمعهد، شملت موقع جهاز الحفر، وموقع السقالات والرفع والأحمال، وورشة التحكم بجهاز الحفر، واستمع سموه لشرح موجز عن هذه المواقع، بعد ذلك توجه سموه لموقع الحفل، حيث أزاح الستار إيذانا بتدشين المركز، وبدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة.

خطة للتوسع
وكشف وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي عن وجود خطة للتوسع في عقد الشراكات مع المؤسسة العامة للتدريب؛ لتجهيز وبناء معاهد متخصصة، مبيناً أن الدولة الآن تبني وتجهز المعاهد التقنية والتكنولوجية.
وقال النعيمي، في تصريح صحافي، عقب حفل التدشين: نحتاج إلى نقلة نوعية في التعليم التقني منذ الصغر؛ لنبني جيلاً تقنياً ليقوم الوطن على سواعد أبنائه، بالإضافة إلى أنه يجب تحفيز الشباب على حب العمل التقني والفني؛ للحاجة الماسة لهم في بناء هذه المشاريع العملاقة في وطننا المعطاء، موضحاً أن هناك توجها لبناء المزيد من المعاهد التي تعنى بالتقنية البترولية، ولكن نطمح في أن يكون هناك إقبال عليها؛ لسد الاحتياج في هذا الجانب.

المشروع الوطني للتدريب
من جهته، كشف رئيس شركة أرامكو خالد الفالح، عن مشروع يمكن تسميته “المشروع الوطني للتدريب على وظائف الصناعة البترولية”، وهو مشروع يهدف إلى تحقيق تفوق الموارد البشرية السعودية المؤهلة في هذه الصناعة على أقرانهم في كافة أنحاء العالم، بحيث يصبح الشباب السعودي رأس مال بشريا وطنيا منافسا ومستداما، ليس فقط على المستوى المحلي فقط، بل على مستوى صناعة الطاقة دولياً، حيث يقوم هذا المشروع على ثلاث ركائز، أولها: توفير بنية التدريب الأساس التي تقدم أفضل المرافق للتدريب مجهزة تجهيزاً حديثاً من حيث المبنى والوسائل المتطورة في التدريب، والركيزة الثانية: هي توفير المدربين المقتدرين الذين يتمتعون بأعلى مستويات التأهيل، والركيزة الثالثة: التي تعتبر الأهم هي استقطاب وتحفيز المتدربين الطموحين لاستغلال هذه الفرص التدريبية المتقدمة.

ثالث مركز
كما أكد المستشار في وزارة البترول والثروة المعدنية لشؤون الشركات، رئيس مجلس أمناء المعهد التقني السعودي لخدمات البترول عبدالرحمن بن محمد العبدالكريم، أن المركز يعد ثالث مركز تحت مظلة المعهد التقني السعودي لخدمات البترول، واحد مشاريع الشراكات الاستراتيجية لتدريب وتطوير الشباب السعودي فنياً وتقنياً وفق أعلى المعايير.
وأوضح العبدالكريم، أن المعهد أنشئ بمبادرة من وزارة البترول والثروة المعدنية، من خلال إيمانها بأهمية التدريب، ودوره الفاعل في توطين المهن المتصلة بصناعة خدمات البترول، وتهيئة الشباب السعودي للانخراط في سوق العمل، وتزويده بالمعارف النظرية والمهنية وفقا للمعايير الدولية.
ولفت إلى أن المعهد هو جهة مستقلة غير ربحية تهدف الى تقديم تدريب نوعي متميز؛ ليكون مثالاً يحتذى به، بإنشاء مراكز تدريب مماثلة في مجال خدمات البترول.
وأشار العبدالكريم إلى أن دراسة انشاء أول معهد متخصص في مجال الصيانة والتشغيل، ابتدأت في شهر اكتوبر 2008، بـ 200 متدرب، رعتهم 4 شركات فقط، منوهاً الى ان بنجاح الفكرة وحاجة السوق المحلي الى التخصصات النوعية في مجال البترول والغاز، واقبال الشركات الرائدة في مجال خدمات البترول برعاية المتدربين، تم افتتاح مركز تدريب آخر متخصص بمحافظة الخفجي، والذي أنشئ بمشاركة شركة أرامكو لأعمال الخليج.
وأكد ارتفاع عدد المتدربين الى أكثر من 2000 متدرب في المراكز التابعة للمعهد، حيث تمت رعايتهم من قبل 70 شركة، تعمل في الخدمات البترولية، وهذا يعكس التغيير الايجابي في المجتمع بتقبل قيم التدريب التقني والمهني، وانخراط الشباب في العمل في مجال خدمات البترول.
وأشاد العبدالكريم بما يقدمه المعهد من خبرات للمعاهد الأخرى، ومشاركتهم بالتطوير للأنظمة والسياسات وإجراءات ضمان الجودة ونظم الضوابط والرقابة الداخلية، وهو الأمر الذي حقق الرؤى، بأن يكون المعهد مثالاً يحتدى به، مشيراً الى أن المعهد قدم العديد من الحلول التدريبية للعديد من الشركات وتأهيل منسوبيها.

عجز سوق العمل
وكشف محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني علي الغفيص، عن وجود عجز كبير في سوق العمل وحاجة ماسة للمتخصصين التقنيين والمهنيين، مستشهداً بأن هناك عمالة تأتي من بلدانها أمية، وتتدرب هنا، وتصل إلى مستويات متقدمة في هذا المجال؛ بسبب الحاجة لهم، مبيناً أن الشاب السعودي متى ما وجد البيئة العملية المناسبة من حيث التدرج الوظيفي والتطور المستمر؛ فسيبدع في هذا المجال وهذا الأمر مجرب ومطبق في الشركات البترولية، سواء أرامكوا أو الشركات المتعاقدة معها، مشدداً على أن التوجه لدى المؤسسة ليس تخريج عدد كبير فحسب من هذه المعاهد، وإنما تخريج طلاب منتجين يستطيعون أن يحصلوا على فرصة في سوق العمل من خلال تأهيلهم تأهيلاً كاملاً يمكنهم من الإنتاج. وأضاف الغفيص: إن هناك معهداً للصناعات المطاطية في ينبع؛ لتخريج طلاب متخصصين في هذا الجانب بالشراكة مع جامعة عالمية متقدمة في هذا التخصص، بالإضافة إلى معهد البلاستيك بالرياض، حيث نسعى لتشغيل هذه المعاهد التقنية أو المتخصصة عن طريق شركاء عالميين لهم باع طويل في مثل هذه المعاهد المتخصصة، مبيناً أن جميع خريجي مثل هذه المعاهد التي تقوم عليها المؤسسة يضمنون التوظيف قبل البدء في الدراسة، كما أفصح الغفيص عن توجه لإنشاء معاهد متعددة في الصناعات التحويلية، حيث تم توقيع عقد إنشاء معهد يعنى بالمجال التعديني أثناء تدشين وعد الشمال مؤخراً، حيث يعد هذا المعهد المختص بالصناعات التعدينية أكبر معهد في هذا المجال بحيث تصل طاقتة الاستيعابية إلى 3 آلاف متدرب، بالإضافة إلى معهد (نتي) بالإحساء المختص بالصناعات البترولية، وذلك بالشراكة مع أرامكوا السعودية و15 شركة من مقاوليها وكذلك شركة الكهرباء، سيتم تدشينه في النصف الأول من هذه السنة، كما سيتم تشغيل4 معاهد لعلوم الكهرباء في الجغيمة وفي جازان وكذلك في الرياض، ومنطقة الجوف.
وبين الغفيص أن الهدف من الشراكات التي تعقد مع هذه الشركات البترولية أو التقنية في إنشاء هذه المعاهد؛ هو للوصول إلى توظيف كل خريجي هذه المعاهد مباشرة، بعد الانتهاء من التدريب والتعليم لهم، وهذا هو التوجه الحالي للمؤسسة.