أصدرت منظمة الصحة العالمية إرشادات جديدة بشأن أخلاقيات وحوكمة نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة ومتعددة الوسائط، التي تستخدم تطبيقاته في الرعاية الصحية، حيث وضعت أكثر من 40 توصية لكي تنظر فيها الحكومات وشركات التكنولوجيا ومقدمو خدمات الرعاية الصحية لضمان استعمال نماذج الذكاء الاصطناعي كما ينبغي تعزيزاً لصحة السكان وحمايتهم. صحياً وأخلاقياً.
وحذرت – رغم البدء في استعمال نماذج الذكاء الاصطناعي لأغراض صحية محددة- من المخاطر التي تتعلق بإنتاج بيانات خاطئة، أو غير دقيقة، أو متحيزة، أو ناقصة، ممّا قد يلحق الضرر بمن يستخدمون تلك المعلومات في اتخاذ قرارات بشأن الصحة، سواء على أساس الانتماء العرقي أو الإثني أو النسب أو الجنس أو الهوية الجنسية أو العمر، أو حتى الإعاقة.
ونصحت المنظمة العالمية باستخدام خمسة تطبيقات للذكاء الاصطناعي في مجالات الرعاية الصحية، منها التشخيص والرعاية السريرية، مثل الرد على الاستفسارات التي يكتبها المرضى، وآليات التعرف على الأعراض المرضية وتوفير سبل العلاج، إضافة إلى توثيق زيارات المرضى وتلخيصها وإدراجها في سجلات صحية إلكترونية؛ واستخدام السبل الذكاء الاصطناعي في وسائل التعليم في مجالي الصحة والطب والتمريض، بما يشمل محاكاة اللقاءات الفعلية مع المرضى، وكذلك استخدامه في البحث العلمي وتطوير العقاقير، بما يشمل تحديد مركّبات جديدة.
وأوصت الصحة العالمية الحكومات بأن تتحمل مسؤولياتها عن وضع معايير بشأن تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي ونشرها ودمجها واستعمالها لأغراض الصحة العامة والأغراض الطبية، حيث ينبغي عليها أن تقوم بالاستثمار في البنية التحتية العامة والتقنية غير الهادفة إلى الربح، بما يشمل الإمداد بالقدرات الحاسوبية ومجموعات البيانات العامة التي يمكن إتاحتها للمطورين في القطاعين العام والخاص والقطاع غير الهادف إلى الربح، التي تشترط على المستخدمين الالتزام بالمبادئ والقيم الأخلاقية، والحفاظ على معايير حقوق الإنسان التي تؤثر مثلاً على كرامة الشخص أو استقلاليته أو خصوصيته، فيما يتعلق بالمجال الصحي.
وتشدّد على أن إعداد نماذج ذكاء اصطناعي مأمونة وفعالة، يقتضي إشراك مختلف أصحاب المصلحة من الحكومات، وشركات التكنولوجيا، ومقدمي الرعاية الصحية، والمرضى، والمجتمع المدني، في جميع مراحل تطوير هذه التكنولوجيات ونشرها، وبما يشمل الإشراف عليها وتنظيمها.
وتتضمن الإرشادات، ألا يُقصر تصميم نماذج الذكاء الاصطناعي على المتخصصين في الشؤون العلمية والمهندسين، بل ينبغي أن يُشرك فيها وجميع أصحاب المصلحة المباشرين وغير المباشرين، من مقدمي الخدمات الطبية والباحثين والعاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى، ابتداءً من أولى مراحل تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي على نحو منظم وشامل وشفاف، وأن تُتاح لهم فرصة إثارة المسائل الأخلاقية والإعراب عن شواغلهم وتقديم مدخلاتهم فيما يخص تطبيق الذكاء الاصطناعي قيد النظر، على أن يتم تصميم نماذج الذكاء الاصطناعي لأداء مهام محددة بدقة وموثوقية عاليتين، لتحسين قدرة النظم الصحية وإعلاء حقوق المرضى.