سنوات قليلة مرت في تاريخ السعودية بل في تاريخ العالم استطاعت خلالها المملكة أن تسطر هذه السنوات في صفحات التاريخ بأحرف من نور، فلم يخطر على بال أحد أن تخطو السعودية هذه الخطوات العملاقة في كافة الأصعدة خلال بضعة سنوات بما مثل إنجازا أسطوريا غير مسبوق.

بالتأكيد كانت السعودية الوطن الكبير بشعبه وقيادته ومواقفه ووزنه السياسي والاقتصادي؛ إلا أن كل هذا تضاعف خلال فترة قصيرة لا تعد بعمر الدول والشعوب، والملفت للنظر أن هذه التغيرات الهائلة خرجت من رحم التحديات الضخمة التي أحاطت بالسعودية في محاولات فاشلة للسيطرة على القرار السياسي، ولزعزعة الأمن، ولتفريق اللحمة بين المواطن وقيادته، وبين المقيم المحب لهذه الأرض وأهلها.
لقد بدأت المرحلة السعودية الجديدة بحرب إعلامية ضدها لا تنتهي، وبضغوط خارجية عليها لا تنقطع، وبفتن متنوعة من الإرهاب، لكن النظرة الثاقبة للقيادة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وعراب الرؤية وقائدها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وفقه الله وقفت سدا منيعا في وجه كل التحديات والضغوطات، واختارت سبيلا مختلفا لسيادة القرار وبناء الاستقرار عبر توسيع العلاقات الدولية والتحالفات العالمية، وعبر أعادة النظر في الدبلوماسية بدبلوماسية فائقة أبهرت الجميع، ورغم تصريحات المتشائمين التي بشرت بالفشل لهذا التوجه وما صاحبه من رؤية ضخمة طموحة
إلا أننا ونحن على أعتاب عام 2024 ولم نتجاوز عام 2023 نقطف الثمار يانعه ونرى المستحيل يتحقق.
إن مصادر النجاح لهذا العمل الهائل بدأت بقيادة ذات نظرة ثاقبة تجاوزت المألوف ورفضت المستحيل، وبمسؤولية شابة وروح متقدة جعلت من التحدي دافعا لها باحثة عن استكمال بناء وطن الحلم بأحلام وطن.
وكانت البصمة الكبرى للشباب السعودي ذكورا وإناثا الذين أسهموا بوعيهم الكبير وولائهم المطلق في تحقيق تلك الأحلام، بعد أن متحوا الثقة الكبرى من ولاة أمرهم، وأثبتت السعودية أنها عصية على من أرادها بسوء، رائدة في التغيير والإنجاز، قائدة في السياسة والتفاوض وتحقيق المصالح الدولية، فتحققت أحلام الوطن ولازال الحلم يتحقق ويتحقق، وأصبحت بحق وطن الأحلام.

عبد الإله بن عبد الله الدريويش
جامعة الملك فيصل