• 03:07:16am

أحدث الموضوعات

تقاطعات الرؤية السعودية بين التأسيس ورؤية 2030

تعليقات : 0

أصداء الخليج
عبد الإله بن عبد الله الدريويش

جاءت ذكرى الاحتفال بيوم التأسيس للدولة السعودية الأولى على يد الأمام محمد بن سعود طيب الله ثراه والتي انطلقت ثمراتها عام 1139 ه 1727م أيقونة نجاح لتاريخ عريق وأمجاد محفوظةـ، ولقد مثلت الرؤية التي انطلقت منها فكرة التأسيس واقعا فريدا وتاريخا مجيدا، رؤية طموحة ورائدة حسب معطيات ذلك العصر، لكنها كانت رؤية مستقبلية تأسيسية يمكن من خلال التأمل فيها الخروج بمجموعة من التقاطعات الهامة مع رؤية المملكة الحديثة 2030.

وبالرغم من الوضوح التام لحجم ومستوى الرؤيتين بما يوحي بعدم المقارنة إطلاقا بينهما، إلا أنه يمكن أن يستل من العلاقة بينهما بعض العناصر ذات الأهمية
فقد ارتبطت رؤية التأسيس بتاريخ من الصراعات التي كانت سمة ذلك العصر وجاء من أبرز أهداف التأسيس تحقيق الأمن والاستقرار سواء لمن هم داخل أسوار الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى أو ممن حولها من الحلفاء للدولة، ومن تلك الأعمال التي تضمنتها رؤية التأسيس أن بنيت ونظمت الأسوار حول الدرعية وبدء العمل التدريجي على توحيد المناطق في وحدة وطنية واحدة، وفي المقابل فقد جعلت رؤية 2030 الأمن والاستقرار من أبرز ركائز الدولة الحديثة والذي بان جليا من خلال النتائج الضخمة في تحقيق الاستقرار والأمن في عالم يموج بالفتن والصراعات والحروب والإرهاب لتحقق السعودية الحديثة أعلى معادلة تأثيرا على الدول وساكنيها.
وجاء في رؤية تأسيس الدولة السعودية الأولى أهمية التنظيم للأوضاع الاقتصادية للدولة والفرد وذلك انطلاقا من أهمية تحسن الأوضاع ا لاقتصادية في التنمية، وبصورة ضخمة غير قابلة للمنافسة وإنما يحدوها نفس الحرص جاءت الرؤية السعودية 2030 بطموح اقتصادي يتماشى مع وضع الدولة السعودية الحديثة ذات المكانة الاقتصادية العالمية، وصاحبة القرار الاقتصادي المؤثر على العالم أجمع، لتجعل من ركائزها الهامة تنمية القطاع المالي، وتنمية صندوق الاستثمارات العامة لتتضاعف أصوله خلال سنوات معدودة، وتوطين الصناعات المختلفة.
لقد آمن الأمام محمد بن سعود طيب الله ثراه بأهمية الاستقلال السياسي عن مختلف القوى السياسية والقبلية السائدة آنذاك بحثا عن استقلال فاعل وثري للدولة السعودية الأولى، أما في عصر رؤية 2030 فمع كل الاستقرار السياسي المثير للإعجاب الذي وطدته الحنكة السعودية إلا أنه أضيف إليه استقلالا سياسيا سياديا بعيدا عن مختلف أشكال التبعية مهما كبر حجم المتبوع وبلغت سطوته ، لتكون السعودية الحديثة أنموذجا عالميا فريدا في هذا المستوى المتقدم من الاستقرار السياسي والاستقلال السيادي.
لقد هدفت السعودية الأولى للتصدي لمختلف الحملات ذات لطابع السياسي او الاجتماعي المحيطة بها، وفي رؤية 2030 استطاعت الدولة السعودية الثالثة أن تقف طودا شامخا أمام كل خطط النيل وحملات التحريض والعداء ومحاولة النيل من اللحمة الوطنية وزعزعة اللحمة بين المواطن وولاة أمره، والتي نفذته كيانات مختلفة بأجندات تدعمها مكائن أعلامية لا تتوقف ، لكن الرؤية الثاقبة والحكمة البالغة حولت هذا الهجوم الشرس إلى سياق عكسي تماما، لتحول المملكة العربية السعودية إلى وجهة جاذبة، وأيقونة سلام، وأرض قدرات وإنجازات لاتعرف الحدود.
بالتأكيد قدمت الرؤية السعودية 2030 مالم تستطع أي دولة تقديمه، وما يعجز حتى عن مجرد الحلم به ويصعب استيعابه في فترة الدولة السعودية الأولى وجاءت بركائز رئيسة تمثلت في اقتصاد مزدهر ووطن طموح ، تضمنت حزما ضخمة من المشاريع الضخمة تضاف إلى ماذكر سابقا ومنها تنمية القدرات البشرية، وتطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية، التخصيص، وجودة الحياة ، تمكين المرأة، تنمية القطاع الصحي، واستمرارية استقبال الحجاج والمعتمرين وتطوير الأرض والعملية لذلك بأعلى المعايير العالمية ،ولكن ما أردت الخروج به من هذه المقالة أن الدولة السعودية بدءا من يوم التأسيس مرورا بالتوحيد الكامل على يد المغفر له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وسمو نائبه صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان وفقه الله كانت ولا زالت دولة ولادة للقيادات ذات البعد في النظر والرؤى الطموحة وقراءة المستقبل بصورة نقية وهو ما يجعل من هذا الامتداد التاريخي مثيرا للإعجاب ومدرسة للتطبيق والمحاكاة، وهو مؤشر بلا شك على رؤى مستقبلية أكثر طموحا وتأثيرا وامتدادا تنطلق من معطيات العصر المختلفة، وختاما فذكرى تأسيس رائعة، وحب ممتد، وانتماء بلا حد، وتكامل بروح وجسد لكل من أسهم في ترسيخ لبنات المجد، وأنشأ وطن السؤدد، يحوطه تاريخ ممتد، وحاضر ومستقبل بلا حد.
عبد الإله بن عبد الله الدريويش
جامعة الملك فيص

أضف تعليقك

برجاء الكتابة باللغة العربية فقط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    يوسف أحمد الحسن

    يوسف أحمد الحسن

    بقلم | محمد بن عبدالله آل شملان

    بقلم : خالد فاروق السقا

    بقلم | المخترعه والكاتبه شروق بنت صالح الجنوبي

    بقلم / علي بن يحيى البهكلي

    بقلم | مبارك بن عوض الدوسري

    د / مرام ماجد شعث

    بقلم / فرح اللحياني

    التغريدات